ستيني فلسطيني يفقد قدمه في يوم ميلاده برصاص الاحتلال على حدود غزة

04 مايو 2018
أبو حسن فقد قدمه برصاص الاحتلال (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"لم يسبق لشخص أن عايَده القدر في ذكرى يوم ميلاده ببتر قدمه"، هكذا وصف الستيني الفلسطيني علي أبو حسن، حاله حين استيقظ بعد ثلاث ساعات قضاها داخل غرفة العمليات في أحد مستشفيات غزة، لعلاجه من آثار رصاصة متفجرة أطلقها عليه جنود الاحتلال على حدود القطاع.

شارك أبو حسن (62 سنة)، مع غيره من الفلسطينيين، في فعاليات "مسيرة العودة الكبرى" على الحدود الشرقية لقطاع غزة. حضر الجمعة الأولى (30 مارس/آذار)، والثانية (6 إبريل/نيسان)، وأصيب في الجمعة الثالثة (13 إبريل) برصاصة تسببت في بتر قدمه اليمنى.

كان أبو حسن يطالب بحقه في العودة إلى قرية "الجورة" التي هجرت عائلته منها أثناء النكبة عام 1948، فأصابه رصاص الاحتلال المُحرم دوليًا شرقي مخيم البريج، في المنطقة الوسطى لقطاع غزة، وكان ذلك "مفاجأة يوم ميلادي التي لم أكن أنتظرها"، على حد قوله.

يقول لـ"العربي الجديد": "فقدت قدمي اليمنى يوم ميلادي. هذا قدر الله. الاحتلال تعمد إصابتي، فلم أكن أفعل شيئًا. ما الخطر الذي يمكن أن يشكله شخص في عمري على الاحتلال؟ أردنا حقنا سلميًا، وهم أرادوها دموية بلا إنسانية".

يستذكر أبو حسن ما قبل إصابته، فقد قضى الجمعة الأولى من مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية من مدينة رفح، جنوب القطاع، وقطع نحو 40 كيلومترًا سيرا على قدميه نحو الشمال، خلال 11 ساعة، ويقول "آمل في إعادة التجربة بعد تركيب الطرف الصناعي".


وتتواصل مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في ذكرى "يوم الأرض" على نقاط التماس عند الخط الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط مطالبات بعودة اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة، من خلال فعاليات سلمية متنوعة.

واحتشد آلاف الفلسطينيين عند نقاط التجمع الخمس على طول الحدود الشرقية، من شمال القطاع إلى جنوبه، في الجمعة السادسة على التوالي، والتي أطلقت عليها اللجنة التنسيقية جمعة "عمال فلسطين"، وسط إمعان الاحتلال في تصديه للفلسطينيين بالرصاص الحي وقنابل الغاز.


ويُجاور الستيني الفلسطيني في غرفة الرعاية بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الشاب قاسم العشي (19 سنة)، والذي أصيب برصاصة في قدمه اليمنى، شرق مدينة غزة، خلال الجمعة الخامسة من مسيرة العودة الكبرى (27 إبريل).

ويقول العشي لـ"العربي الجديد": "أهلي هُجروا من بئر السبع، وذهبت أطالب بحقي مثل باقي اللاجئين الفلسطينيين. كنت واقفا على الحدود بجانب حشود من الشباب المسالمين، ثم سقطت على الأرض بفعل الرصاصة التي أصابتني. الآن أعاني من مشاكل في الشرايين بسبب تلك الإصابة".

وتؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم ممنهجة بحق المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى خلال الشهر الأخير، أدت إلى استشهاد 45 مواطنًا، وبتر لأطراف 24 حالة من إجمالي 6793 إصابة في مختلف مناطق قطاع غزة.
تزايد وتيرة تصدي الاحتلال للمتظاهرين على حدود غزة، عمّقت من أزمة النقص في الأدوية والمستهلكات الطبية في مستشفيات القطاع. إذ وصف وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوسف أبو الريش، الوضع الصحي بأنه "الأخطر منذ سنوات، إذ بلغت نسبة العجز في مستلزمات الصحة 50 في المائة".


ومن المقرر أن تستمر مسيرة العودة الكبرى في فعالياتها حتى منتصف مايو/أيار الجاري، والذي يوافق ذكرى النكبة الفلسطينية عام 1948، ورغم ممارسة الاحتلال سياسة العنف في التصدي للمتظاهرين، إلا أن هذا لم يكبح حشود الفلسطينيين المُطالبين بالعودة إلى أراضيهم المحتلة.