سرقة بالقوة لموكب أمير سعودي في باريس

18 اغسطس 2014
عناصر من شرطة باريس أمام برج إيفل (GETTY)
+ الخط -

نصبت مجموعة مسلحة، "يبدو أنها حسنة الاطلاع"، كميناً في باريس لموكب أمير سعودي، في هجوم غير مسبوق في العاصمة الفرنسية، بدون أن يعرف ما إذا كان المسلحون يريدون مبلغ الـ250 ألف يورو الذي كان بحوزة الأمير أو الوثائق الدبلوماسية التي سرقوها.

وكان الموكب المؤلف من عشر سيارات انطلق مساء الأحد من فندق جورج الخامس أحد أفخم الفنادق في جادة الشانزيليزيه، والذي يملكه الملياردير السعودي الوليد بن طلال، متوجهاً إلى مطار لوبورجيه على بعد 15 كلم شمال العاصمة الفرنسية.

وتعرض الموكب للهجوم قبل خروجه من باريس، في منطقة بورت دو لا شابيل. وأفاد مصدر في الشرطة بأن "الخسائر المعلنة (بلغت) 250 ألف يورو" ولم يصب أحد بجروح.
وقال مصدر قريب من الملف إن وثائق دبلوماسية سرقت خلال الهجوم. وأضاف المصدر أنه "في الوقت الحاضر ليس لدينا معلومات عن طبيعة الوثائق. قد تكون وثائق حساسة وقد تكون أوراق لا أهمية لها".

وكان خمسة إلى ثمانية رجال مسلحين بمسدسات نصبوا كميناً للموكب، بحسب مصدر في الشرطة. وذكر مصدر آخر في الشرطة وصحيفة لوباريزيان في وقت سابق أن المهاجمين كانوا مزودين برشاشات كلاشينكوف.

وهاجم المعتدون الموكب في سيارتين من طراز بي إم دبليو، واستولوا على سيارة مرسيدس كانت على رأس الموكب وفي داخلها ثلاثة أشخاص ثم أفرجوا عنهم. وعثر على المرسيدس وإحدى سيارتي البي إم دبليو مهجورتين ومحروقتين الأحد في بلدة شرق باريس.

وقال مصدر في الشرطة إنه عثر قرب السيارتين على ورقتين نقديتين من فئة 500 يورو ووثائق بالعربية. وأضاف أنه لم يتم توقيف أي من المهاجمين.

ولم يصدر أي رد فعل صباح الإثنين عن السفارة السعودية في باريس. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن "تحقيقا فتح في هذا الهجوم غير المقبول".

وكلف لواء مكافحة السرقة في الشرطة القضائية الفرنسية التحقيق في القضية بتهمة "السطو المسلح" حسب ما أفاد مصدر قضائي. وقال مصدر في الشرطة "إنها سرقة غير مسبوقة، من الواقع أنهم كانوا يملكون معلومات مسبقا، وهذا أمر نادر على صعيد أسلوب العملية".

وقال الأمين العام لنقابة الشرطة، نيكولا كونت "علينا أن نعرف ما الهدف من عملية السطو المال أو الوثائق. علينا أيضاً أن نأمل بتعاون فعال من السلطات السعودية"، مشيراً إلى الطابع الفريد للعملية. وعلى المحققين أن يدرسوا دوافع مجموعة الكوماندوز.

وقال أحد المحققين "إذا كانوا يبحثون عن وثائق حساسة سيتغير طابع التحقيق. فلن نواجه عملية سطو مسلح بل عملية أكثر تعقيدا". وأوضح أن العناصر الأولى التي تم جمعها تفيد أن المهاجمين من "المحترفين". ويبدو أنهم كانوا يعرفون ما الذي سيعثرون عليه في سيارة المرسيدس بالتحديد.

من جهتها، نفت السفارة السعودية في فرنسا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن "تعرض سيارة تابعة لها لهجوم مسلح حينما كانت في طريقها للمطار وفيها مبالغ مالية ووثائق حساسة".

وقالت السفارة السعودية في فرنسا في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن "تعرض سيارة تابعة للسفارة السعودية لهجوم مسلح حينما كانت في طريقها للمطار وفيها مبالغ مالية ووثائق حساسة غير صحيح البتة".

وكشفت السفارة أن السيارة التي تعرضت للسرقة مستأجرة من قبل مواطن سعودي، كانت تحمل أمتعته الشخصية وفي طريقها للمطار، حيث أجبر السائق على الترجل وتم سرقة السيارة بما فيها من أمتعة.

وبينت أنها باشرت الحادث بعد أن تلقت اتصالاً من المواطن المعني، وتعاملت مع الأمر حسب ما تقتضيه الأنظمة والقوانين، وساعدت المواطن حتى غادر فرنسا. وقالت إنها "لا تزال تتابع الأمر مع السلطات الفرنسية المعنية التي تجري التحقيقات بهدف كشف ملابسات الحادث".

وأهابت السفارة بوسائل الإعلام تحري الدقة في نقلها للأخبار واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة.

وكانت وسائل إعلام قد تناقلت في وقت سابق خبر تعرض موكب أمير سعودي لهجوم من طرف مسلحين في العاصمة الفرنسية باريس مساء الأحد، وأشارت إلى ان المسلحين سطوا على 250 ألف يورو ووثائق، وصفت بـ"الحساسة".
وآخر عمليات السطو المسلح في باريس كانت تستهدف محلات مجوهرات، وخصوصاً تلك الواقعة في ساحة فندوم، وفي يوليو/ تموز استهدف جامع قطع نقدية في العاصمة الفرنسية.

وفي 2013 تعرض سياح صينيون في باريس يتجولون عادة بمبالغ نقدية ضخمة لعمليات سرقة، مما أثار قلق السلطات الصينية. ولطمأنة بكين القلقة على سلامة رعاياها في العاصمة اقترحت فرنسا نشر شرطيين صينيين في باريس هذا الصيف لكن المشروع بقي حبرا على ورق.