بسام أو أبو محمد، اللاجئ السوري الذي رفض الإفصاح عن اسمه بالكامل، اكتفى بالتعريف عن نفسه على هذا النحو: "اسمي بسام من ريف الشام وتحديداً من منطقة الغوطة. جئت إلى لبنان قبل نحو عام وثلاثة أشهر تقريباً، بسبب الحرب. كنت وعائلتي محاصرين مع الكثير من العائلات السورية في الغوطة بسبب القصف الذي كان قريباً منا". يضيف أن السبب الرئيسي لنزوحه هو سجنه لدى النظام شهرين كاملين بسبب تشابه أسماء. وبعد الإفراج عنه، قرر ترك سورية واللجوء إلى لبنان مع عائلته، بحثاً عن حياة أفضل. وعلى الرغم من هروبه من الحرب والخوف وربما الموت، لم يتمكن من تأمين حياة كريمة لعائلته، لافتاً إلى أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه صعب جداً، ولم يكن يتمنى أن تصل به الحال إلى ما وصلت إليه.
يقول بسام: "في بلدتي كنت أوزع الحليب، وكان وضعي المادي مستقراً، ولم أحتج إلى أحد يوماً. أعيش في بلدي وأرضي وبيتي. لكن الظروف القاهرة اضطرتنا إلى ترك منزلنا والنزوح إلى لبنان. سكنت في منطقة وادي الزينة القريبة من مدينة صيدا في بيت استأجرته لعائلتي، علماً أن قيمة إيجاره هي مائة دولار أميركي، وقد ارتفعت في وقت لاحق إلى مائتين وخمسين دولاراً أميركياً". يضيف أن هذا المبلغ كبير بالنسبة لي، وبالكاد أستطيع توفير هذا الإيجار. كذلك، هناك كلفة المواصلات والكهرباء والمياه.
في صيدا، يضع بسام الفحم في أكياس لدى أحد التجار، قبل بيعها للمحال والتجار. لكن ما يجمعه لا يكفيه وأسرته، وخصوصاً أنه مضطر إلى تأمين بدل إيجار للمنزل. يقول إن عمله صعب لكن لا خيار آخر أمامه. يضيف: "في السابق، كانت المؤسسات والجمعيات الإنسانية تقدم لنا بعضاً من الدعم المادي. لكن اليوم، وبعدما قلصت بعض الجمعيات نسبة تقديماتها، بتنا نعيش في أزمة كبيرة". يقول إن بناته يردن العيش، لكنه لم يتمكن من ادخالهن إلى المدارس اللبنانية، ليلتحقن بتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على مدى أربعة أشهر فقط. ويشرح أن الأمر كان مجرد دورة تعليمية. وعندما انتهت، بقين في البيت.
ليس هذا ما يزعج بسام فقط. تضايقه الظروف المحيطة به، وخصوصاً أنه في الغربة ويسعى وراء العيش الكريم. أيضاً، يشعر بالقلق على أهله، إذ ما زال بعضهم محاصراً في سورية تحت القصف.