أحيا الفنان المغربي سعد لمجرد حفلة ضمن فعاليات "أعياد بيروت" أول من أمس الثلاثاء على واجهة بيروت البحرية، أكثر من 2000 شخص، حضروا لمتابعة حفل الفنان الذي بلغ مجموع مشاهدة أغنياته على موقع "يوتيوب" أكثر من 300 مليون متابع، الرقم ربما يحمل البعض إلى مراقبة أو متابعة هذا الشاب المغربي الذي بدأ حياته العملية في الغناء، ضمن برنامج "سوبر ستار" 2007 ووصل إلى نهائيات أول برنامج واقعي يُعنى بالمواهب.
عشر سنوات، بعد "سوبر ستار" مهدت لولادة أول مطرب مغربي يحظى بهذه الشهرة، دون الاستعانة بالغرب أو بنمط معين من الغناء "كالراي" الذي منح عدداً من المغنين في المغرب العربي نجاحاً وشهرة جيدة، لم يستغل لمجرد أسلوب "الراي" ولا اتجه إلى أوروبا كما فعل الجزائري الشاب خالد وزملاؤه، بل عمد إلى الاستعانة بالمغاربة كتابة ولحناً في أغنيات خفيفة أظهرت نجاحها في لبنان والأردن، قبل أن تحتل مساحة جيدة أيضاً على الخارطة الغنائية لدول الخليج يعززها سُبل التعاون بين المغرب وهذه الدول عن طريق الملحنين والشعراء، الذين يستعينون دائماً بأصوات مغربية نذكر منها الفنانة المغربية الراحلة رجاء بلمليح، والفنانة أسماء لمنور التي اتخذت من دبي مقراً لإقامتها بشكل دائم.
في حفل يوم الثلاثاء الماضي، غنى لمجرد بطريقة مبتكرة، معتمداً على أدائه البسيط، وفرقة موسيقية تبنت أغنياته بطريقة مغربية مزجت بين الإيقاع الضروري لمثل هذه المناسبات، وبين التقنيات الإلكترونية، التي تصبغ معظم الأغنيات العربية اليوم، لا بل أصبحت جزءاً منها.
ظهر واضحاً كيفية التناغم بين الطرفين لمجرد والفرقة الموسيقية على المسرح، لم يوفر صاحب "لمعلم" الأغنية المغربية بل أعطاها مساحة جيدة في برنامجه الغنائي لبيروت، والتي كانت برأي جمهوره جواز عبور أو الخروج بالأغنية المغربية إلى خارج الحدود، ولو كان جمهور لبنان يجد صعوبة في شرح بعض المفردات المغربية، لكنه تفاعل جداً مع أغنية "انت باغية واحد" التي ثبتّت نجاح لمجرد قبل سنوات قليلة ودفعته باتجاه الشرق وبلاد الشام مغنياً معروفاً، متسلحاً بأرقام صفحات "الميديا" البديلة، كأول مغربي يتخطى المئة مليون متابع على يوتيوب، إضافة إلى أجواء مسرحية مدروسة بعناية من قبل منظمي الحفل، الإضاءة المُركزة مع التأثيرات التقنية العالية، زادت من حماس الجمهور فترك المقاعد المخصصة والمدرجات، ووقف قبالة المسرح مؤدياً وراقصاً، كما استقدم لمجرد فرقة استعراضية وُظفت في مكانها المناسب لتزيد هي أيضاً من المؤثرات التي ترافق معظم الفنانين في حفلاتهم.
الفنان ملحم زين، الذي جلس في الصفوف الأمامية، تابع الحفل مستمعاً جيداً لأداء صديقه المغربي، فما كان من سعد لمجرد إلاّ أن دعاه إلى المسرح للمشاركة في الغناء، ربط بين الفن المغربي واللبناني، كان جيداً في صورة التبادل بين الصوتين، لم يكتف لمجرد بذلك بل أهدى اللبنانيين موالاً للفنان وديع الصافي، وأتبعه بأغنية للمطرب ملحم بركات "على بابي واقف قمرين".