في سوق يعج بالزبائن في مدينة الإسكندرية المصرية، يشتكي المتسوقون من ارتفاع الأسعار، وهو ما دفع الكثير منهم إلى الاكتفاء بشراء الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها في شهر رمضان.
ويشتكي المتسوقون في المدينة الساحلية الواقعة شمال مصر من ارتفاع أعباء الحياة، مع بقاء الرواتب على حالها بدون زيادة.
ولا يزال معظم المصريين يعتقدون بأن الحصول على حياة كريمة بمثابة حلم بعيد المنال رغم قيامهم بثورة 25 يناير 2011 ومطالبتهم المستمرة بتحسين أحوالهم المعيشية.
وتفيد إحصاءات البنك الدولي بأن أكثر من 25% من سكان مصر، البالغ عددهم 82 مليون نسمة، يعيشون دون خط الفقر، كما يعانى ربع الشباب من البطالة.
وقالت متسوقة تُدعى أم أحمد لوكالة رويترز إن الفقراء يتضررون بشدة من ارتفاع الأسعار.
وأضافت أم أحمد: "الأسعار حاليا غالية جداً يا ابني. وفي التلفزيون يقول لك الحال جميل، والحالة مستمرة، والحال جميل أوي. الأسعار غالية. الطماطم بـ6 جنيه (79 سنتا)، والبامية نازلة بـ27 جنيه. الفاكهة غالية. بتوع التموين يبصوا لنا للأسعار دي. يبصوا للغلابة".
وأصبحت المواد الغذائية التي كانت متوفرة في أوقات سابقة غالية حاليا.
وقال مواطن من سكان الإسكندرية: "الخضار بكافة أنواعها. الطماطم حضرتك بـ8 جنيهات وبـ10 جنيهات الكيلو. الفلفل الأخضر. الليمون بـ 10 جنيهات. كل حاجة غالية والدخل زي ما هو. مفيش حاجة بتزيد علينا. بالعكس الحاجة بتزيد والدخل بيقل. فاحنا دلوقتي مش عارفين نعملوا إيه حضرتك. احنا كنا عشمانين في ربنا ثم في الرئيس (عبدالفتاح) السيسي إنه يصلح حال البلد. دلوقتي الحاجة بتطلع ومفيش حد بيراقب على السوق. مفيش رقابة على السوق.. مفيش رقابة على الأسعار. وحضرتك الدخل زي ما هو".
واعترف المتحدث نفسه بأنه "يجد صعوبة في توفير الضرورات لأسرته في ظل الوضع الاقتصادي الحالي".
وتواجه مصر ارتفاعا في معدلات التضخم منذ خفّضت الحكومة الدعم في يوليو/تموز الماضي ورفعت أسعار البنزين والسولار والغاز الطبيعي بما يصل إلى 78%.
وتوضح أحدث بيانات التضخم في أسعار المستهلكين السنوية في المدن المصرية تباطؤ التضخم إلى 11% في أبريل/نيسان الماضي، مقابل 11.5% في مارس/آذار الماضي.
وقال مُسن من أهل الإسكندرية: "الكوسة اللي كانت بـ2 جنيه بقت (أصبحت) بـ7 وبـ8 جنيه. الطماطم كانت أربعة كيلو بخمسة جنيه بقت بـ8 جنيه للكيلو. كل حاجة ولّعت في البلد".
وقال شاب عاطل إنه يجد صعوبة في توفير الطعام لأفراد أُسرته "من الغلو اللي احنا فيه مش عارف حتى اشتغل. مش عارف حتى أأكلهم إزاي. لما أروح أجيب دلوقتي (الآن) حتة حلويات أهي بخمسة جنيه عشان أبيعها. عشان أرزق من وراها بخمسة جنيه. يعني حتة سمينة معفنة تترمى للزبالة بخمسة جنيه. ده اللي أنا باتكلم عليه".
وقدمت دول الخليج العربية لمصر مساعدات سخية بلغت مليارات الدولارات منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو عام 2013.
اقرأ أيضا: أزمة الوقود بمصر تدخل أسبوعها الثالث.. وانتعاش السوق السوداء