تنعكس مجريات المعارك الأخيرة بين الفصائل المسلحة وهيئة تحرير الشام، في مناطق من إدلب وريف حلب الغربي، على الأهالي، خاصة بعد الاعتداءات المتكررة التي ارتكبتها الهيئة في مدينة دارة عزة، والتي أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين.
ووثّق فريق "منسقو الاستجابة"، في بيان له، تأثيرات المعارك على المدنيين وحجم الانتهاكات التي طاولتهم، داعيا إلى تحييدهم وكذا الكوادر الطبية والإنسانية عن القتال، مشيرا إلى الاعتداء المباشر على ثلاثة مرافق طبية، وهي مشافي الكنانة والريح المرسلة والفردوس، في ريف حلب الغربي، والتي أدت إلى مقتل مسعف وإصابة طبيب وعدد من عناصر الفرق الطبية، فضلا عن فرض حصار على النقاط الطبية التي تعالج عشرات الحالات الطبية، بما فيها أطفال حديثو الولادة.
وأدان الفريق، في بيانه، الاعتداءات المتعددة بحق المدنيين والكوادر الطبية، مطالبا كافة الجهات بتجنّب استهداف كوادر التدخل الطبي والدفاع المدني والمنشآت الطبية، ووقف الاعتداءات على السكان بشكل فوري، بعدما تكررت عشرات المرات.
وذكّر الفريق جميع الأطراف بالتركيز على حماية المدنيين في الشمال السوري من الاعتداءات، خاصة أن عدد سكان المنطقة بلغ أكثر من 4.7 ملايين نسمة، بينهم أكثر من 1.5 مليون نازح ومهجر قسراً.
بدوره، حمّل محمد عزّ، ابن مدينة دارة عزة، هيئة تحرير الشام، بالدرجة الأولى، مسؤولية عمليات الاعتداء على الأهالي في المدينة، واصفاً استهداف المدينة بقذائف الدبابات بأنه "ترويع حقيقي للأهالي". وقال لـ"العربي الجديد": "الوضع في المدينة سيئ جدا، والأهالي خائفون من تداعيات المعارك الدائرة، كونهم الأكثر تضرراً".
وأشار عزّ إلى "شل الحركة في مناطق المواجهات في ريف حلب الغربي، حيث قطعت جميع الطرقات، وبات التنقل بين البلدات بالغ الصعوبة".
وأوضح حسين أبو شام، لـ"العربي الجديد"، أن "الأهالي في دار عزة عاجزون عن الحركة، وبعض المناطق لا تزال أفران الخبز فيها متوقفة عن العمل، ويصلها الخبز الآن من مناطق عفرين".
وفي سياق الاعتداءات، تم توقيف الشاب عمران على أحد حواجز هيئة تحرير الشام في منطقة أطمة، وتم استجوابه عن الفصيل الذي ينتمي إليه، وعمله، وقال لـ"العربي الجديد": "لا أنتمي لأي فصيل، خضعت للتحقيق والاستجواب لمدة ساعة، وعدت بعدها إلى منزلي مباشرة، وأنا الآن عاطل عن العمل، فالخروج يعد مخاطرة لأني قد أعتقل لأي سبب".
وأوضح أنه "في كل مرة يحدث اقتتال بين الفصائل والهيئة، نكون كمدنيين الضحية الأولى، وبعدها يتم التوافق بينهم على وقف القتال الذي يقولون إنه لمصلحة النظام".