شكا والد شاب أصيب في ضربة جوية على ميناء الحديدة في اليمن من أنه ظل محاصراً في قرية المنظر في مديرية الحوك في المدينة، من دون طعام أو ماء ثلاثة أيام، واضطر إلى علاج ابنه في حافلة. وحال أسرة الشاب المصاب مثل غيرها من السكان الذين أكدوا لـ"العربي الجديد" أنهم لن يستطيعوا النزوح لعدم قدرتهم على توفير تكاليف النقل، أو عدم توفر مأوى بديل.
وتحدث اليمني علي عمر إلى تلفزيون "رويترز" مساء أمس الجمعة، مع سيطرة قوات التحالف التي تقاتل جماعة الحوثي على اثنين من مداخل مطار الحديدة، في محاولتها السيطرة على المدينة في أكبر معارك الحرب التي تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال سكان في قرية المنظر المتاخمة لسور المطار إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي تابعة للتحالف تهاجم القناصة والمقاتلين الحوثيين في المباني والمدارس. وأضافوا أن القوات الحوثية دخلت البيوت المطلة على الطريق الرئيس في مدينة الحديدة، وصعدوا إلى الأسطح لتبادل إطلاق النار مع القوات المهاجمة.
وهذا ما أكده مواطنون لـ"العربي الجديد" أمس الجمعة، أن مغادرتهم منازلهم تعني أن المسلحين سيتمركزون فيها، ما يجعلها هدفاً للقصف. وهذا من الأسباب الإضافية التي جعلتهم يختارون البقاء لحماية بيوتهم رغم الخطر المحدق بهم.
وقال علي عمر، الذي استطاع أخيرا الوصول إلى مستشفى الثورة في الحديدة، ومعه ابنه المصاب: "الضرب من فوقنا، من هنا ومن هنا". وأضاف: "نحن وأطفالنا وشيوخنا ونساؤنا مبهدلون، مجاعة. ثلاثة أيام لا أكل لا شرب".
وقال رئيس خدمات الطوارئ في مستشفى الثورة، إن المستشفى استقبل جثتين و12 مصابا من المنظر. وهناك آخرون يتلقون العلاج في الموقع".
وقال عمر إن الهلال الأحمر لم يسمح له بدخول المنطقة إلا أمس الجمعة. وبدأ التحالف عملية الحديدة قبل ثلاثة أيام ويقول إن بإمكانه السيطرة على المدينة بسرعة لضمان استمرار المساعدات لملايين اليمنيين الذين يواجهون خطر المجاعة.
وتخشى الأمم المتحدة التي فشلت وسائلها الدبلوماسية في منع وقوع الهجوم، أن يتسبب قتال الحديدة في قطع شريان الحياة الوحيد لمعظم اليمنيين. ويعتمد نحو 22 مليون يمني على المساعدات ويواجه 8.4 ملايين خطر المجاعة المحدق.