فيما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، اليوم السبت، تقول نساء أفغانيات، إنهن ما زلن يكافحن من أجل نيل حقوقهن بعد ثلاثة عشر عاما من سقوط طالبان.
الناشطة وزمة فروغ، واحدة من اللائي يخشين العودة إلى الحقبة المظلمة التي كانت فيها النساء محرومات من أبسط حقوقهن الأساسية.
وتبرز في مكتب فروغ صورة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، تمنحها الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة، فيما تبتسم السيدة الأولى ميشيل أوباما وتصفق بجوارها، كان ذلك في 2009.
ويعمل معهد أبحاث سلام وأمن النساء المرتبط بفروغ مع وزارة الداخلية على انخراط مزيد من النساء في وظائف الوزارة، ويعقد دورات تدريبية مع الشرطيات اللائي تواجه الكثير منهن التحرش الجنسي.
وتقدم فروغ المشورة للنساء حول حقوقهن، ويعد معهدها الإحصائيات والأبحاث حول الانتهاكات التي تتعرض لها النساء.
وفيما تجلس في مكتبها محاطة بصورها، تقول فروغ إنه في نهاية المطاف، ما زالت النساء يفتقدن الملجأ الذي يلذن إليه عندما تضعهم معركة المساواة في الحقوق في مرمى النيران.
وتتعرض الناشطات بشكل روتيني لاستهداف المتشددين والعناصر المحافظة داخل الحكومة والمجتمع الأفغاني، وعادة ما يتهمن بأنهن جاسوسات لصالح الغرب، أو ما هو أسوأ، مروجات للثقافة الغربية.
في العام الماضي، رفضت الولايات المتحدة منح فروغ تأشيرة دخول إلى البلاد مرتين، عندما كانت تحاول الهروب من قائد ميليشيا أفغاني، تقول إنه يضطهدها، بعدما وصفته في تقرير لحلف شمال الأطلسي (الناتو) كشخص معتاد على انتهاك حقوق الإنسان.
وقالت فروغ لـ "الأسوشيتد برس" إن القائد الأفغاني كلف أشخاصا بتعقبها. كما أغرقها في مئات الرسائل النصية التي كان يحدد في بعضها موقعها، مهددا إياها بأنه يعلم جميع تحركاتها.
وفي النهاية، لجأت أسرة فروغ إلى "جيرجا" (مجلس عشائر أفغاني) للوساطة لدى القائد وعرضت عليه عددا من رؤوس الماعز والأبقار مقابل عفوه، بحسب الناشطة.
وقالت فروغ "أسرتي، شقيقاتي، يعتقدن أنه لم تعد هناك أي حقوق للنساء، لأنهن يعتقدن أنه لا يوجد أحد في الواقع يساندك. عندما عشنا ذلك الموقف برمته على مدار عام كامل، بالكاد وقف أحد بجوارنا".
وقالت فروغ إنها أبلغت بأن سبب رفض منحها التأشيرة، هو الخشية من تجاوزها مدة الإقامة القانونية. وأضافت أنها "فقدت شجاعة المجاهرة بحقوقها" وثقتها بعد موقفها مع القائد الأفغاني.
لا شك أن بعض المكاسب تحققت، فقد أسقطت القواعد التي فرضتها طالبان، فقد كانت تجبر النساء على ارتداء البرقع الذي يغطي كامل أجسادهن، وتمنع الفتيات من ارتياد المدارس، بينما الآن تذهب نحو أربعة ملايين فتاة إلى المدارس، وتجلس النساء في البرلمان الأفغاني، ولكن قانون محو العنف ضد النساء تم تمريره بشق النفس.
وضمت أول حكومة شكلها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي خمس نساء، بينما ضمت حكومته التالية اثنتين فقط.
وكانت حصة المرأة في المجالس المحلية تبلغ خمسة وعشرين في المائة، لكنها قُلصت لاحقا إلى عشرين في المائة، كما أنشأت الحكومة وزارة لشؤون المرأة، لكن لا تمنحها الاعتمادات المالية اللازمة لتعيين الموظفين الذين تحتاجهم.
وتشعر عضو البرلمان الأفغاني فوزية كوفي بأن حقوق النساء أصبحت مسيّسة، حيث باتت شعاراً تلوكه الحكومة الأفغانية والمنظمات غير الحكومية للحصول على التمويل الدولي، وعلمًا تلوح به الحكومات الغربية كرمز لانتصارها على طالبان، حسبما تقول فروغ، وعضو البرلمان الأفغاني فوزية كوفي.
وقالت كوفي، إنها فخورة وممتنة للنجاحات التي تحققت، ولكن "بعد ثلاثة عشر عاما، ما زلت مجبرة على طلب حقوقي الأساسية".
وتقول إن الفتيات عدن حقا إلى المدارس، لكن الأسر الأفغانية تسحب غالبيتهن من الفصول الدراسية عندما يقتربن من سن البلوغ لتجهيزهن للزواج.
بيد أنه في ظل كل هذا الحزن والخوف، تظل نافذة أمل صغيرة مفتوحة للنساء الأفغانيات في مجال الرياضة.
وفي صالة رياضية في وسط العاصمة كابول تشق مجموعة من الملاكمات الشابات طريقهن نحو مستقبل أفضل.
بعض هؤلاء الفتيات يحملن مشاعر إيجابية إزاء التقدم الذي أحرزته النساء، كما يحملن آمالا عريضة لمستقبلهن في أفغانستان.
وتقول إحدى الملاكمات وتدعى صدف رحيمي "الحقوق التي لدينا أفضل كثيرا مقارنة باثني عشر عاما مضت. ليست لدي أي شكاوى، لأننا يمكننا الذهاب إلى المدرسة والمشاركة في الرياضات وحتى في الملاكمة. لدينا حقوق أكبر الآن، بل وربما يتحسن الأمر".