نجح سجين تونسي في السجن المدني ببرج العامري، في مناقشة رسالة الماجستير في الفلسفة ونال درجة "حسن جداً" بمعدل 18 من 20. وسمحت إدارة السجن للطالب المتميز بمناقشة رسالته في المعهد العالي للعلوم الإنسانية يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بحضور عائلته وأصدقائه ورجال أمن كانوا بزي مدني.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح، سفيان مزغيش، في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الثلاثاء، بأن "الإدارة سعت لتوفير كل الظروف الملائمة للسجين كي لا يكون الهاجس النفسي المتعلق بسلب الحرية عائقاً أمام نجاحه، بل محفزا له للنجاح"، مضيفا أن كل المراجع والكتب التي يحتاجها أتيحت للسجين سواء بجلبها من خارج السجن أو تلك المتوفرة بمكتبة السجن ليتمكن هذا الطالب من إعداد رسالته.
كما بيّن أن إدارة السجن سمحت أيضا بدخول مؤطره (المشرف) والذي كان يزوره داخل السجن كلما استدعى الأمر ذلك، إما لإصلاح بعض المسائل أو لمراجعة بعض النقاط المتعلقة بدراسته.
وأوضح مزغيش أنّ الإدارة لم تتدخل أو تفرض قيودا في موضوع الرسالة التي اختارها الطالب والمتعلقة بفلسفة التنوير وعنوانها: "الذات والسلطة في المراقبة والمعاقبة للفيلسوف ميشال فوكو"، والتي تناولت إشكالية الذات والسلطة، مشيرا إلى أن القراءة النقدية مسموح بها حتى لو تعلقت بانتقاد بعض المسائل الخاصة بالسلطة.
ولفت إلى أنّ تميز الطالب دفع المجلس العلمي واللجنة المشرفة في الجامعة إلى التوصية بنشر رسالة الماجستير، وهو أمر نادر في الكلية، مؤكداً أن الطالب السجين يعد ثاني طالب في الكلية تطلب اللجنة نشر رسالته لأنها كانت في مستوى متميز. وأشار إلى أنّ العقوبة السجنية كانت حافزا للطالب الذي استثمر كل وقته و جهده طيلة السنة للدراسة لتحقيق التميز.
وبيّن أنّ هناك 7 مساجين في اختصاصات مختلفة بصدد متابعة دراساتهم في السجن، بعضها يتعلق باللغة والقانون والتجارة والإعلام، وثلاثة مساجين يتابعون البكالوريا لسنة 2019، مشيراً إلى أن هذا العدد مرشح للارتفاع. وقال: "مؤكد أن أهم شرط هو الاستعداد والرغبة لدى السجين في مواصلة الدراسة".
ولفت مزغيش إلى وجود برنامج لتعليم الكبار ومحو الأمية، ويشمل حاليا 774 سجينا موزعين على مختلف الوحدات السجنية، وتتضمن حلقات مختلفة منها التعليم الأساسي والمتابعة ومحو الأمية.