22 فبراير 2016
سفاسف الأمور
* عندما يقتل ضابط شرطة مواطنة بالخرطوش، لأنها رفعت الورد في وقفة احتجاجية، ويصف النائب العام ذلك بأنه "ضرب أفضى إلى الموت"، لا تتعجبوا إذا وصفت عصابات داعش قطعها الرقاب بأنه "جرح قطعي أفضى إلى سقوط الرأس".
* وبعد أن استيقظت مصر، رأت وجه محمد ناجي شحاتة، فقالت "لا يا جدعان، والله النوم أرحم وأشرف".
* المهم أنك لو جئت، قبل أسبوع، لذلك المفتون بعبارة السيسي الجوفاء "مصر تستيقظ الآن"، وقلت له بحماسة إن مصر نامت كثيراً، ولا بد أن تستيقظ من نومها فوراً، لكان قد سلّمك إلى أقرب قسم بوليس، بتهمة تشويه سمعة مصر، وترويج الإشاعات عنها، لأن مصر منذ حكمها السيسي، "مطبّقة" من فرط الفرحة.
* ألا تلاحظ أنه برغم اختلاف الاتجاهات والأفكار والنيات التي لا يعلمها إلا الله، تظهر مصر في خطاب وخيال الكثير من عشاقها ومحبيها، دولة مرهقة "كيّحها" حكامها، فأقعدوها أرضاً، أو جعلوها تسقط مغمى عليها، أو خدّروها لتنام في سبات عميق. لذلك، يهتف هؤلاء فيها ومن أجلها "اصحي يا مصر ـ يا مصر قومي ـ هُبّي يا مصر ـ يا بلدنا لا تنامي ـ مصر تستيقظ"، لن تجد أحداً من هؤلاء يفترض أن مصر ليست نائمة أو قعيدة، وإنما تمشي كما تمشي كل دول الأرض، لكن على مهلها، لأنها لم تجد ما يستحق "الصربعة" أو مد الخُطى، أو أنها "ساندة على شيء ما" تحت شجرة، لتستظل من صهد النفاق والكذب، أو أنه ربما كان حل مشكلة مصر، أصلاً، في ألا تصحو من نومها، إلا بعد أن تنام على حكامها حيطة، لتصنع مستقبلها بعد ذلك، من دون أن يتحكم فيها الحرامية والمتاجرون بالأوطان.
* يا عزيزي، هوِّن عليك، ستعيش الأغاني التي أحببتها، حتى لو ماتت محبتك لمطربيها، وستظل حاضرة في وجدانك، حتى لو خرج منه الذين غنوها، حين اختاروا التطوع في خدمة الإستبداد الذي يحارب كل المعاني الجميلة التي غنوا لها، أنت لم تُحب المغني، إلا لأنك أحببت أغنيته، ولذلك، ستبقى أغنيته معك، وسيفارقك المغني متحملاً ثمن انحيازاته الجديدة، لأن التعريص كالتدخين "مسؤولية كل معرّص".
* احترامي مواقفك الجذرية من البشر سيكون حين أراك تبدأ بانتقاد أساتذتك وأصدقائك، أما حين تتشطر على انتقاد من ليس بينك وبينه علاقة وصداقة، وتغمض عينيك عمن يمارس الفعل نفسه، لأنه أستاذك أو صديقك، فهذا يجعلك مرشحاً لارتكاب الأفعال المشينة نفسها التي تدينها، حين توضع في الظروف نفسها أو تتعرض للإغراءات نفسها.
* لازال الطبيب النفسي الشهير، أحمد عكاشة، يواصل تصريحاته "العصابية"، والتي كان آخرها مطالبته بإعلان حالة الطوارئ، وتجويع الشعب المصري الذي عاش منذ قديم الأزل مدللاً ومرفهاً. المشكلة أن عكاشة يحمل صفة المستشار الطبي للرئيس، ولك أن تتخيل كيف سيكون اتزان رئيس الدولة النفسي، إذا كان هذا هو حال مستشاره الطبي.
* بعد كل هذه القرون التي أعقبت نزول القرآن الكريم، لم ينتبه المسلمون إلى أن حديث القرآن عن الحمار الذي يحمل أسفاراً من دون أن ينتفع بها، لم تكن تقصد السخرية من الحمار، وإنما تقصد تحذير البشر من الحمورية.
* عندما يقول الجنرال عبارة "إحنا ما بنعملش شغلنا كده.. عايز أخلص المشروع في خمس سنين مش في عشر سنين"، سيرى أعضاء رابطة صناع الطغاة في عبارته روحاً قتالية، وسعياً للإنجاز، وسيرى فيها الذين يمتلكون ذاكرة قوية غياباً للإتقان، وفرد عضلات لن يدفع الجنرال ثمنه، و"طلسقة" كانت ولا زالت الأساس الذي تبنى عليه عمارات تنهد على ساكنيها، وكباري تسقط على المشاة، وأعمارا قصّرتها الفهلوة والحداقة، ووطنا ضيعته من قبل عبارة "برقبتي يا ريس".
* قدرتك على صياغة العبارات التي تعلن بها نياتك هي التي تحدد حكم الآخرين عليك، وتصفك بالرقي أو الانحطاط، بدليل أنه، في التحليل النهائي والواقعي، لا يوجد فرق كبير في المضمون الكامن في عبارة "امتى الزمان يسمح يا جميل"، والمضمون الكامن في عبارة "ما تيجي تيجي ونجيب مليجي".
* وبعد أن استيقظت مصر، رأت وجه محمد ناجي شحاتة، فقالت "لا يا جدعان، والله النوم أرحم وأشرف".
* المهم أنك لو جئت، قبل أسبوع، لذلك المفتون بعبارة السيسي الجوفاء "مصر تستيقظ الآن"، وقلت له بحماسة إن مصر نامت كثيراً، ولا بد أن تستيقظ من نومها فوراً، لكان قد سلّمك إلى أقرب قسم بوليس، بتهمة تشويه سمعة مصر، وترويج الإشاعات عنها، لأن مصر منذ حكمها السيسي، "مطبّقة" من فرط الفرحة.
* ألا تلاحظ أنه برغم اختلاف الاتجاهات والأفكار والنيات التي لا يعلمها إلا الله، تظهر مصر في خطاب وخيال الكثير من عشاقها ومحبيها، دولة مرهقة "كيّحها" حكامها، فأقعدوها أرضاً، أو جعلوها تسقط مغمى عليها، أو خدّروها لتنام في سبات عميق. لذلك، يهتف هؤلاء فيها ومن أجلها "اصحي يا مصر ـ يا مصر قومي ـ هُبّي يا مصر ـ يا بلدنا لا تنامي ـ مصر تستيقظ"، لن تجد أحداً من هؤلاء يفترض أن مصر ليست نائمة أو قعيدة، وإنما تمشي كما تمشي كل دول الأرض، لكن على مهلها، لأنها لم تجد ما يستحق "الصربعة" أو مد الخُطى، أو أنها "ساندة على شيء ما" تحت شجرة، لتستظل من صهد النفاق والكذب، أو أنه ربما كان حل مشكلة مصر، أصلاً، في ألا تصحو من نومها، إلا بعد أن تنام على حكامها حيطة، لتصنع مستقبلها بعد ذلك، من دون أن يتحكم فيها الحرامية والمتاجرون بالأوطان.
* يا عزيزي، هوِّن عليك، ستعيش الأغاني التي أحببتها، حتى لو ماتت محبتك لمطربيها، وستظل حاضرة في وجدانك، حتى لو خرج منه الذين غنوها، حين اختاروا التطوع في خدمة الإستبداد الذي يحارب كل المعاني الجميلة التي غنوا لها، أنت لم تُحب المغني، إلا لأنك أحببت أغنيته، ولذلك، ستبقى أغنيته معك، وسيفارقك المغني متحملاً ثمن انحيازاته الجديدة، لأن التعريص كالتدخين "مسؤولية كل معرّص".
* احترامي مواقفك الجذرية من البشر سيكون حين أراك تبدأ بانتقاد أساتذتك وأصدقائك، أما حين تتشطر على انتقاد من ليس بينك وبينه علاقة وصداقة، وتغمض عينيك عمن يمارس الفعل نفسه، لأنه أستاذك أو صديقك، فهذا يجعلك مرشحاً لارتكاب الأفعال المشينة نفسها التي تدينها، حين توضع في الظروف نفسها أو تتعرض للإغراءات نفسها.
* لازال الطبيب النفسي الشهير، أحمد عكاشة، يواصل تصريحاته "العصابية"، والتي كان آخرها مطالبته بإعلان حالة الطوارئ، وتجويع الشعب المصري الذي عاش منذ قديم الأزل مدللاً ومرفهاً. المشكلة أن عكاشة يحمل صفة المستشار الطبي للرئيس، ولك أن تتخيل كيف سيكون اتزان رئيس الدولة النفسي، إذا كان هذا هو حال مستشاره الطبي.
* بعد كل هذه القرون التي أعقبت نزول القرآن الكريم، لم ينتبه المسلمون إلى أن حديث القرآن عن الحمار الذي يحمل أسفاراً من دون أن ينتفع بها، لم تكن تقصد السخرية من الحمار، وإنما تقصد تحذير البشر من الحمورية.
* عندما يقول الجنرال عبارة "إحنا ما بنعملش شغلنا كده.. عايز أخلص المشروع في خمس سنين مش في عشر سنين"، سيرى أعضاء رابطة صناع الطغاة في عبارته روحاً قتالية، وسعياً للإنجاز، وسيرى فيها الذين يمتلكون ذاكرة قوية غياباً للإتقان، وفرد عضلات لن يدفع الجنرال ثمنه، و"طلسقة" كانت ولا زالت الأساس الذي تبنى عليه عمارات تنهد على ساكنيها، وكباري تسقط على المشاة، وأعمارا قصّرتها الفهلوة والحداقة، ووطنا ضيعته من قبل عبارة "برقبتي يا ريس".
* قدرتك على صياغة العبارات التي تعلن بها نياتك هي التي تحدد حكم الآخرين عليك، وتصفك بالرقي أو الانحطاط، بدليل أنه، في التحليل النهائي والواقعي، لا يوجد فرق كبير في المضمون الكامن في عبارة "امتى الزمان يسمح يا جميل"، والمضمون الكامن في عبارة "ما تيجي تيجي ونجيب مليجي".