سرّ زوال الحبّ مع الوقت

23 أكتوبر 2015
لا يبقى الافتتان على ما هو عليه (Getty)
+ الخط -

حتى أعظم المتحابين قد يفقدون تلك الشعلة التي تجمعهم مع الوقت، فيخبو الحبّ شيئاً فشيئاً حتى ينتهي بالكامل. لماذا يحصل هذا بالرغم من كلّ الزخم الذي يبدأ به الحب؟ تقول الخبيرة كولي شانس مالفو، لموقع "بيزنس إنسايدر"، إنّ أساساً علمياً وراء ذلك.
فالأمر يتعلق بتبدل العلاقات من الحبّ الجارف إلى الارتباط طويل الأمد. فإذا ما نظر أحدنا إلى صورة من يحب في أول أسبوع من العلاقة، ومن ثم كرر الأمر بعد 10 سنوات، ربما يستمر في حبّه له، لكنّ أقساماً متعددة في الدماغ تنشط بشكل مختلف بالاستناد إلى المرحلة التي وصلت إليها العلاقة.

وبالفعل، قارنت صور طبية ما بين نتائج ثنائي يتواعدان في أول أسبوع لهما بنتائج ثنائي يقيمان علاقة منذ عام كامل، وتبين أنّ الأخيرين لديهما نشاط أكبر في القسم الدماغي المرتبط بالالتزام طويل الأمد.
وهو ما يعني أولاً أنّ الافتتان الذي يغلف الحبّ يزول. وبزواله يمنح الدافع في اتجاه تطوير التزام طويل الأمد. لكنّ بعض العلاقات تنتهي عندما يزول الافتتان من دون تطوير الالتزام. عندها يشعر المتحابون بالملل وعدم الاكتفاء، ويسألون أنفسهم عن سبب وجودهم مع ذلك الشريك منذ الأصل.

المشكلة أنّ الثقافة المنتشرة اعتادت تعريف الافتتان على أنّه حبّ حقيقي يفترض أن يحافظ على ثباته طوال فترة العلاقة.. بمعنى آخر إلى الأبد. لكنّ الافتتان بوصفه يرتبط بأمور كثيرة داخلية وخارجية في الشريك، يتراجع تدريجياً مع التغيرات التي تطرأ، والاعتياد الذي يلعب دوراً كبيراً.
هذا التعريف الذي يوحّد ما بين الافتتان والحبّ من شأنه أن يجعل الحبّ يتراجع بدوره تلقائياً مع تراجع الافتتان. وهو ما يؤدي إلى انتهاء العلاقة نفسياً قبل أن تنتهي اجتماعياً بالانفصال أو الطلاق.

ذلك الربط منتشر بشدة ويروّج له الأدب والسينما والتلفزيون. لكن يمكننا بسهولة أن نلاحظ عدم ارتباط الافتتان الأول بالعلاقة طويلة الأمد، من خلال زوجين عاشا مع بعضهما منذ فترة طويلة وطورا ذلك الرابط. فمقارنة ما يشعران به الآن بما كانا عليه في فترة لقائهما الأول ليست مقارنة زمنية منطقية، بل هي أشبه ما يكون بمقارنة التفاح بالبرتقال.

اقرأ أيضاً: هل انتهى الحب؟
دلالات