سجينات في تونس بقبضة الفقر وإهمال الأقارب: عيش على التسوّل والتبرّع

26 يونيو 2020
400 سجينة في سجن منوبة (تويتر)
+ الخط -
كشفت منظمات حقوقية تونسية، عن المعاناة التي تعيش على وقعها السجينات في تونس بسبب الفقر وإهمال الأقارب، ما يدفعهن إلى التسول داخل السجون للحصول على ضروريات حياتية وصحية.

وقدّمت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، والائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تقريرا بعنوان "حبس النسا...أوضاع صعيبة"، (سجن النساء أوضاع صعبة)، وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الموافق لـ26 يونيو/حزيران من كل عام.

وقال كاتب عام المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، منذر الشارني، لـ"العربي الجديد" إن التقرير تم إعداده حول أوضاع نزيلات السجون التونسية خلال نهاية عام 2019، مشيرا إلى أن عدد النساء السجينات بلغ 650 سجينة، 400 منهن موجودات في السجن المدني للنساء بمنوبة، و250 في ختلف الأجنحة الموزعة ببقية السجون، إذ قدرت نسبة النساء السجينات بـ 3 في المائة من جملة نزلاء السجون في تونس.

وأكد الشارني أن وضعية عدد معتبر من السجينات صعبة، مشددا على أن غالبيتهن من الطبقة الفقيرة وحتى المنتميات إلى الطبقة المتوسطة فهن يشكين من قلة الموارد بسبب انقطاع العائلات عنهن وإهمال الأقارب، خصوصا سجينات القضايا الأخلاقية، فكثيرا ما تتبرأ العائلة من بناتها.

ولفت الشارني إلى أن عددا من السجينات يجدن أنفسهن أمام ضرورة تسول بعض المستلزمات الصحية، مشيرا إلى أن بعض السجينات الفقيرات يحصلن على قارورة ماء وحيدة طيلة أسبوع كامل تتبرع بها بقية السجينات.

وأكد المتحدث أن الأوضاع الصحية والطبية للسجينات قاسية في ظل عدم توفر المرافق الضرورية، إلى جانب النقص في طب الاختصاص وتواضع الخدمات الطبية الموضوعة على ذمة السجينات، مؤكدا أن هناك حاجة ملحة لوجود نحو 30 امرأة حبلى، 13 منهن في سجن النساء بمنوبة.

ودعا الشارني إلى ضرورة تحسين أوضاع السجينات عبر توفير الإحاطة الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة، بالإضافة إلى تأمين الأنشطة الثقافية من خلال بعث وتهيئة نواد وتأمين التأهيل المهني اللازم للنزيلات، استعدادا لمرحلة ما بعد السجن بهدف تسهيل اندماجهن في المجتمع.

وتضمن تقرير المنظمات الناشطة، الذي تم إعداده اعتمادا على عينة عشوائية من النزيلات وانطلاقا من بيانات تم تجميعها عبر الزيارات، مجموعة من التوصيات تدعو السلطات لتوفير الإحاطة بالسجينات، في وضعية هشة وتوفير حاجاتهن المعيشية والصحية من قبل إدارة السجن بموجب قوانين واضحة.

ودعت المنظمات إلى مساعدة عائلات السجينات الفقيرة لتشجيعها على زيارة النزيلات بتوفير مصاريف النقل والتزود والسعي لإعادة بناء صلتهن بأسرهن وتقويتها بتوفير وقت أكثر عند الزيارة، وتشجيع مبادرات الإفطار المشترك وحفلات خاصة لتكريم المتفوقات وتمكين المتزوجات من لقاء أزواجهن بشكل متواتر حفاظا على الروابط الأسرية.

المساهمون