أدى تراجع معروض النفط إلى رفع سعر البرميل لأعلى المستويات التي سجلها منذ بداية عام 2019، بينما تعافت أونصة الذهب من هبوط حاد، مستفيدة من تراجع الدولار الأميركي الذي اتجه اليوم، لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من 3 أشهر، وشهدت مؤشرات الأسهم أداء أفضل، الجمعة، في آخر أيام التداول لهذا الأسبوع.
الخام الأميركي قفز إلى أعلى مستوى منذ بداية العام الجاري، وسط تراجع طفيف في المعروض العالمي خلال الربع الأول من العام، بفعل تخفيضات الإنتاج بقيادة "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) وبتأثير من تداعيات العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، لكن الأسعار كبحتها مخاوف تباطؤ اقتصادي عالمي قد يبدأ قريبا ويحد من الطلب على الخام.
وارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتا إلى 58.76 دولارا بحلول الساعة 7:45 بتوقيت غرينتش، وهو أعلى مستوى منذ بداية العام، وفقاً لرويترز.
كما زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 0.3% عن التسوية السابقة إلى 67.43 دولارا، علماً أن هذا المستوى يقل نحو الدولار عن أعلى مستوى في 2019، والذي بلغ 68.14 دولارا أمس الخميس.
وكالة الطاقة الدولية أعلنت اليوم الجمعة، أن سوق النفط ستتحول إلى تسجيل نقص في المعروض من الخام بداية من الربع الثاني من هذا العام في الوقت الذي لدى "أوبك" فيه طاقة إنتاجية كبيرة للحيلولة دون أي ارتفاع في الأسعار حال تعطل أي إمدادات.
وأبقت الوكالة، التي تنسق سياسات الطاقة في الدول الصناعية، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019 دون تغيير عند 1.4 مليون برميل يوميا.
وقالت إن نمو الإنتاج القوي من خارج "أوبك" بقيادة الولايات التحدة ينبغي أن يضمن تلبية الطلب، مضيفة أن السوق قد تشهد فائضا متواضعا في الربع الأول من 2019 قبل أن تتحول إلى تسجيل نقص في المعروض بنحو 0.5 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني من العام.
الذهب والدولار
وارتفع أيضاً سعر الذهب اليوم الجمعة، متعافيا من الهبوط الحاد الذي مُني به في الجلسة السابقة، مع تراجع الدولار وزيادة المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي على نحو أعطى دعما للمعدن النفيس.
وزاد سعر الأونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1301.58 دولار بحلول الساعة 6:25 بتوقيت غرينتش بعد أن خسر نحو 1% في اليوم السابق، علماً أنه يتجه إلى تحقيق خسارة أسبوعية صغيرة للأسبوع الثاني على التوالي. كما ارتفع الذهب 0.5% في العقود الأميركية الآجلة إلى 1301.4 دولار.
ومن المعادن الثمينة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.2% إلى 1560.47 دولاراً، ويتجه إلى تحقيق مكسب أسبوعي بنحو 3%. وزادت الفضة أكثر من 1% إلى 15.35 دولاراً، وقفز البلاتين 1.4% إلى 829.69 دولاراً، وفقاً لرويترز.
وهبط الدولار مقابل عملات منافسة اليوم، واتجه لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي في أكثر من 3 أشهر قبل اجتماع البنك المركزي الأميركي الأسبوع المقبل، والذي سيسلط خلاله صناع السياسات المزيد من الضوء على رفع أسعار الفائدة.
ومقابل عملات منافسة، انخفض الدولار 0.2% إلى 96.61 في التعاملات المبكرة في لندن اليوم. وعلى أساس أسبوعي، تتجه العملة الأميركية للتراجع 0.7% في أكبر هبوط منذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول.
وظل الين الياباني مستقرا عند مستوى قوي بعد أن أبقى بنك اليابان المركزي سياسته النقدية دون تغيير. وبحسب بيانات رويترز، جرى تداول الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات عند 1.3217 دولار، وهو مستوى يقل عن الأعلى في تسعة أشهر والبالغ 1.3380 دولار، لكنه مرتفع 1.8% على أساس أسبوعي. وظل اليوان الصيني مستقراً أمام الدولار عند 6.71 يوان.
مؤشرات الأسهم
وفي بورصات الأسهم اليوم، أغلق المؤشر نيكاي القياسي الياباني مرتفعا مع صعود أسهم الشركات ذات الانكشاف الكبير على الصين بفعل تعهد بكين بتعزيز النمو الاقتصادي، في الوقت الذي رأى فيه المستثمرون أيضا إشارات على إحراز تقدم في مباحثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أفادت اليوم الجمعة، بأن نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي تحدث هاتفيا أمس الخميس إلى وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، وممثل التجارة الأميركي، روبرت لايتهايزر، وأن الجانبين حققا تقدما جوهريا جديدا في مباحثات التجارة.
وارتفع نيكاي 0.8% إلى 21450.85 نقطة، ليرتفع 2% على أساس أسبوعي، بحسب رويترز. كما كسب المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.9% مسجلاً 1602.63 نقطة.
كذلك، ارتفعت الأسهم الأوروبية الجمعة، متخطية أعلى مستوى في 5 أشهر الذي سجلته في أمس الخميس، وسط إشارات إيجابية بشأن المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبعد أن صوت نواب في بريطانيا على تأجيل خروج من الاتحاد الأوروبي قد يكون فوضويا.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1% بحلول الساعة 8:26 بتوقيت غرينتش مخترقا أعلى مستوى منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الذي حققه يوم الخميس ومتجها إلى تحقيق أكبر مكسب أسبوعي في شهر.
وصعدت جميع البورصات، لكن المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني تفوق في أدائه مع ارتفاعه بدعم من أسهم النفط والتعدين ذات الثقل بفعل ارتفاع أسعار المعادن والخام، فيما ارتفع المؤشر داكس الألماني 0.1%.
وأمس الخميس، انخفض المؤشر الأميركي ستاندرد آند بورز500 في بورصة وول ستريت، مرتدا عن 3 جلسات متتالية من المكاسب، وسط توترات بين المستثمرين بسبب الشكوك التي تحيط بموعد محتمل لاتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعا 0.03% إلى 25709.6 نقاط، بينما تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 0.09% إلى 2808.73 نقاط. وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضاً 0.16% إلى 7630.91 نقطة.
أما عند الفتح اليوم الجمعة، فقد عكست البورصة الأميركية اتجاهها عند الفتح، فارتفعت الأسهم قليلا بعد تقارير عن إحراز تقدم في المباحثات التجارية، وبعد أن صوّت نواب في المملكة المتحدة لصالح تأجيل خروج من الاتحاد الاوروبي قد يكون فوضويا.
وربح داو جونز 0.04% عند الفتح مسجلا 25720.96 نقطة، وارتفع ستاندرد آند بورز 0.08% إلى 2810.79 نقاط، وناسداك 0.36% إلى 7658.41 نقطة.