سقوط 53 مدنيّاً بقصف الحوثيين وبحاح يدرس تحرير تعز

21 سبتمبر 2015
الحكومة اليمنية تعد لتحرير محافظة تعز (Getty)
+ الخط -

سقط أكثر من 30 قتيلاً، عصر اليوم الاثنين، في قصفٍ شنّه طيران التحالف العربي على مركزٍ أمني في محافظة حجة، شمال اليمن.‏


وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أنّ القتلى هم من جنود الأمن العام والمسلّحين الحوثيين الذي يسيطرون على أقسام الشرطة.‏

كما أكد الناشط الميداني، عيسى الراجحي، لـ "العربي الجديد"، سقوط أكثر من ثلاثين قتيلاً في الغارات الجوية، التي استهدفت مركزاً ‏أمنياً في مديرية (الشغادرة) في محافظة حجة.‏

وأوضح الراجحي أنّ طيران التحالف شنّ حوالي 6 غارات استهدفت مصنعاً للإسمنت في مديرية بني قيس، محافظة حجة، وأدت إلى ‏تدميره بالكامل.‏

وبدأ طيران التحالف في استهداف مراكز أمنية وأقسام الشرطة، التي يسيطر عليها الحوثيون، واستهدف، أمس الأحد، بغارات عدة، ‏مبنى إدارة أمن القاعدة في محافظة إب، وسط اليمن، كما استهدفت الغارات مبنى وزارة الداخلية في العاصمة اليمنية صنعاء.‏

اقرأ أيضاً: اليمن: الحوثيون يقرّون إجازة رسمية في يوم اجتياح صنعاء

على صعيد متصل، أقال الحوثيون، اليوم الاثنين، النائب العام في اليمن، علي أحمد الأعوش، وأصدروا قراراً بتعيين نائب عام ‏هو القاضي، حمدي عبدالقادر حكمت، كما أصدروا قرارات بتعيين أعضاء جدد في السلك القضائي من الموالين لهم.‏

الأعوش، البالغ 55 عاماً، من مواليد محافظة مأرب، شرق اليمن، عُيّن فى هذا المنصب في أبريل/ نيسان 2011، وكان على ‏خلاف مع الحوثيين، الذين أرادوا إحالة الرئيس اليمني ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، الذين رفضوا العمل معهم، إلى النيابة ‏العامة للتحقيق معهم وتم منعه من السفر هو وأسرته في مارس/ آذار الماضي.‏

في تعز، قضى 53 مدنياً وجرح العشرات، خلال اليومين الماضيين، جراء قصف مليشيات الحوثي وقوات الجيش الموالي للرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، على مناطق متفرقة في محافظة تعز جنوب اليمن.‏

واستهدفت المليشيات شارع جمال وسط المدينة، ومراكز التسوق التجارية في منطقة المسبح بقذائف عدة، مما أوقع 22 قتيلاً من ‏المواطنين المدنيين، بينهم أطفال، وجرحى، إصابات بعضهم خطرة، بالإضافة إلى أنه خلّف أضراراً مادية في الأبنية ‏السكنية. ‏

وقضى مدنيان وجرح آخرون بينهم ثلاثة أطفال، جراء سقوط عدد من قذائف الهاون، بصورة متعمدة على منطقة ثعبات شرق ‏المدينة، فضلاً عن تدمير أحد المساجد هناك، وإحراق أحد المباني السكنية.‏

وتشهد منطقة ثعبات معارك متواصلة، منذ أيام، كما طاول القصف العشوائي منطقة وادي الدحي في الأجزاء الغربية، دون تسجيل ‏إصابات. ‏

اقرأ أيضاً: "القاعدة" في اليمن يهاجم هادي ويطلق نداءً لتسلّم المكلا

وقال سكان محليون في منطقة الدحي، إنّ قصفاً عنيفاً شنّته مليشيات وقوات الانقلاب على مناطق وادي الدحي، فضلاً عن ‏استهداف قناص من الحرس الجمهوري، يتمركز في تبة البركاني في شارع غزة غرب المدينة، قتل 12 مواطناً مدنياً، صباح اليوم ‏الاثنين.‏

وقال مصدر في المقاومة، إن قوات الشرعية والمقاومة انسحبت من بعض مواقعها في منطقة وادي الدحي، صباح الاثنين، بعد أن ‏قامت مليشيات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، بعملية هجوم واسعة بمختلف الأسلحة الثقيلة في ‏محاولة اختراق لجبهة منطقة وادي الدحي للمرة الثالثة، خلال أربعة أيام، بعد أن كانت المقاومة قد تمكنت من دحرهم إلى منطقة ‏حبيل سلمان الجمعة الماضي.‏

وأوضح المصدر نفسه أن عملية قنص وقصف عنيف أجبرت المقاومة على الانسحاب من الخط الرئيسي إلى التمركز في ‏المرتفعات، لافتاً إلى أن سقوط تلك المناطق يهدد وسط المدينة ومنطقة الكشار المطلة على المربع الغربي للمدينة.‏

تبادل الأسرى

إلى ذلك، قالت مصادر محلية في مناطق جبل صبر جنوب المدينة، إن صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون سقطت، مساء أمس الأحد، ‏على مناطق متفرقة أسفرت عن سقوط جرحى من المدنيين.‏

من جهة أخرى، وقعت المقاومة في الضالع صفقة تبادل أسرى مع مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. 

وقالت مصادر في المقاومة لـ "العربي الجديد"، إن عملية تبادل الأسرى جرت في مدينة دمت شمال الضالع، وسلمت المقاومة 65 شخصاً من المليشيات، مقابل تسليم المليشيات 20 شخصاً من المقاومة والمواطنين إلى المقاومة الجنوبية.

هذا فيما تفقدت الحكومة اليمنية مرافق حكومية أمنية في عدن، واطلعت على سير عمليات ترميمها وقالت مصادر أمنية، إن وفداً برئاسة وزير الداخلية، اللواء عيده الحذيفي، زار مقر إدارة الأمن العام لمحافظة عدن، واطلع على سير العمل فيه وزار عناصر المقاومة الذين كانوا بداخله إلى جانب بعض ضباط وجنود الأمن.

هذا فيما وقعت قيادة محافظة أبين اتفاقية مع منظمة أوكسفام الدولية عملية إصلاح شبكة المياه.

سياسياً، يواصل نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة، خالد محفوظ بحاح، اليوم الاثنين، في محافظة عدن جنوب اليمن لقاءات ‏ثنائية مع أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، المحامي عبدالله نعمان، والعميد يوسف الشراجي، أحد قادة الجيش الوطني ‏في تعز، لليوم الثاني على التوالي لمناقشة التفاصيل المتعلقة بمعركة تحرير محافظة تعز.‏

وقال عبدالله نعمان لـ"العربي الجديد" إن لقاءه رئيسَ الحكومة كان إيجابيّاً، موضحاً أن بحاح حريص، ومهتم بموضوع تحرير ‏محافظة تعز، فضلاً عن اهتمامه بالوضع الإنساني الذي تمر به المحافظة، لما لها من أهمية استراتيجية ودور مستقبلي في بناء ‏الدولة اليمنية الحديثة.‏

وحول ما يتم تداوله من حلول سياسية للأزمة اليمنية، أكد عبدالله نعمان أن أي تفاوض هو لبحث آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن ‏الدولي 2216، كوحدة متكاملة، وغير قابلة للتجزئة.‏

كما عقد بحاح، لقاءً مع عشرات من الصحافيين والإعلاميين، وناقش معهم سير الأوضاع واطلعهم على أهداف حكومته، وأكد دور الإعلام في المرحلة القادمة من عمر إعادة بناء الدولة.

بحاح وخلال لقائه أكد لكل الأطراف أن هدف حكومته هو توفير الخدمات الأساسية للناس وسرعة البناء والإعمار وضبط الأمن وبدعم من دول التحالف وأوضح أن ما يخص القضايا السياسية فإن الجميع سيجلسون على طاولة حوار لحل جميع المشاكل السياسية، في إشارة إلى القضية الجنوبية. 

في سياق موازٍ، قال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن هناك تحولات نوعية وهامة ستتم، خلال الأيام القادمة، في محافظة تعز ‏ستعمل على تغير مجريات الأحداث. وذكر المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أنه من المقرر أن يقود معركة التحرير في ‏محافظة تعز ثلاثة من القادة العسكريين، هم العميد ركن عدن الحمادي، قائد اللواء 35 مدرعاً، والعميد ركن يوسف الشراجي، ‏والعميد ركن عبدالرحمن الشمساني.‏

اقرأ أيضاً: ملابسات قصف مسكن السفير العماني في صنعاء