اعترض سعوديون على مشروع قرار يقضي بإغلاق المحلات التجارية في الساعة التاسعة مساء، بالتوقيت المحلي للمملكة، قال مسؤولون سعوديون إنه في مراحله النهائية.
وقال مواطنون وتجار سعوديون إن القرار، الذي أعلن عنه وزير العمل السعودي في تصريحات صحافية، يجب أن يسبقه قرارات بإلغاء ساعات "التوقف لأداء الصلاة"، نظرا لمحدودية الوقت الذي تتاح فيه عملية التسوق، خاصة بعد اقتطاع أوقات التوقف، التي يتم بموجبها إغلاق المحلات فترات تصل الواحدة منها إلى نحو الساعة، الأمر الذي يجتزئ وقتا غير قليل من المدة المتاحة لعمليات البيع والشراء.
ويقول أحمد البقشي:"من خلال تجربتي في العمل في سوق بيع الأقمشة سنين طويلة، كنا نواجه صعوبة بالغة في موسم الصيف، حيث صار الزبائن يقصدون السوق بعد صلاة العشاء تحاشيا لعاملي الحرارة وإغلاق المحلات فترة صلاتي المغرب والعشاء، الأمر الذي جعل أوقات العمل تمتد إلى حدود الحادية عشرة والنصف ليلا، وهذا بالتأكيد له أضرار على الحياة الاجتماعية والأسرية للعاملين في الأسواق".
أما حسين الحمد فيجد أن القرار الذي يبدو أنه ينص على فتح المحلات في وقت مبكر (6 صباحا) يصب في صالح أصحاب المجمعات التجارية، لأن فترة الظهيرة شديدة الحر صيفا، وهو الفصل الذي يمتد لدينا طويلا، ستدفع الناس للتوجه بشكل أكبر للتسوق في المجمعات
التجارية المكيفة المغلقة والتخلي عن عادة التسوق في الأسواق المفتوحة.
ويرى أحمد الهلال أن القرار غير عملي ويضيق على رواد الأسواق، خصوصا أن هناك فترات للتوقف للصلاة، مما يجعل الفترة المسائية محدودة وهو ما يؤثر سلبا حتى على السياحة.
وخلاف ذلك يرى أحمد الناصر أن القرار ممتاز لأن الدوام بذلك سيكون أقصر، مما سينعكس إيجابا على العمل حيث سيركز الموظف أكثر في أداء عمله واستقباله للزبائن بشكل جيد، فضلا عن أنه يصب في صالح الأسرة بتفرغ الآباء العاملين في المحال التجارية وقتا أطول يمكّنهم من الاهتمام بأسرهم.
في حين أبدت غالبية النساء، اللاتي قام "العربي الجديد" بسؤالهن عن رأيهن في القرار، رفضهن، وأجمعن على محدودية الوقت في حال تنفيذه، بخاصة مع صعوبة حصول المرأة على مواصلات تقلها من السوق وإليه.
تقول نادية عبد الله: "أرفض هذا القرار لأنني لا أتردد على السوق إلا مرات قليلة عندما تقتضي الحاجة، وذلك بسبب صعوبة الحصول على مواصلات وارتفاع إيجار سيارات الأجرة وهو ما يدفعني لتحين فرصة مناسبة لاقتناء جميع مستلزماتي ومستلزمات الأسرة في زيارة واحدة للسوق."
القرار في مراحله الأخيرة
يذكر أن وزير العمل السعودي، المهندس عادل فقيه، قال في تصريح صحافي أن مشروع قرار بتنظيم أوقات العمل للمحلات التجارية وإغلاقها الساعة 9 مساء، في مراحله النهائية لدى هيئة الخبراء في مجلس الوزراء تمهيدا لإقراره.
ووفقا للتنظيم الجديد المرتقب، سيتم إلزام جميع المحلات ومنافذ البيع في جميع مناطق السعودية، بأوقات عمل تسمح لها بالبيع فقط خلال الفترة من الساعة السادسة صباحا إلى التاسعة مساء.
واستدرك الوزير: "أن التوصية التي تم رفعها لا تشمل إغلاق المطاعم والمقاهي، ومرافق الترفيه أو الاحتياجات الضرورية، كالصيدليات ومحطات الوقود، إضافة إلى استثناء مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة لخصوصيتهما، كما تُستثنى أية مرافق أخرى يستثنيها المجلس البلدي في المنطقة ذاتها التي يتم تطبيق القرار فيها في حال إقراره".