سفاسف الأمور

16 يناير 2015

مشهد

+ الخط -
* أخذت أستمع إليه وهو يردد في مداخلته التلفزيونية غاضباً "ارفعوا أيديكم عن مصر"، فتذكرت أنني أسمع تلك العبارة كثيراً، بينما لم أسمع، ولا مرة، أحداً يقول غاضباً "ارفعوا مؤخراتكم عن مصر"، مع أن حطة المؤخرات على الكراسي أخطر بكثير على مصر من قبضة الأيادي.
* حمورية الحمار قدر، حمورية البشر اختيار.
* كنا نحاول إقناع صديق لنا تأخر في الإنجاب بأهمية أن يلحق نفسه، ويفرح برؤية "خلفته"، فقال لنا إنه لا يزال يخاف من الفكرة، لأن تجربته الفاشلة في تربية شنبه قفلته من فكرة التربية بشكل عام، فأفحمه صديق لنا، حين قال إنه، على العكس تماماً، ابتدع فكرة لتربية أبنائه من خلال طريقته في تربية شنبه وذقنه، "عشوائية كاملة مع تهذيب مرة كل شهرين".
* لا مكان للحقيقة تحت شمس هذا الكوكب، إلا حين يتوقف كل إنسان عن شفط كرشه، لكي يقنع الآخرين أنه فقد بعض الوزن.
* الإنسان يخرج من داخله الدموع، ويخرج ولا مؤاخذة البراز، أيضاً. مع ذلك، فأنت يمكن أن تكتب كتابا بعنوان (كتاب الدموع)، وربما تحظى بحفاوة وتقدير لن تحصل عليهما أبداً إذا كتبت كتابا بعنوان (كتاب البراز)، مع أنك بترتيب الأهمية والخطورة، لن تموت لو حبست الدموع بداخلك.
* وراء كل حاكم فاشل رجل كان يفشل في الحفاظ على "شراباته".
* رمى (الفيس بوك) مؤخراً في سكتي، إعلاناً بعنوان (جهاز تكبير الصدر الوردي لشد ترهلات الصدر ورفع الصدر)، تظهر بمصاحبة العنوان صورة لسيدة تبدو حزينة، وهي تضع ليمونتين مكان ثدييها، ثم في صورة مجاورة تمسك ثمرتي جريب فروت مكانهما، وقد بدت سعيدة جدا، ليس لأنها تعرف أن الفوائد الصحية للجريب فروت أكثر من فوائد الليمون، بل لأنها تخلصت من مشكلة صغر حجم الثديين، ومع أن مضمون إعلان كهذا يبدو مغرياً بالسخرية، إلا أن ذلك لن يكون فيه مراعاة لمشاعر أي سيدة تعاني من حجم صدرها، وهو أمر كان يجب على الشركة المنتجة للجهاز أن تتعامل معه بجدية، فتحرص على التدقيق في كل كلمة يتضمنها الإعلان، ولأن الشركة لم تفعل، فقد قررت معاونتها في تصحيح خطأ في الصياغة، فاتصلت برقم الشركة، وبعد أن رد عليّ مندوب مبيعات، وارتبك، لأن المتحدث كان رجلاً، شرحت له أنني أتصل لمساعدة الشركة على الوصول إلى المستهلك، لأن الإعلان الذي نشرته يتحدث عن (جهاز تكبير الصدر الوردي)، ما يفهم منه أن الجهاز متخصص فقط في تكبير الصدر الوردي اللون، دون غيره من الألوان، ولأن ذلك غير صحيح، فقد كان يُفترض أن يُصاغ العنوان كالتالي: (الجهاز الوردي لتكبير الصدر)، وحتى الآن، لم أفهم لماذا أغلق الموظف السكة في وجهي.
* لا يمكن أن تتفق مع محمود درويش في أن لا تريد من الحب "إلا البدايات"، إلا إذا كنت لا تريد، أصلاً، أن تصل إلى النهايات.
* الفرق بين الرجل والمرأة في أثناء ممارسة الجنس أن المرأة لديها رفاهية التفكير في شيء آخر.
* الصوت الجميل له قدرة على إقناعك بأشياء لا تعرف عنها شيئاً ولن تعرف عنها شيئاً. ولذلك، يسحرك صوت ماجدة الرومي، وهي تغني من كلمات نزار قباني "قومي من تحت الردم.. كزهرة لوز في نيسان"، مع أنك لم تر من قبل في حياتك زهرة لوز، ولم تلتق باللوز إلا وهو مدفون في قلب قطايف رمضان، وربما لا تعرف أساساً ما هو نيسان، كل ما تعرفه حقاً هو الردم، ومع ذلك، تغني بمنتهى الحماس، فما أجمل الغناء يا صاح.
* الإنسان حيوان مدلل، بدليل أن بقية الكائنات تتضايق، مثلما نتضايق، نحن بني الإنسان، ونتعصّب، ونكره حياتنا ونجعل من حولنا يكرهون حياتهم، لمجرد إصابتنا بكالّو في إصبع القدم، أو "فسفوسة" في طرف اللسان.
* سيصبح الاحتفال بعيد الأم إنسانياً وحقيقياً وخالياً من المبالغات والأفورة، لو أفسحنا المجال فيه لقصص عن أسوأ الأمهات، يحكي فيها الأبناء المعذبون عن أمهاتهم الشريرات، اللواتي كن يلسعنهم بالمعالق، بعد وضعها على البوتاغاز، أو يقمن بعضّهم في أماكن حساسة، أو يفضلن الآباء على الأبناء في منابات العشاء، فقط لكي تتميز بضدها الأمهات، ونحب أمهاتنا الطيبات أكثر.
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.