يستحضر المعرض إحدى مقولات صاحب "سأخون وطني"، والتي تبدو كما لو أنها قيلت عن الخراب الذي تعيشه سورية اليوم، إذ يتحدّث الشاعر عن ابنه بالقول "أخاف أن يكبر عنصرياً وأن يكون له من اسمه نصيب، فعند الأجانب يكون إرهابياً، وعند المتطرفين يكون بغياً، وعند الشيعة يكون سنياً، وعند السنة يكون علوياً أو شيعياً، أخاف أن يكون اسمه جواز سفره، أريده آدم مسلماً مسيحياً، أريده أن لا يعرف من الدين إلا إنه لله وأريد أن يعرف أن وطنه للجميع".
من هنا، تقدّم الفنانة معرضها الذي يتماهى مع فكرة النص عبر 35 لوحة تستخدم ألواناً زيتية ووسائط أخرى، في محاولة لنقد السلطة الأبوية الذكورية التي تفرض وصايتها ومنطقها الأحادي على أتباعها في أكثر من مستوى تمثّله، والتصوّرات الشمولية التي يخضع لها البشر على امتداد التاريخ.
يسعى آدم إلى استعادة إنسانيته، وهي الثيمة الأساسية التي تدور حولها اللوحات، ففي إحداها تظهر الغربان في إشارة إلى حادثة القتل الأولى وفق المعتقدات الدينية والأسطورية، وكذلك التفاحة بوصفها مصدر الغواية الاكتشاف والمعرفة معاً، وهي تقدّم آدم شخصية عادية بملامح بسيطة وهادئة بوصفه يجسّد البشرية جميعها، ويحمل أحلامهم ورغباتهم في الخير والشر.
تذهب مردم بك إلى تدرّجات لونية مختلفة لإيصال أفكارها، فهي تعتمد ألواناً صريحة وأحياناً محايدة، وترسم الوجوه بعيون واسعة ذات نظرة حالمة، كما تتسم تكويناتها بالاستخدام المتعمد والظاهر لتأثيرات الأقمشة، الأمر الذي نراه في معظم الأعمال المعروضة بزخارف هندسية و"تهشيرات" لونية، تتداخل مع ملامس الأسطح التي تجيد الفنانة توظيفها بمهارة.
يُذكر أن الفنانة ولدت في دمشق ودرست الفن التشكيلي في بيروت. أقامت العديد من المعارض في باريس والكويت والرياض وجدة والقاهرة وبيونس آيرس.