دق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، ناقوس الخطر مجدداً حول احتمال تعرّض أكثر من 20 مليون شخص في كل من اليمن وجنوب السودان والصومال ونيجيريا، لمجاعة.
وأشار خلال إحاطة قدمها أمس الجمعة، أمام مجلس الأمن في نيويورك، بعد جولةٍ قام بها لتلك المناطق، إلى أنّ "اليمن يواجه أكبر مأساة إنسانية في العالم، حيث أنّ ثلثي الشعب اليمني في حاجة إلى مساعدات إنسانية، أي حوالي 18 مليونا"، مبيناً أن "أكثر من 7 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وكل هذا في ظل تصاعد القتال وتدمير المرافق الصحية وانتشار الأمراض".
وتحدث أوبراين عن لقائه بالعديد من اليمنيين الذين تشردوا هربا من "العنف الذي لا يمكن وصفه"، مؤكداً أنه "في الشهرين الأخيرين، نزح أكثر من 48 ألف شخص هربا من القتال والألغام".
وقال إنه التقى بالعديد من الأطفال الذين يعانون من الجوع ومن نقص في التغذية، لافتاً إلى أن جميع من التقى بهم، وخاصة الأطفال والشباب، تحدثوا عن معاناتهم من الجوع والمرض، وأنهم يريدون العودة إلى ديارهم.
وبشأن لقائه بقادة يمنيين، نقل أوبراين أن "جميع الأطراف المتنازعة في اليمن وعدت بإيصال المساعدات الإنسانية، لكنها تنكر، في الوقت ذاته، منعها لوصولها إلى مناطق مختلفة"، مبرزاً أنه "على الرغم من كل تلك الصعوبات، إلا أن الأمم المتحدة تمكنت من تقديم المساعدات لملايين اليمنيين".
وأضاف "إن المجتمع الدولي، ممثلاً بالأمم المتحدة وشركائها، طالبوا بتوفير 2.1 مليار دولار لعام 2017، لسد الحاجة وتقديم المساعدات لأكثر من 12 مليون يمني هم بحاجة ماسة لها. وحتى الآن لم تحصل الأمم المتحدة إلا على 6 في المئة من هذا المبلغ. وسيعقد في الـ25 شهر أبريل/نيسان مؤتمر للمانحين على مستوى وزاري في جنيف".
كما رأى أن "حل الأزمة يمكن فقط عن طريق التوصل إلى حل واتفاق سياسي"، مؤكداً أيضا، أن "حل الأزمة الإنسانية في اليمن يجب أن يتم بمساعدة القطاع الخاص، كما من الضروري أن يسمح بعودة الاستيراد"، مطالبا بفتح المرافئ والموانئ.
وفي ما يخص جنوب السودان، أكد أن "الوضع أسوأ مما كان عليه في أي وقت مضى"، موضحاً أن "أطراف الصراع مسؤولة عن المجاعة، لأنهم لا يتدخلون لوقف العنف".
وأضاف أن "هناك أكثر من 7.5 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدة، مقابل حوالي ستة ملايين العام الماضي"، وأن هناك أكثر من 3.4 ملايين شخص نزحوا عن ديارهم.
وحذر المتحدث من انتشار الكوليرا في أكثر من منطقة منذ عام 2016.
وأعلنت الأمم المتحدة عن عدة مناطق في جنوب السودان كمناطق تعاني من المجاعة.
أما في الصومال، فإن أكثر من نصف السكان، حوالي 6.2 ملايين شخص، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بمن فيهم حوالي 2.9 مليون شخص تهددهم المجاعة ويحتاجون إلى مساعدات فورية.
وأكد المبعوث الأممي أنه في الشهرين الأخيرين، نزح حوالي 160 ألف شخص عن أماكن سكنهم بسبب الجفاف، وقال إن النساء والأطفال يمشون لأسابيع بحثا عن غذاء وماء، ولا شيء لديهم للنجاة.