سقط البرسا فسقطت إسبانيا.. في موسم انهيار "التيكي التاكا"

14 يونيو 2014
ديل بوسكي يعد احد أهم أسباب الخسارة القاسية (getty)
+ الخط -
لم تكن هزيمة المنتخب الإسباني المذلة أمام نظيره الهولندي بخمسة أهداف مقابل واحد وليدة الصدفة، ولكنها كانت نتيجة موسم كشفت فيه العديد من الفرق "عورات" طريقة لعب "التيكي تاكا" خلال مواجهاتها مع فريق برشلونة الإسباني، وهي الطريقة نفسها التي حاول فيسنتي ديل بوسكي اتباعها مع "الماتادور" عن طريق الاستحواذ على الكرة الذي بدا وهمياً في النهاية.


وبالرغم من بداية المباراة بتبادل الهجمات بين الفريقين، وبحث المنتخب الإسباني عن السيطرة في وسط الملعب، وهو ما نجح فيه لفترات مختلفة في الشوط الأول في ظل الانكماش الدفاعي لهولندا، التي فضلت اللعب بطريقة 5-3-2 الجديدة على اللاعبين إلى حد كبير، حيث كانت هولندا معتادة على اللعب بطريقة 4-3-3.


ونجحت إسبانيا في فرض طريقة لعبها وأحرزت هدفاً من ركلة جزاء مشكوك في صحتها، إلا أن الأوضاع تغيرت بعد إحراز روبن فان بيرسي لهدف التعادل في مرمى كاسياس قبل نهاية الشوط الأول لتبدأ صحوة "الطواحين".


بدأت هولندا بالتفوق في معركة وسط الملعب بمرور الوقت، وذلك مع الانخفاض الملحوظ لكل من تشافي هيرنانديز وسرخيو بوسكيتس، ليفشل أندريس إنييستا، أفضل لاعب في الفريق خلال المباراة، في استعادة الاستحواذ وحده للماتادور.


وبدأ الإسبان في فقدان الاستحواذ، ومن ثم فشلهم في تطبيق طريقة لعب "التيكي تاكا"، ليقف الفريق عاجزاً، ويبدأ في مشاهدة "سيرك الطواحين"، الشاهد على إهانة البطل الباحث عن الحفاظ على لقب المونديال.

بليند الجندي المجهول في فوز "البرتقالي"

وكان دور "مايسترو" وسط الملعب قد خطفه النجم الشاب دالي بليند لاعب أياكس الهولندي، الذي صنع هدفي "الطواحين" الأول والثاني، ونجح في تنفيذ تعليمات روبن فان جال على أكمل وجه بالرغم من إشراكه في غير موقعه، حيث دفع به في مركز الظهير الأيسر.


وأثبت فان جال صحة نظريته في عدم الاعتماد على أسماء كبيرة في بعض المراكز بالدفاع والوسط، وكان بليند خير دليل على ذلك، فهو لاعب لديه قدرات دفاعية وهجومية مميزة، بجانب الالتزام الخططي وسيطرته على الكرة التي تنبئ بمولد لاعب كرة قدم رائع، ستحاول أكبر أندية العالم الظفر بخدماته في القريب العاجل.

الدفاع الإسباني تائه
وفي النهاية كان لأخطاء قلبَي الدفاع جيرارد بيكيه وسرخيو راموس، وبعدهما حارس المرمى إيكر كاسياس، دور كبير في فوز المنتخب الهولندي بالمباراة، حيث بدا دفاع إسبانيا هشاً طوال الشوط الثاني، وفشل في التعافي من صدمة الأهداف المتوالية حتى النهاية.


ولم ينجح ثنائي قلب الدفاع في إيقاف هجمات الثنائي روبن فان بيرسي وأريين روبن طوال الشوط الثاني، وهو ما أسفر عن إحراز كل منهما هدفين.

ثالث أكبر هزيمة في تاريخ إسبانيا

ولم تكن هذه الهزيمة هي الأكبر في تاريخ إسبانيا، إذ يبدو أن البرازيل أصبحت فألاً سيئاً على "الماتادور"، حيث كانت المرة الأخيرة التي تلقت فيها هزيمة بفارق أربعة أهداف، أمام "الكناري" في مونديال 1950 الذي استضافته بلاد السامبا، وكان بنتيجة 6-1.


وكانت الخسارة الثانية في دورة الألعاب الأوليمبية عام 1928، على يد المنتخب الإيطالي، بسبعة أهداف مقابل هدف وحيد.

المساهمون