سعيد صالح.. عامان على الغياب

31 يوليو 2016
الفنان الراحل سعيد صالح (Getty)
+ الخط -
"السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم، أنا نصيبي منهم الثلث"، هذا ما كان يردده الممثل الراحل، سعيد صالح، الذي عمل خلال حياته في أكثر من 500 فيلم، وأكثر من 300 مسرحية، بالإضافة للعديد من المشاركات في الدراما التلفزيونية و"السيت كوم".

رحل، سعيد صالح، عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام قبل الماضي، بعد أن عاش 76 سنة، وامتدت مسيرته الفنية لما يزيد عن الخمسين سنة. المسيرة التي بدأت بالانطلاقة السريعة نحو النجوميّة المبكرة، وانتهت بمشاركته ببعض الأدوار الثانوية في أفلام أصدقائه القدامى. إذ شارك في نهاية حياته بالعديد من الأفلام التي لا تليق باسم، سعيد صالح، وتاريخه، وكأن همه الشاغل كان في ذلك الوقت، المشاركة بأكبر عدد ممكن من الأفلام، لتخلده أرقامه في تاريخ السينما والفن المصري.

وقد ظهرت موهبة، سعيد صالح، الفنيَّة مُبكّراً، فقد انضمّ إلى المسرح المدرسي، وشارك في العديد من المعسكرات المسرحيّة الصيفيّة في مدينة الإسكندرية، كما كان عاشقاً للمسرح منذ مراهقته، وكان يذهب إلي مسرح "الأزبكية"، ويختبئ في ممراته ليتمكن من مشاهده الممثلين من وراء الكواليس. وأثناء فترة دراسته الصحافة في كلية الآداب في جامعة القاهرة، شارك بالتمثيل مع بعض فرق مسارح التلفزيون، وقدَّم معها الكثير من الأدوار، مما مكَّنه من لفت الأنظار إلى موهبته، فكان أول دور بطولة له في مسرحية "111 كفر أبو مجاهد"، واستمرَّ بالصعود حتى وصل إلى ذروة شهرته، بعد تألقه في مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي قدمت سنة 1971، وتوقع له النقاد بعدها، أن يكون نجم الكوميديا الأول في مصر.

وفعلاً فقد سار، سعيد صالح، على توقعات النقاد في سبعينيات القرن الماضي، فازداد بريقه مع مسرحية "العيال كبرت"، بالإضافة لبطولاته الفردية والجماعية في أفلام "المقاولات" في السبعينيات، وأهمها: "المنحرفون"، وفيلم "الأزواج الشياطين" الذي بدأ فيه سلسلة طويلة بدور البطل المساعد، وغالباً ما كان يلعب، عادل إمام، دور البطل.

في الثمانينات، ازدادت الأفلام التي يشارك فيها، سعيد صالح، بدور البطل المساند، وقدم مع، عادل إمام، العديد من الأفلام، أهمها: "رجب فوق صفيح ساخن"، "أنا اللي قتلت الحنش"، "سلام يا صاحبى"، "الهلفوت". ويعزي البعض تراجع نجومية، سعيد صالح، لارتباطه بدور "السنيد" لعادل إمام، حيث يجدون أن الانتقال من دور البطل إلى دور السنيد، كان بمثابة خطوة نحو الأدوار الثانوية. إلا أن، صالح، لا يؤمن بهذا الرأي، وظلَّ حتى نهاية حياته يعتبر، عادل إمام، صديق عمره، بينما كان يُؤكّد على أن اعتقاله وآراءه السياسية، هي التي ساهمت بانطفاء بريق نجوميته. وسعيد صالح، اعتقل في سنة 1983، بسبب جملة ارتجالية تفوه بها بأحد عروضه المسرحية، وهي: "أمي إتجوزت ثلاث مرات.. الأول أكلنا المش.. والتاني علمنا الغش.. والثالث لا بيهش ولا بينش"، وكان يقصد بأمه جمهورية مصر، ويقصد بالأزواج الثلاث رؤساء مصر، جمال عبد الناصر، أنور السادات، وحسني مبارك.

ومما زاد الطين بلة، أنه سجن في سنة 1991، بسبب تعاطيه "الحشيش"، وتكررت الحادثة سنة 1996، وذلك ساهم بانهيار شعبيته. وبعدها لجأ للأدوار الثانوية، التي زادت كمية مشاركاته وإسهاماته في السينما المصرية، حتى ضرب كل الأرقام القياسية، وأصبح صاحب الرقم واحد بعدد المشاركات السينمائية والمسرحية مجتمعة.




المساهمون