وأعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن "توجيه ضربات بطائرات أميركية من دون طيار هو أحد الخيارات المطروحة لوقف تقدم المسلحين في العراق"، مشيراً إلى "انفتاح واشنطن لمباحثات مع إيران بشأن العراق على هامش المحادثات النووية"، في حين كشف المتحدث باسم الحكومة البريطانية، أن "لندن بحثت مع طهران كيفية دعم كامل منطقة الشرق الأوسط للعراق"، في أعقاب التطورات الأخيرة.
وأوضح كيري، في مقابلة مع "ياهو نيوز"، اليوم الإثنين، أن "الولايات المتحدة تدرس توجيه ضربات جوية، لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لأعمال العنف المسلحة التي يشنها المتشددون"، مشيراً إلى أن "تلك الضربات لا تشكل الجواب الكامل، ولكنها ستكون أحد الخيارات المهمة".
وأكد كيري أن "الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يدرس كل خيار مطروح بشكل معمّق، بما يشمل استخدام الطائرات من دون طيار"، مشيراً إلى أنه "حينما يكون هناك أناس يقتلون ويغتالون في هذه المذابح الجماعية، ينبغي أن نوقف ذلك، وينبغي أن تفعل ما يلزم سواء عن طريق الجو أو غير ذلك".
وحول الدور الإيراني في التطورات العراقية الأخيرة، أعرب كيري عن "انفتاح واشنطن لعقد محادثات مع طهران بشأن العراق، لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة أعمال العنف المسلح"، مضيفاً "لا أستبعد أي شيء يُمكن أن يكون بنّاءً".
ودعا الوزير الأميركي، "رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، للتواصل بشكل أفضل مع كل أطياف العملية السياسية العراقية"، مشدداً على أن "العراق شريك استراتيجي للولايات المتحدة، وأساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها".
وتزامن حديث كيري مع إعلان مسؤول أميركي أن "طهران وواشنطن قد تبحثان الوضع العراقي على هامش المفاوضات النووية في فيينا".
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن "نائب وزير الخارجية الأميركي، وليام بيرنز، الذي أجرى محادثات سرية مع إيران عام 2013، يمكن أن يبحث الأزمة العراقية مع مسؤولين إيرانيين في فيينا".
وأوضح أن "بيرنز موجود في فيينا أساساً من أجل المحادثات الثلاثية"، بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن "قد تُجرى بعض المحادثات على هامش لقاءات مجموعة 5+1، غير أنها ليست متصلة بها على الإطلاق".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت مساء الأحد، أن "واشنطن وطهران اللتين لا تقيمان علاقات منذ 34 عاماً، ستبدآن محادثات مباشرة حول ما يمكن أن يقدمه البلدان إلى العراق".
وفي السياق، تناقلت وسائل إعلام أميركية، خبر دخول السفينة الأميركية "ميسا فيردي" مياه الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية (المارينز). وقالت قناة "سي إن إن"، إن "سفينة ميسا فيردي، مُعَدّة لدعم أي نشاط أميركي محتمل، لمساعدة الحكومة العراقية برئاسة المالكي، في محاربة المسلحين الذين سيطروا على مناطق شاسعة في شمال العراق".
وتنضمّ السفينة إلى حاملة الطائرات "جورج إتش. دبليو. بوش"، التي أمرت وزارة الدفاع الأميركية، يوم السبت، بأن تتحرّك إلى الخليج. وأفادت وزارة الدفاع في بيان لها، أن "السفينة ميسا فيردي قادرة على القيام بمجموعة من عمليات رد الفعل السريع والاستجابة للأزمات. وتحمل السفينة قطعة ملحقة لطائرات أم في-22 أوسبري".
وسبق للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن ذكر أنه "يدرس إجراء عسكرياً"، لكنه لم يذهب إلى حد القول بإرسال قوات أميركية إلى العراق، لمساعدة جهود الحكومة العراقية وقف تقدم المسلحين.
ووسط هذه الأجواء، استبعد خبراء في السياسة الخارجية الأميركية، إقدام الولايات المتحدة على اتخاذ أي إجراء عسكري للدفاع عن حكومة المالكي، باستثاء احتمال اللجوء إلى غارات جوية ضد أهداف محددة في شمال العراق.
وقالت الباحثة الأميركية، ميتشيل دن، أثناء مشاركتها في مؤتمر "العرب والولايات المتحدة الأميركية"، في الدوحة، إن "إدارة الرئيس باراك أوباما لا تبدو متحمسة لاتخاذ قرار بعمل عسكري في العراق، لكن أوباما شاء أم أبى، مضطر لمواجهة أمر واقع يريد الهروب منه، وقد يضطر لاتخاذ قرار لا يريده، وهو اللجوء لشن غارات جوية لمساعدة حكومة المالكي".
ورجح مشاركون آخرون في المؤتمر، أن "تجني إيران ثمار التطورات الأخيرة في العراق بالحصول على تنازلات من الولايات المتحدة".
وفي لندن، ذكر المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، اليوم الإثنين، أن "بريطانيا بحثت مع إيران كيفية دعم منطقة الشرق الأوسط للعراق، في أعقاب تقدم المسلحين باتجاه المزيد من المدن العراقية".
وقبل أن يلقي وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بياناً أمام البرلمان، قال المتحدث في تصريح للصحافيين، إن "هيغ تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، مطلع الأسبوع، لمناقشة الوضع في العراق، ولبحث عدد من القضايا الأخرى".