سعوديون غاضبون من إغلاق "مقهى الراوي": عودة لعصور الظلام

06 نوفمبر 2016
تساؤلات عن سبب مصادرة الكتب (تويتر)
+ الخط -
أثارت مُصادرة لجنة من وزارة الإعلام، عشرات الكتب التي كان يحتويها مقهى الراوي في العاصمة الرياض، موجةً غضب واسعة بين المثقفين والإعلاميين، خصوصاً أن المقهى كان عبارة عن مكتبة عامة ضخمة تضم آلاف الكتب التي تُقدم مجانًا للقراءة داخله. 

ولم توضّح الوزارة السبب الذي دفعها إلى مصادرة الكتب الموجودة في المكتبات التجارية، ولكنها ردّت على الانتقادات بأنها كانت "تطبق الأنظمة واللوائح"، وأن "على المتضرر اللجوء إلى اللجان القضائية في الوزارة"، من دون أن تحدد ما هي تلك الأنظمة التي كانت تطبقها.

من جهتها، أكدت إدارة المقهى، عبر سلسلة تغريدات نشرتها على حسابها الرسمي على "تويتر"، أنها لا تعلم حتى الآن سبب مصادرة الكتب، وقالت: "تم التحفظ على كتب المقهى من قبل وزارة الثقافة والإعلام، ونحن الآن بصدد معالجة الموضوع"، مشددة على أن مقهى الراوي هو مكانٌ أَثير للقراء والباحثين والأكاديميين.

وأضافت إدارة المقهى: "سنسعى إلى أن يبقى كذلك، وحريصون دائما على سلامة الوضع القانوني للمقهى". وتابعت: "عدد من أصدقاء الراوي أبدوا رغبتهم في إعادة ملء المكتبة من كتبهم الخاصة، ونحن نشكرهم من أعماق القلوب، ولكننا نتجنب عرض أي كتاب حتى نعالج الموضوع".


وكان إغلاق المقهى نقطة نقاش ساخنة في برنامج "الأسبوع في ساعة" الذي يقدمه إدريس الأدريس على قناة روتانا خليجي. وفيه أكد مدير قناة العرب، الإعلامي جمال خاشقجي، أن "وزارة الإعلام لم تصدر بيانا مقنعا، هم أصدروا إشارة إلى اللوائح، ولكن ما هي تلك اللوائح التي تجيز مصادرة الكتب". وأضاف: "كل الكتب كانت مفسوحة، ومشتراة من السوق السعودية".

من جهته، أكد نواف القديمي، وهو أحد مؤسسي المقهى، أنهم كانوا يسعون لأن يكون مقهاهم "مُلتقى للأدباء والكتّاب والمهتمين، ويضم مكتبة كبيرة". وأضاف في سلسلة تغريدات: "حرصت إدارة المقهى على ألا يضم أي كتب ذات حساسية سياسية، لذا تم شراء معظم الكتب من المعارض الداخلية"، وتابع: "حظي المقهى بالكثير من الإشادة والثناء، وصار مكانا مُفضلا لعشرات الأكاديميين والكتّاب والأدباء والكثير من القرّاء، كما تم التأكيد على أن المكتبة تضم نسخة واحدة من كل عنوان، وأنها ليست للبيع ولا حتى للإعارة، هي فقط للقراءة".


فيما قال الكاتب الصحافي محمد العصيمي: "ما حدث من وزارة الإعلام مستنكَر جملة وتفصيلا، وهي تعطي فرصة للإعلام الدولى للإساءة لنا، حتى لو كان لديهم تحفّظ على المقهى والكتب الموجودة فيه، كان يجب التأكد منها، نحن ندعو إلى حواضن فكرية بديلة لزاوية التطرف ثم تأتي لجنة وتصادر الكتب دون ذكر السبب".

من جانبها، أكدت الإعلامية ناهد باشطح أنه في زمن الإنترنت لا يمكن منع أي كتاب، خصوصاً أن الكتب لم يكن فيها أي كتب سياسية، بحسب تأكيدات نواف القديمي.

وأطلق ناشطون على تويتر وسم "#مصادرة_كتب_مقهى_الراوي" ظهر في أكثر من 45 ألف تغريدة في الساعات الماضية. وفيه تساءل أستاذ الإعلام، صالح الربيعان، عن سبب الإغلاق طالما الكتب مفسوحة رسميا، وقال: "لماذا لم يغلق بدون مصادرة الكتب؟". وأضاف فهد العوهلي: "بحثت ولم أجد مبررا وفق ما هو معلن ومعلوم عن المقهى، حريّ بوزارة الثقافة والإعلام تكريم المقهى ورواده".


واستغرب الناشط والقانوني علي آل حطاب، مصادرة الكتب، معتبرا ذلك تصرفا يرفضه العقل، وقال: "أسألكم بالله، أي منطق وحق وعقل يُحارب الكتاب، وزارة الثقافة تأخذ كتب مقهى ثقافي، هم ما يدرون أن ملايين الكتب بين أيدينا في أجهزة بمقاس 15 سم".

وشدد، في تغريدة، على أن ما حدث هو مصادرة للكتب والعقول. وأضاف: "المُضحك أننا من أكثر المجتمعات استخداما لعالم النت المفتوح، لكن مرض الفضيلة يأمرنا بتلك الممارسات".

من جانبه، حمّل عبدالعزيز الحربي، وزيرَ الإعلام، مسؤولية ما حدث، وقال: "قرار تعسفي لا مبرر له، يُسأل عنه عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام".

وفي نفس النهج، قال بندر الديري: "في أوروبا في عصور الظلام صودرت الكتب ومُنع الناس من القراءة بأمر الكنيسة، ترى من يريد لنا أن نعيش اليوم في الظلام؟".






المساهمون