يستمر تدهور الأوضاع الصحية في أرخبيل سقطرى اليمنية، في ظل استمرار تجاهل السلطات والمنظمات الدولية لاحتياجاتها الصحية على مدى سنوات. وساهمت الحرب في توقف الخدمات، وعدم وصول الحاجيات الأساسية لهذه الجزر النائية، خصوصاً بعد توقّف الرحلات الجوية الحكومية.
وفي الوقت الحالي، تكاد هذه المحافظة تخلو من المستشفيات، باستثناء مستوصف صغير. أمّا المستشفى الوحيد، فقد أدى الإهمال إلى تضرّر أجهزته وتوقف الأطباء المتخصصين عن العمل فيه، ما يدفع المرضى إلى السفر إلى باقي المحافظات اليمنية بهدف العلاج، رغم سوء الأوضاع المعيشيّة. إلّا أنّ كثيرين لا يستطيعون مغادرة الجزيرة بسبب فقرهم الشديد.
إلى ذلك، يقع مستشفى "خليفة"، والذي تدعمه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، في محافظة مديرية حديبو، بينما يقع مستوصف الأطفال في مديرية قلنسية. ويعاني مستشفى خليفة من نقص كبير في الأجهزة والأطباء. واقع أجبر المواطن سعيد سالم، والذي يقطن في قرية قريبة من مدينة حديبو، على اللجوء إلى بعض الوصفات الطبية التقليدية، بهدف علاج آلام رأسه، علماً أنه لم يعرف السبب. يضيف: "حين قصدت المستشفى، طلب الطبيب مجموعة من الفحوصات التي لا يمكن إجراؤها في المستشفى. لذلك، اكتفى بوصف بعض المهدئات". أما هو، فسعى إلى البحث عن وسائل أخرى.
من جهته، يقول المدير العام لمكتب الصحة العامة والسكان في أرخبيل سقطرى، سعد باحقيبة، لـ "العربي الجديد"، إنّ عدم اهتمام السلطات بمدّ المستشفى بأهم احتياجاته، جعله يفتقر إلى قائمة طويلة من المعدات الطبية التي يُمكن من خلالها تشخيص الأمراض بشكل دقيق، ما يؤدي إلى حالات وفاة بين الحين والآخر.
ويلفت باحقيبة إلى أن المدير العام السابق دخل في غيبوبة بسبب نوبة قلبية خلال العام الماضي، ليتوفى بعد ثلاثة أيام، بسبب نقص المعدات الطبية في سقطرى. ويوضح أن عائلته لم تتمكن من نقله إلى محافظة عدن بسبب العواصف القوية في فصل الخريف، وبالتالي توقف حركة الطائرات والملاحة البحرية من وإلى الجزيرة. يضيف: "يعاني نحو 35 مريضاً من الفشل الكلوي في الجزيرة، وقد اضطروا إلى السفر إلى مدن حضرموت وعدن وصنعاء، والإقامة فيها من أجل العلاج، نظراً لعدم وجود مركز لغسيل الكلى في سقطرى. هذا الأمر يشكل عبئاً مالياً يتجاوز قدرة العديد من عائلات المرضى، نظراً إلى أوضاعهم المعيشية الصعبة".
اقــرأ أيضاً
ويؤكّد المسؤول الصحي أن سلطات المحافظة تكرر مناشدة وزارة الصحة العامة والسكان والحكومة اليمنية لتوفير المتطلبات الأساسية للحفاظ على حياة المواطنين، إلا أنها لم تحرك ساكناً في هذا الشأن. في الوقت نفسه، يشير إلى وعود قطعتها مؤسسة "خليفة" لتوفير جهاز لغسيل الكلى خلال الفترة المقبلة.
إلا أن المحافظة لم تحظ باهتمام المنظّمات الدولية خلال العامين الماضيين. ويؤكد باحقيبة عدم مساهمتها في أي دعم مادي أو خدماتي، باستثناء مد منظمة الصحة العالمية المستشفى ببعض المحاليل والأدوية. كذلك، يشير إلى توقف المخيمات الطبية المتنقلة التي كانت تُقام في الجزيرة سابقاً، عن طريق بعض المنظمات الطبية الدولية منذ نحو خمس سنوات.
ويطالب باحقيبة وزارة الصحة العامة بضرورة إنشاء مصنع صغير لأنابيب الأوكسجين، لتجنب كلفة النقل الباهظة، والتي تصل إلى 35 ألف ريال يمني (100 دولار)، في وقت لا تتجاوز عشرة آلاف ريال يمني فقط في بقية المحافظات.
كذلك، يطالب بعودة رحلات الطيران من وإلى الجزيرة بشكل منتظم، للتخفيف من معاناة المواطنين، خصوصاً مع اقتراب العواصف في منتصف مايو/ آيار المقبل، قبل أن تتوقف كل وسائل النقل من وإلى الجزيرة بسبب العواصف الموسمية.
ويناشد رئيس الجمهوريّة والحكومة سرعة التدخل لإنقاذ القطاع الصحي وتوفير الكوادر والأجهزة والمستلزمات الطبية، والعمل على إكمال بناء مستشفى 22 مايو في سقطرى، المتعثر منذ ستة عشرة عاماً، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الطبي في الجزيرة. وكانت السلطات الحكوميّة والمنظمات الدولية تهتم بتوفير الدعم الصحي والمواد الغذائية والوقود لجزر سقطرى قبل حلول العواصف الاستوائية التي تعزل أهلها طوال ستة أشهر من العام، خلال الفترة ما بين يونيو/ حزيران وأكتوبر/ تشرين الأول. تجدر الإشارة إلى أن هذه الجزر تبعد 550 ميلاً بحرياً عن العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
اقــرأ أيضاً
وفي الوقت الحالي، تكاد هذه المحافظة تخلو من المستشفيات، باستثناء مستوصف صغير. أمّا المستشفى الوحيد، فقد أدى الإهمال إلى تضرّر أجهزته وتوقف الأطباء المتخصصين عن العمل فيه، ما يدفع المرضى إلى السفر إلى باقي المحافظات اليمنية بهدف العلاج، رغم سوء الأوضاع المعيشيّة. إلّا أنّ كثيرين لا يستطيعون مغادرة الجزيرة بسبب فقرهم الشديد.
إلى ذلك، يقع مستشفى "خليفة"، والذي تدعمه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، في محافظة مديرية حديبو، بينما يقع مستوصف الأطفال في مديرية قلنسية. ويعاني مستشفى خليفة من نقص كبير في الأجهزة والأطباء. واقع أجبر المواطن سعيد سالم، والذي يقطن في قرية قريبة من مدينة حديبو، على اللجوء إلى بعض الوصفات الطبية التقليدية، بهدف علاج آلام رأسه، علماً أنه لم يعرف السبب. يضيف: "حين قصدت المستشفى، طلب الطبيب مجموعة من الفحوصات التي لا يمكن إجراؤها في المستشفى. لذلك، اكتفى بوصف بعض المهدئات". أما هو، فسعى إلى البحث عن وسائل أخرى.
من جهته، يقول المدير العام لمكتب الصحة العامة والسكان في أرخبيل سقطرى، سعد باحقيبة، لـ "العربي الجديد"، إنّ عدم اهتمام السلطات بمدّ المستشفى بأهم احتياجاته، جعله يفتقر إلى قائمة طويلة من المعدات الطبية التي يُمكن من خلالها تشخيص الأمراض بشكل دقيق، ما يؤدي إلى حالات وفاة بين الحين والآخر.
ويلفت باحقيبة إلى أن المدير العام السابق دخل في غيبوبة بسبب نوبة قلبية خلال العام الماضي، ليتوفى بعد ثلاثة أيام، بسبب نقص المعدات الطبية في سقطرى. ويوضح أن عائلته لم تتمكن من نقله إلى محافظة عدن بسبب العواصف القوية في فصل الخريف، وبالتالي توقف حركة الطائرات والملاحة البحرية من وإلى الجزيرة. يضيف: "يعاني نحو 35 مريضاً من الفشل الكلوي في الجزيرة، وقد اضطروا إلى السفر إلى مدن حضرموت وعدن وصنعاء، والإقامة فيها من أجل العلاج، نظراً لعدم وجود مركز لغسيل الكلى في سقطرى. هذا الأمر يشكل عبئاً مالياً يتجاوز قدرة العديد من عائلات المرضى، نظراً إلى أوضاعهم المعيشية الصعبة".
ويؤكّد المسؤول الصحي أن سلطات المحافظة تكرر مناشدة وزارة الصحة العامة والسكان والحكومة اليمنية لتوفير المتطلبات الأساسية للحفاظ على حياة المواطنين، إلا أنها لم تحرك ساكناً في هذا الشأن. في الوقت نفسه، يشير إلى وعود قطعتها مؤسسة "خليفة" لتوفير جهاز لغسيل الكلى خلال الفترة المقبلة.
إلا أن المحافظة لم تحظ باهتمام المنظّمات الدولية خلال العامين الماضيين. ويؤكد باحقيبة عدم مساهمتها في أي دعم مادي أو خدماتي، باستثناء مد منظمة الصحة العالمية المستشفى ببعض المحاليل والأدوية. كذلك، يشير إلى توقف المخيمات الطبية المتنقلة التي كانت تُقام في الجزيرة سابقاً، عن طريق بعض المنظمات الطبية الدولية منذ نحو خمس سنوات.
ويطالب باحقيبة وزارة الصحة العامة بضرورة إنشاء مصنع صغير لأنابيب الأوكسجين، لتجنب كلفة النقل الباهظة، والتي تصل إلى 35 ألف ريال يمني (100 دولار)، في وقت لا تتجاوز عشرة آلاف ريال يمني فقط في بقية المحافظات.
كذلك، يطالب بعودة رحلات الطيران من وإلى الجزيرة بشكل منتظم، للتخفيف من معاناة المواطنين، خصوصاً مع اقتراب العواصف في منتصف مايو/ آيار المقبل، قبل أن تتوقف كل وسائل النقل من وإلى الجزيرة بسبب العواصف الموسمية.
ويناشد رئيس الجمهوريّة والحكومة سرعة التدخل لإنقاذ القطاع الصحي وتوفير الكوادر والأجهزة والمستلزمات الطبية، والعمل على إكمال بناء مستشفى 22 مايو في سقطرى، المتعثر منذ ستة عشرة عاماً، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الطبي في الجزيرة. وكانت السلطات الحكوميّة والمنظمات الدولية تهتم بتوفير الدعم الصحي والمواد الغذائية والوقود لجزر سقطرى قبل حلول العواصف الاستوائية التي تعزل أهلها طوال ستة أشهر من العام، خلال الفترة ما بين يونيو/ حزيران وأكتوبر/ تشرين الأول. تجدر الإشارة إلى أن هذه الجزر تبعد 550 ميلاً بحرياً عن العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.