سلّطت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية، في عددها الصادر اليوم، الضوء على وجود سجن سرّي أقامته السلطات المصرية، بغرض تعذيب المئات من المصريين من دون توجيه أي تهمة لهم أو حتى وجود أوراق تدل على وجودهم في هذا السجن.
وأجرى مراسل الصحيفة في القاهرة باتريك كينجسلي، مقابلة مع ثلاثة من نزلاء سجن العازولي الذي تحيطه قوات الجيش بالسرّية، والمقام في وسط أحد أكبر مخيمات الجيش في الإسماعيلية، التي تبعد حوالي 62 كيلومترا شمال شرق القاهرة. ويضم السجن حوالى 400 معتقل، ويُحشر كل 23 سجيناً في زنزانة ضيقة، بلا أي تهوية. ويتعرض السجناء للضرب المبرح بشكل روتيني، وكذلك الصعق بالكهرباء في كل أنحاء جسمهم والتعليق من أرجلهم لساعات طويلة، وعصب أعينهم.
ونقلت الصحيفة أن منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية دانت الوضع، وقالت إن مصر تشهد "عمليات قمع لم يسبق لها مثيل في تاريخها الحديث كله". واتضح من خلال المقابلات التي أجراها مراسل الصحيفة أن الكثير من المعتقلين في هذا السجن ينتمون للجماعات السلفية، وتحديداً ممن تم اعتقالهم في سيناء.
وتبين أن من ضمن السجناء أطفال صغار وصحافيين من كل أنحاء مصر، وإن من ضمن السجناء أفراد اعتُقلوا بصورة عشوائية. وعلق محمد المسيري من منظمة العفو الدولية في مصر على وجود سجن العازولي، قائلاً إن "الكثيرين ممن اعتُقلوا في سجن العازولي قُبض عليهم عشوائياً، وتقوم السلطات بتعذيبهم لتعرف ما إذا كان لهم صلة بالعنف أم لا".
ووجدت منظمة "العفو" الدولية، أن بعض المعتقلين الذين أُطلق سراحهم نُقلوا إلى سجون مدنية ووجِّهت تهم الإرهاب إليهم بناء على اعترافات انتُزعت قسراً.
وقالت "ذي جارديان"، إن المعتقلين لا يعرفون شيئاً عمن عذّبهم، غير أنهم يعتقدون أنهم ضباط يعملون في الاستخبارات العسكرية التي كان يترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتعاون مع ضباط الأمن الوطني. وتنقل الصحيفة عن المحامي أحمد حلمي، إن "السجناء يتم تلقينهم اعترافات بعينها، فإذا نجحوا في حفظها ينقلون إلى سجون مدنية، حيث يستطيع الأهل والمحامون زيارتهم. أما إذا لم يقوموا بتلاوة هذه الاعترافات أمام جهات التحقيق، فتتم إعادتهم إلى العازولي ليتلقوا المزيد من التعذيب".
وقد أقرّت السلطات المصرية بوجود سجن العازولي، غير أنها لم تقم بإعطاء المزيد من التفاصيل، كما رفضت السماح لأي منظمة بزيارة السجن.