تعاني العائلات النازحة من انعدام أبسط سبل العيش والخدمات الأساسية بمخيم زيزون، والذي يؤوي عائلات فرّت من قصف طائرات النظام السوري ومدفعيته، وأخرى لجأت إلى المخيم هربا من بطش تنظيم "داعش" الإرهابي، لتتشارك العائلات ألم النزوح ومعاناة التهجير.
يصف السبعيني محمد أبو عمار، واقع المخيم لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن "الحصول على المياه هو أكبر مشكلات الناس نظرا لارتفاع سعر الحصول عليها، كما أن الخيام قديمة وممزقة، ما يزيد الوضع سوءا خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة".
أما رقية الوادي، النازحة من حوض اليرموك مع زوجها وأطفالها، هربا من تنظيم "داعش"، فتوضح أنها تضطر للطهي على الحطب الذي تجمعه بمشاركة أبنائها لأن زوجها لا يملك ثمن أنبوبة الغاز التي فرغت قبل شهر رمضان بأيام، حيث أن دخله من العمل يكفي بالكاد حاجتهم من الطعام والشراب، ولا يمكنهم حتى من شراء ملابس للأطفال.
وتتابع الوادي لـ"العربي الجديد"، أنه "بعد زوال الطين والمعاناة الكبيرة التي مررنا بها جراء الأمطار دخلت موجة الحر مع أول أيام رمضان، لتزداد علينا المشقة في كل الأعمال اليومية، مع خوفنا الدائم على الأطفال من المرض".
وتقول خديجة الحوراني، إن العديد من المنظمات الإغاثية زارت المخيم، الذي تتفاقم فيه الأوضاع سوءا يوما بعد يوم، مشتكية من تلوث المياه وعدم توفر خدمات الصرف الصحي، مضيفة أن "أوجه المعاناة لا تقف عند مشكلة المياه، وخاصة انقطاع الكهرباء، وعدم وجود مدارس توفر تعليماً لأطفالنا في الخيام الذين لم يروا من الدنيا سوى الحرب والنزوح".
ويأمل سكان المخيم، أن تنتهي معاناتهم قريباً، بعودتهم إلى بلداتهم وقراهم التي فروا منها بسبب المعارك، لكن بعضهم استبعد حصول ذلك قريباً، مع ورود أنباء عن نية النظام فتح معارك في درعا، لإنهاء سيطرة المعارضة، بعدما انتهى من تأمين كافة المناطق التي كانت خارج سيطرته بدمشق وريفها.