ست مدارس لغولن في العراق وتوقعات بطلب أنقرة إغلاقها

24 يوليو 2016
المالكي وافق على افتتاح المدارس بين 2008 و2010(كيهان أوزر/الأناضول)
+ الخط -
قالت مصادر حكومية عراقية، اليوم الأحد، إن حركة "الخدمة" التركية، التي يتزعمها فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب الفاشلة، منتصف الشهر الجاري، يمتلك ست مدارس منتشرة في عدد من المدن العراقية، بعدما كان رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، قد وافق على فتحها بين عامي 2008 و2010.

وبحسب مصادر حكومية عراقية وموظفين في وزارة التربية، فإن غولن يمتلك ست مدارس منتشرة في بغداد وكركوك والبصرة وإقليم كردستان، وكذلك الأنبار والموصل، قبل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها.

وتوجد في العراق عدد من المدارس التركية قام بافتتاحها رجال أعمال عراقيون وأتراك، بترخيص من الحكومتين التركية والعراقية بشكل رسمي، لكن هناك مدارس افتتحت، في وقت واحد، بين العامين 2008 و2010، وتتقاضى مبالغ بسيطة مقارنة بنظيراتها من المدارس التركية أو الأجنبية الأخرى.



وبحسب المصادر، فإنه من غير المرجح موافقة حكومة حيدر العبادي على إغلاق تلك المدارس، بسبب العلاقة المتوترة مع أنقرة، على خلفية الانتشار العسكري التركي في مناطق حدودية شمالي العراق. 

من جانبه، أكد الباحث والمتخصص بالشأن التركي، علي ناجي، في تصريح صحافي، أن "المتهم الأول بالانقلاب العسكري التركي الذي حصل أخيرا، فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، لديه ست مدارس موزعة في عدد من محافظات العراق"، مرجحا أن "تتحرك الحكومة التركية وتوجه طلباً للحكومة العراقية بإغلاق تلك المدارس، كما حصل لمئات المدارس الأخرى التابعة له في تركيا".

وأوضح ناجي أن المدارس التابعة لغولن ليست خيرية، بل تتولى تعليم اللغة التركية، وتقبل الطلبة في صفوفها مقابل مبالغ مالية وأقساط سنوية يدفعها الطلبة مقابل الدراسة فيها، مضيفا أن "وزارة الخارجية التركية بدأت، عقب الانقلاب العسكري الفاشل، بمخاطبة مختلف الدول لإغلاق المدارس والمؤسسات التابعة لغولن، وقد تقوم الخارجية التركية بمفاتحة بغداد للغرض نفسه قريباً".

ولم يكشف سابقاً عن وجود مثل هذه المدارس في العراق، ولا تعرف ماهية مناهجها التعليمية، سوى ما أدلى به باحثون من أنها تدرس اللغة التركية، وتقبل الطلبة مقابل مبالغ مالية يدفعونها بهدف الدراسة فيها.



ويرى مراقبون، أن وجود مدارس لغولن في العراق ليس غريباً، في ظل وضع البلاد المترهل، وانتشار آلاف الجمعيات والمنظمات المدنية والمؤسسات المختلفة، من دون وجود خطط حكومية وقوانين خاصة تحدد عملها.

ولا يتوقع المراقبون أن يؤثر وجود تلك المدارس على العلاقات العراقية التركية، خاصة أنها كانت، بحسب الباحثين، موجودة قبل الانقلاب الأخير بعدة سنوات، في وقت أثنت السفارة التركية في بغداد على الموقف السياسي العراقي من الانقلاب الفاشل في تركيا.

وقال المحلل السياسي ياسين العبيدي، إن "العلاقات العراقية التركية ربما شابها بعض التوتر فيما يخص القوات التركية المنتشرة قرب الموصل قبل أشهر، لكنها لم تتأثر كثيراً، رغم كل التصريحات النارية التي أطلقها سياسيون عراقيون ضد الحكومة التركية حينها".

ويضيف العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة التركية بعد الانقلاب الفاشل أعلنت، عبر سفيرها في بغداد، فاروق قايمجي، عن منح المواطنين العراقيين من 600 إلى 700 تأشيرة يومياً، بدلاً من 70، و"هذا يدل على تقارب جديد قد يلوح في الأفق".

وأصبح العراقيون، منذ عام 2014، مع اشتداد المعارك بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وبدء موجات النزوح الكبيرة من المدن والقرى، يتوجهون نحو المدارس التركية، لتعلم اللغة التركية، لتسهيل استقرارهم في المدن والمحافظات التركية إلى حين استقرار الأوضاع في العراق.

واستقبلت تركيا آلافاً من العراقيين الفارين من جحيم المعارك في مختلف مدن البلاد، إذ منحتهم إقامة وتسهيلات أمنية، وسمحت لهم بالعمل، على غرار المواطنين السوريين الذين نزحوا إلى تركيا مع اشتداد المعارك في بلادهم، بحسب عراقيين مقيمين هناك.