سفّاح قبرص... مصوّر وضابط في الجيش

29 ابريل 2019
متظاهرون دعماً للضحايا أمام قصر الرئاسة بنيقوسيا(ماثيو كلافل/فرانس برس)
+ الخط -


هزّت جرائم قتل متسلسلة جزيرة قبرص منذ أيام، ارتكبها ضابط في الجيش القبرصي برتبة نقيب، يبلغ من العمر 35 عاماً. وبحسب تقارير الإعلام القبرصي فالمتهم يدعى نيكوس ميتاكساس، ويحمل لقب "أوريستيس" عبر تطبيق المحادثة "بادو" الذي من خلاله كان يصطاد ضحاياه من النساء الأجنبيات.

وكان القاتل مصوراً فوتوغرافيّاً، وظهر بداية عام 2017 في تقرير تلفزيوني على قناة "ريك1" الحكومية خلال تغطية لمعرضه الخاص.

وذكرت تحقيقات الشرطة أن جرائم سفاح النساء بدأت تتكشف يوم 14 إبريل/ نيسان الجاري بتسارع مرعب، بعد أن أبلغ عدد من السيّاح الألمان الشرطة في العاصمة القبرصية نيقوسيا عن وجود جثة تطفو على سطح بئرٍ في منطقة ميتسرو في ريف نيقوسيا، وهي منطقة كانت جزءاً من منجم وأوقفت الحكومة العمل فيها قبل عقود وبقيت منطقة سياحية.

وبيّنت السلطات الجنائية أن الجثة تعود لامرأة فيليبينية تدعى ماري روز تيبرسيو(38 عاماً) كانت مفقودة مع ابنتها سييرا غريس سوكاليوك (6 سنوات) إلا أن جثة الصغيرة لا تزال مفقودة. وبعد التحقيق مع زوج الضحية وهو روماني الجنسية ذكر الأخير أنه فقد التواصل معها في صيف 2018. في حين كشفت متابعات دخول الضحية إلى شبكة الإنترنت واستخدام هاتفها النقال أن آخر محادثات لها أجرتها من حسابها على "فيسبوك" وعبر تطبيق "بادو" كان مع المدعو "أوريستيس"، واتفقت معه على ترتيب لقاء بينهما.
القاتل نيكوس ميتاكساس الذي اعترف بجرائمه (فرانس برس) 

اعترف المتهم بقتل ماري وابنتها ورميهما في منجم الحديد القديم في ميتسرو بعد استدراج الأم لإقامة علاقة معها. وما لبث المحققون أن سحبوا اعترافات أخرى للقاتل بارتكابه جرائم قتل ضحيتها نساء أجنبيات بعد مواعدتهن بالطريقة ذاتها.


وقتل السفاح أيضاً امرأة رومانية تدعى ليفيا فلورانتينا بونيا(36 عاماً) وابنتها إيلينا (8 سنوات). وذكرت قناة "سيغما" القبرصية أن المرأة وابنتها فقدتا عام 2016، وأن الشرطة ظنت أنهما غادرتا إلى "القسم التركي" من الجزيرة. وأكد المتهم أنه وضع الأم وابنتها في حقائب ورماهما في البحيرة الحمراء بمنطقة ميتسرو، وبالفعل وجدت الشرطة حقائب وبقايا من جثث متحللة هناك.


وذكرت تقارير أمنية أن المتهم اعترف بجريمة قتل خامسة كانت ضحيتها امرأة فيليبينية تدعى أريان بالاناس لوزانو (28 عاماً)، وفُقد أثرها في يوليو/تموز 2018 ووجدت جثتها في منطقة الآبار ذاتها. كما اعترف بقتل فيليبينية سادسة تدعى ماريسار فالتيز أركيولا 31 عاماً في ديسمبر/كانون الأول 2017، ورمى جثتها في البحيرة الحمراء نفسها.

أما ضحيته السابعة فكانت من نيبال، وتدعى أسميتا كادكا يبستا (30 عاماً)، وفُقد أثرها في يوليو/تموز 2018، فأبلغ أصدقاؤها سفارة بلادها عن اختفائها وسلموها وثائقها وجواز سفرها. واعترف "أوريستيس" بأنه قتلها ودفنها في حقل "كسيندوس" التابع للجيش القبرصي.

ويستمر التحقيق مع نيكوس ميتاكساس لمعرفة دوافع القتل التي تشابهت في سيناريوهاتها، كونه استهدف عمداً نساءً أجنبيات جئن إلى قبرص بحثاً عن العمل والاستقرار.

وقالت صحيفة "بوليتس" القبرصية اليومية، إن ميتاكساس أصرّ على أنه اعترف بجميع جرائم القتل ولم يرتكب جرائم أخرى، إلا أن جهات التحقيق غير مقتنعة حتى الآن بأنه اعترف بالحقيقة الكاملة، وإن استجوابه سيستمر للكشف عن جرائم قتل أخرى محتملة. وأكدت التحقيقات أن الجاني اغتصب ضحاياه قبل قتلهن، ولكن أسباب قتل الفتاتين الصغيرتين لم تتضح خصوصاً أن الجثتين لم يعثر عليهما بعد.

المساهمون