ومع تجاوز عدد السكان في مصر حاجز المئة مليون فإن السؤال المتجدد هو: هل هذا العدد الضخم من السكان في البلاد يمثل عبئاً على الاقتصاد القومي، كما ردد عدد من رؤساء مصر وآخرهم عبد الفتاح السيسي وقبله حسني مبارك، أم يمكن الاستفادة من هذا العدد في تنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الخارجية الباحثة عن كوادر بشرية مدربة وأيد عاملة رخيصة إلى جانب فرص العمل الواعدة. كذلك، الاستفادة من المصريين العاملين بالخارج في زيادة التحويلات بالنقد الأجنبي، في بلد يعاني من نقص في السيولة الدولارية وهو ما يدفعه للاقتراض الخارجي المتواصل؟
وفي السياق، يقول خبراء اقتصاد وتنمية بشرية مصريون إنه يمكن الاستفادة من الثروة البشرية المصرية في تقوية الاقتصاد المتداعي، عبر زيادة التحويلات الخارجية البالغة نحو 20 مليار دولار سنوياً، وتزويد سوق العمل في بعض البلدان المجاورة بالأيدي العاملة الرخيصة والكوادر المدربة، وزيادة إنتاج البلاد خاصة من قطاعات مهمة كالزراعة والتصدير والصناعة.
ويستشهد هؤلاء الخبراء بتجارب دول عدة في الاستفادة من الكوادر البشرية في دعم اقتصادها ويؤكدون على أن من أبرز هذه التجارب، التجربة الصينية، فرغم أن عدد سكان الصين تجاوز 1.4 مليار نسمة إلا أن البلاد حققت قفزة اقتصادية، دفعتها لاحتلال ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد اميركا، وهذا الاقتصاد حقق معدلات نمو فاقت 10% سنويا لسنوات طويلة، كما استشهدوا كذلك بتجارب دول مثل الهند ودول أميركا اللاتينية.
وبحسب الأرقام، فإن المصريين يشكلون ربع تعداد سكان الدول العربية، البالغ نحو 400 مليون نسمة، وتأتي الجزائر في المركز الثاني عربياً، بعدد سكان 40 مليون نسمة، ثم السودان 39 مليونا، فالعراق 37 مليونا، ثم المغرب 35 مليونا، فالسعودية 32 مليونا، فاليمن 27 مليونا، ثم سورية 18 مليونا، فالصومال 14 مليونا، ثم فلسطين 12 مليونا، ثم تونس 11 مليونا.
ويصل تعداد سكان الإمارات إلى 9 ملايين نسمة، تليها، كل من ليبيا ولبنان، بنحو 6 ملايين، ثم الكويت، سلطنة عمان، والأردن بنحو 4.5 ملايين، ثم قطر بمليوني مواطن، فالبحرين بـ 1.5 مليون.
وقال رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر، أبوبكر الجندي في وقت سابق إن "عدد سكان البلاد وصل إلى 104.2 ملايين نسمة، من بينهم 94 مليونا و798 ألفا و827 نسمة في الداخل، و9.4 ملايين نسمة يعيشون خارجها، بزيادة 22 مليونا في السنوات العشر الأخيرة".
وأوضح الجندي أن "مصر وصلت إلى المرتبة الـ 13 بين دول العالم من حيث عدد السكان، بنسبة شباب بلغت 18.2% من إجمالي عدد السكان يقعون في الفئة العمرية ما بين 15 و 24 عاما".
وأشار إلى أنه خلال 30 سنة ارتفع عدد السكان بعدد 46.5 مليون نسمة بنسبة زيادة 96.5%.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد الأميين في مصر "18.4 مليون شخص غالبيتهم في ريف الوجه القبلي، من بينهم 10.6 ملايين نسمة من الإناث مقابل 7.4 ملايين من الذكور، بينما بلغ عدد غير الملتحقين بالتعليم إلى 28.8 مليون مواطن".
واستعرض الجندي التعداد السكاني للأسر حيث أوضح أنه في 2017 بلغ عدد الأسر 23.5 مليون أسرة مقارنة بـ9.7 ملايين أسرة في عام 1986.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وجه الحكومة بتشكيل "لجنة عليا"، من الحكومة وأساتذة الجامعات والمتخصصين في كافة المجالات، لدراسة نتائج تعداد السكان والمنشآت في مصر التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر السكاني.
أين يعيش المغتربون المصريون؟
كشفت هيئة الإحصاء المركزي أن هناك 10 ملايين مصري يعيشون في الخارج، فكيف يتوزع المصريون في العالم؟
يعيش نحو 6.2 ملايين مصري في الدول العربية موزعين ما بين السعودية، الإمارات، الأردن، الكويت، قطر، لبنان، بينما يعيش نحو 3.8 ملايين مصري في باقي دول العالم، موزعين بين أوروبا، أميركا، وأستراليا.
وفي القارة الأميركية، يعيش نحو 1.6 مليون مصري، فيما يعيش 1.3 مليون مصري في القارة الأوروبية، يتركزون في إيطاليا، فرنسا، وألمانيا بشكل لافت، فيما يعيش نحو 340 الف مصري في أستراليا. ويعيش 40 الف مصري في جنوب أفريقيا.
(العربي الجديد)