منذ عشرات السنين درجت في الغرب، لا سيما في ألمانيا، إقامة معارض السيارات القديمة والكلاسيكية، لكن الظاهرة بدأت تجتاح دولاً عربية في السنوات الأخيرة.
يُعد معرض "إيسين" الألماني للسيارات الكلاسيكية أكبر معرض للسيارات القديمة، بحسب "دويتشه فيليه"، التي تقول إن دورته الأخيرة شارك فيها 1250 عارضاً، إذ تغتنم شركات صناعة السيارات هذا المعرض للتذكير بجودة سياراتها القديمة وتاريخها العريق، فيما ينتهزه الزائرون الأفراد لبيع أو شراء السيارات المفضلة لديهم.
أُقيم المعرض للمرة الثلاثين، إذ تسعى الشركات في آخر شهر من كل سنة إلى تقديم أفضل ما لديها هناك، ومنها فولكسفاغن التي عرضت "كابريو 1500" لم يصنع منها سوى 16 سيارة، كما عرضت "كارمانغيا 34 كابريو".
كذلك عرضت "سيات" موديلاتها القديمة الفاخرة، إذ يقوم فريق مختص بترميمها، لتصبح كنوزاً تلفت الأنظار. ولا يقتصر المعرض على مشاهدة السيارات الكلاسيكية فحسب، بل يستطيع الزائرون شراءها أيضاً.
دار المزاد "كويس" تبيع أكثر من 100 سيارة بموديلات مختلفة وتواريخ صنع متباينة، وشكّل بيع سيارة "لامبورغيني ميورا إس بي" من عام 1967 أهم حدث في المزاد لأنها كانت أولى السيارات السريعة في العالم بقوة 390 حصاناً، وتصل إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 6 ثوانٍ، ووصل سعرها إلى مليون و500 ألف دولار.
ومن السيارات النادرة أيضاً سيارة السباق بورشه 935 من عام 1980، التي شاركت في سباقات عديدة.
في ألمانيا أيضاً، يُقام معرض في العاصمة برلين للسيارات الكلاسيكية، وتُعرض فيه طائفة واسعة من السيارات، وتجاوز سعر سيارة مرسيدس أسطورية في دورته الأخيرة المليون يورو.
وتنقل "يورونيوز" عن يقول تاجر السيارات الكلاسيكية، ديتريش غروس، أن "السيارات القديمة تُباع بشكل جيد، فهي نادرة، وبالتالي مكلفة للغاية، وعادة ما يشتريها الأغنياء بهدف الاستثمار وليس بدافع حبهم لهذه السيارات"، في حين أن سيارة "كاديلاك إلدورادو" كانت يملكها المغني الراحل ألفيس بريسلي يصل سعرها إلى 500 ألف يورو.
وفي البرازيل، تشهد مدينة ساو باولو في أول أحد من إبريل/ نيسان كل عام ملتقى لمحبّي السيارات القديمة في "حديقة النور" التي تستقبل داخلها وفي محيطها السيارات الوطنية والمستوردة الجميلة، وأبرزها "موستانغ" و"كورفيت" و"بويك" و"مرسيدس" و"باساتس" و"ميورا" و"كارمن غينا" و"بيرز".
والشهر الماضي أيضاً، أُقيم معرض السيارات القديمة في العاصمة الأوكرانية كييف، على أرض متحف الطيران، وضم نماذج حصرية لسيارات وحافلات ودراجات نارية من القرن العشرين.
نحو ألف معروضة لسيارات ووسائل نقل مختلفة يزيد عمرها عن 80 عاماً، ومنها سيارات لم يُنتج منها أصلاً سوى عشرات أو مئات النسخ، مثل سيارة "أوبل" التي تتميز بالصلابة والقوة.
سيارات فيات مُنتجة بين عامي 1936 و1955، وقد أُنتج منها، بحسب القناة الأوكرانية، أكثر من نصف مليون نسخة، وأصبحت سيارة شعبية. وفي البداية كان يطلق عليها اسم "فيات 500" لكن الناس كانوا يسمّونها "تابالينو"، علماً أن أكثر السيارات المعروضة في كييف هي من الحقبة السوفياتية.
أحد المشاركين هو من هواة صناعة السيارات، استفاد في هوايته من توافر قطع سيارات "زاباروجيا" بأسعار معقولة، وعرض في كييف سيارته "فالنتينا" التي سمّاها كذلك تيمّناً باسم زوجته، التي لم تكن راضية عن قضائه وقتاً طويلاً في إنجاز السيارة التي أنشأها وفق العلامة التجارية الألمانية "بي.إم.دبليو"، وقد عرض سيارته للبيع بسعر يبدأ من 100 ألف دولار، فيما تُباع في كل مهرجان نحو 5 سيارات فقط، وتتراوح الأسعار بحسب جودة كل سيارة.
ومن المعارض المتخصصة بهذا النوع من السيارات في الغرب، معرض في باريس يُقام في "بورت دو فرساي" في فبراير/شباط.
وفي الوسط بين أوروبا والعالم العربي، تُعرض في تركيا السيارات الكلاسيكية بمتحف خاص في إسطنبول.
وتشهد دول عربية أنشطة مماثلة، ومنها المعرض الذي نظمته عام 2010 وزارة المواصلات الفلسطينية في غزة فكان أول معرض للسيارات القديمة يُقام في القطاع، وبرزت فيه مركبات عمرها أكثر من 70 سنة، وكان مقصده يتعدى التجارة والفولكلور إلى بُعد سياسي يشكل إثباتاً آخر على تجذر الشعب الفلسطيني بأرضه وممتلكاته.
وفي فبراير/ شباط الماضي شهدت الجزائر افتتاح أول معرض خاص دائم للسيارات القديمة في منطقة "تاجْنانَت" التابعة لولاية "مِيلَة"، 395 كيلومتراً شرق العاصمة، يحتوي موديلات من الخمسينيات والستينيات.