رابح سعدان لـ"العربي الجديد": هذه وصفتي للجزائر للتتويج بكأس أفريقيا

22 يونيو 2019
سعدان يثني على الأجواء الرائعة في المنتخب (Getty)
+ الخط -
يُعدّ رابح سعدان "شيخ" المدربين الجزائريين، وأحد أفضل وأنجح المدربين في تاريخ المنتخب الجزائري، إذ وضع بصماته على كثير من إنجازات "المحاربين" الذين سبق له تدريبهم في كثير من المناسبات، على مدار أكثر من 30 سنة من مشواره التدريبي، كما خاض معهم كثيراً من البطولات الأفريقية والعالمية على غرار كأس العالم وكأس أمم أفريقيا، قبل أن ينسحب من الساحة الكروية في نهاية العام الماضي، ليستقر بفرنسا بعد استقالته من منصبه بالاتحاد الجزائري لكرة القدم.

وتحدث سعدان لـ"العربي الجديد" في هذا الحوار عن مشاركة منتخب الجزائر في كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر وحظوظه، فضلاً عن تطرّقه لمواضيع عديدة تخص الكرة الأفريقية.

يستعد المنتخب الجزائري لدخول منافسات كأس أمم أفريقيا بمصر ما رأيك في تحضيراته للمنافسة؟

أعتقد أن التحضيرات جرت في ظروف جيدة للغاية؛ فترة المعسكر التدريبي كانت مناسبة للاستعداد الجيد، حتى التنظيم كان رائعاً، خاصة أن اتحاد الكرة لبّى كلّ ما طلبه المدير الفني جمال بلماضي، من شروط تحضير للمعسكر وكذلك اللاعبين الذين يحتاجهم، فضلاً عن وضع المنتخب في أفضل الظروف، حتى من الجانب الفني المنتخب الجزائري الذي يضمُّ مجموعة ثرية. هناك منافسة شديدة في كلّ المراكز، هناك جودة وحضور نوعي من حيث اللاعبين الذين تم اختيارهم للمنافسة. في رأيي لم يسبق لنا أن امتلكنا منتخباً من هذا النوع والجودة منذ فترة طويلة جداً.

كثيراً ما صرّح اللاعبون والمدير الفني جمال بلماضي بأن الجزائر ستنافس على اللقب القاري ما رأيك في ذلك؟

بالطبع هذا الطموح مشروع جداً، كلّ منتخب يدخل غمار منافسة كبيرة يجب عليه دائماً أن يضع اللقب نصب عينيه أو على الأقل المضي بعيداً في المنافسة، وفي اعتقادي هذا الأمر ينطبق تماماً على المنتخب الجزائري، فالأجواء تبدو رائعة داخل المجموعة والفريق متماسك، واللاعبون يدركون جيداً بأن كثيراً من الصعوبات ستصادفهم خلال المنافسة مثل كلّ مرة، هناك لاعبون جدد سيكتشفون أفريقيا وظروفها للمرة الأولى، فضلاً عن أن دورة مصر هي الأولى التي ستجرى في فصل الصيف، وهي مرحلة حساسة جداً بعد موسم شاق للّاعبين. فمرحلة التحضير للبطولة طويلة حتى فترة المنافسة ستكون طويلة وهذا يتطلب تضحية وجهداً ووقتاً. كأس أفريقيا تختلف تماماً عن كأس العالم من ناحية ظروف إجرائها وكذلك مقر المعسكرات وإقامة المنتخبات، في "أمم أفريقيا" الجميع سيكونون معاً.

هل تبدو متفائلاً بمشاركة الجزائر في دورة مصر؟

علينا أن نتفاءل دائماً، وكما ذكرت سابقاً نحن نملك منتخباً محترماً يضمُّ أفضل اللاعبين على مستوى القارة، يجب علينا فقط الالتزام بجملة من العوامل الضرورية قصد تحقيق النجاح المأمول، وأولها تسيير اللاعبين بشكل جيد، وكذلك التعامل جيداً مع الظروف التي تجرى فيها البطولة وتسيير المنافسة بحكمة وهدوء وذكاء، وفيما يخصُّ تحقيق اللقب أظن بأن ذلك يبقى وارداً جداً، لأننا نمتلك إمكانات بشرية وتنظيمية في المستوى، وكلّ الظروف متوفرة للتألق، خاصة من ناحية الاستقرار على المستوى الفني، والاستعداد الجيد وكذلك خوض مباريات ودية في المستوى.

ما رأيك بقيام الاتحاد الأفريقي بتغيير شكل المنافسة من 16 إلى 24 منتخباً؟

إجراء البطولة في مصر يُسعدني كجزائري وعربي، لقد بذلت مصر مجهودات جبارة لتنظيم الحدث، وفيما يخص تغيير نظام المنافسة له إيجابيات وسلبيات، فمن الناحية الإيجابية فإنه سيضمن مشاركة منتخبات "صغيرة" وأخرى ستخوض البطولة للمرة الأولى، باعتقادي فإن المنافسة ستكون ذات مستوى عالٍ.

وفيما يخصُّ السلبيات فهي كثيرة، على غرار إجراء البطولة في فترة نهاية الموسم، أعتقد أن المصريين سارعوا الزمن لتحضير منافسة بهذا الحجم، في اعتقادي 6 أو 7 أشهر لا تكفي لتنظيم دورة في هذا المستوى العالي، فضلاً عن إجرائها تحت حرارة شديدة ورطوبة عالية، سيعاني اللاعبون كثيراً من التعب والإرهاق، وفي النهاية الملعب هو من سيكون الفيصل.

هل تتوقع أن يؤثر إجراء منافسة "الكان" في الصيف على اللاعبين؟

بالطبع، ولو أن الظروف المناخية ستكون صعبة على كل المنتخبات وليس حصراً على منتخب بعينه، فضلاً عن أن فترة البطولة طويلة جداً وتمتد حتى الأسبوع الثالث من يوليو/ تموز، ومن المفروض أن الأندية تُخصص هذه الفترة للتحضير للموسم الجديد، وبرمجة البطولة الأفريقية في هذا الموعد سننتج كثيراً من القلق والمخاوف من تعرض اللاعبين للإصابة والإرهاق الشديد، أكيد أن المنافسة ستؤثر على اللاعبين بدنياً وصحياً... اللاعبون بشر وهم بحاجة ماسة للراحة واسترجاع الأنفاس.

كيف يجب أن تتعامل الأندية مع هذا الوضع؟

على الأندية أن تضع برنامجاً خاصاً للاعبيها بعد العودة من "كان"، يجب أن تقوم بحمايتهم من خلال منحهم الراحة، لكن هناك من الأندية من يوجد تحت ضغط ضرورة تحقيق النتائج الإيجابية في الدوري، وبالتالي فإنها لن تأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر، وستقوم بتوظيف لاعبيها وإرهاقهم وحتى تعريضهم للخطر.

تمنيت لو سار الاتحاد الأفريقي على خطى الاتحاد الدولي "فيفا"، وأبقى على المنافسة بنظامها القديم أي 16 منتخبا فقط، خاصة أن فيفا تراجع عن فكرة تنظيم مونديال بـ 48 منتخباً، تمنيت لو بقيت البطولة الأفريقية في فصل الشتاء، مثلما فعلت فيفا مع قطر بعد أن برمجت مونديال 2022 في هذا الفصل الذي يسمح بتنظيم بطولة في أجواء مناخية مثالية.

هل تعتقد بأن "كاف" غامر ببرمجة البطولة صيفاً؟

بالفعل، باعتقادي "كاف" غامر كثيراً ببرمجة البطولة صيفاً، ولم يفكر في الكثير من العوامل السلبية التي قد تُخيّم حول البطولة، على غرار الحرارة الشديدة والرطوبة العالية، فضلاً عن تواجد عدد كبير من المنتخبات في الدورة ما يطيل من فترتها، هذا الأمر في اعتقادي لم يكن مدروساً بالشكل الكافي، مثلاً على مستوى فيفا الأمور مغايرة تماماً، هم يدرسون كلّ شيء من كل النواحي في وقت مبكر للغاية، لكن للأسف نحن الأفارقة ما زلنا متخلّفين في هذا الجانب، بدليل ما حدث في نهائي دوري أبطال أفريقيا بسبب تقنية الفيديو المساعد "فار"، أعتقد بأننا لسنا جاهزين بما فيه الكفاية لاستعمال هذه التقنيات المتطورة، في أفريقيا تعودنا دائماً على المفاجآت والدخول في حسابات غير مجدية، لا يوجد أي تخطيط مسبق، هناك الكثير من الأمور غير المنطقية التي تحدث.

ما هي المنتخبات التي تتوقع بروزها أو ترشحها لنيل اللقب؟

لا يُمكنني أن أتوقع من سيفوز باللقب، لكنني أعتقد بأن منتخبات شمال أفريقيا مثل الجزائر مصر والمغرب وتونس ستبرز بشدة، لأن البطولة ستجرى على أرض عربية وبالتالي فإنها ستكون أكثر تحفيزاً من الجانب النفسي والمعنوي، فضلاً عن الدعم الجماهيري الذي ستلقاه بخلاف المنتخبات الأخرى وهذا بغض النظر عن المستوى الجيد الذي بلغته المنتخبات العربية في الفترة الأخيرة، التي كُللت بتأهل 3 منتخبات منها إلى مونديال روسيا الأخير، وهناك أيضاً منتخبات تملك تقاليد عريقة في المنافسة الأفريقية على غرار نيجيريا وجنوب أفريقيا والسنغال ومالي العائدة بقوة، هذه المنتخبات عملت واجتهدت وتطورت كثيراً بفضل تركيزها على تكوين الشبان بالشكل الجيد، وهذا يؤشر على حدوث مفاجآت في "كان"، جنوب أفريقيا، مثلاً ستكون في أفضل حال بدنياً لأنهم في فصل الشتاء، والدوري في منتصف المشوار، سيكونون في اعتقادي الأفضل بدنياً مقارنة بالبقية".

من اللاعبين الذين تتوقع تألقهم في "الكان" في منتخب الجزائر والمنتخبات الأخرى؟

بصراحة، لا أستطيع ترشيح أي لاعب بعينه، لأن المنتخبات المشاركة تعجُّ بكثير من النجوم، حتى على مستوى المنتخب الجزائري، الذي يضمُّ عدّة لاعبين بارزين، لكن الحديث المتكرر حول رياض محرز لاعب مانشستر سيتي، سيجعله ربما أحد اللاعبين الذين يتوقع تألقهم في البطولة الأفريقية، لكن ذلك سيكون مرتبطاً بعدّة عوامل في رأيي.

يجب أن نرى ردّة فعله عند بداية المنافسة، لقد أنهى التزاماته مع فريقه منذ فترة طويلة، وبالتالي قد يكون فقد بعضاً من لياقته، وقبل الحكم على مستواه في "كان" يجب أن نعرف كيف سيكون من الناحية البدنية عند انطلاق المنافسة، خاصة من ناحية الظروف المناخية التي أعتقد بأنها قد تعقد الأمور بالنسبة لكثير من اللاعبين خاصة النجوم.

وعلى مستوى المنتخبات الأخرى لن تخرج ترشيحات التألق عن دائرة بعض النجوم المعروفين عالمياً على غرار المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني.
المساهمون