تعمد نحو 200 مدرسة في ألمانيا إلى إلباس التلاميذ ممن يعانون من فرط الحركة وعدم القدرة على التركيز، سترات رملية رغم إثارتها للجدل في أوساط الأهالي والأطباء النفسيين.
وذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم السبت، أن أوزان السترات المليئة بالجيوب المعبأة بالرمال تتراوح بين 1.2 كلغ و6 كيلوغرامات، وتستخدمها 200 مدرسة في جميع أنحاء ألمانيا.
ويرى المدافعون عن استخدام السترات، التي تتراوح كلفتها بين 140 يورو و170 يورو أنهم شهدوا تغييرا ملحوظا في سلوك العديد من الأطفال الذين ارتدوها، مدّعين أن ثقل السترات يساعد على كبح نفاد صبر الأطفال وضجرهم.
ويتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة سنوياً في ألمانيا، كما في أماكن أخرى. وتستخدم المدارس السترات الرملية، مبررة ذلك بأن الأخيرة هي الوسيلة الأقل تعقيداً في علاج تلك الظاهرة، كما أنها أفضل من العلاج بالعقاقير والأدوية مثل الريتالين.
ويقول رئيس وحدة الاندماج في مدرسة غرومبريشتستراس في هامبورغ، جيرهيلد دي وول، إن مدرسته كانت واحدة من الرواد في اعتماد سترة الرمال لضبط السلوك المفرط في الحركة، ولمساعدة الطفل على تركيز انتباهه والبقاء جالساً على مقعده: "الأطفال يحبون ارتداء السترات، ولا أحد منهم يضطر لارتداء واحدة ضد إرادته".
— Tobias Martens (@tbsmartens) ٢٠ يناير، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
لكن النقاد يقولون إن السترات تذكرهم بالسترات الجبرية (سترة المجانين) التي تستخدم لتقييد المرضى ذوي السلوك العنيف في مستشفيات الأمراض النفسية.
أحد أولياء الأمور أعرب عن غضبه لاستخدام سترات الرمال، وكتب على صفحته في "فيسبوك" "سيكون من الأفضل إذا تجنبنا أساليب التعذيب هذه. كيف يمكنك أن تقول لطفل أنت مريض، وعقاباً لك لا بد أن ترتدي هذه السترة المملوءة بالرمال، وهي ليست فقط تعذيباً جسدياً، لكنها تجعلك تبدو وكأنك أحمق".
في المقابل بدت الوالدة باربرا ترولر فواغ، التي ارتدى ابنها فريدريك البالغ من العمر تسع سنوات، سترة رمل بوزن 2 كلغ في مدرسة هامبورغ على مدى السنوات الثلاث الماضية، مقتنعة بهذه الخطوة كنوع من العلاج لفرط الحركة.
وأشارت إلى أن ابنها بات أكثر تركيزاً، وأكثر قدرة على أداء واجباته المدرسية.
(العربي الجديد)