سبع ضحايا مغاربة في حريق برج لندن... وارتفاع عدد المفقودين لـ58

17 يونيو 2017
عدد كبير من المفقودين (فيسبوك)
+ الخط -
تضاربت التصريحات بخصوص أعداد المغاربة الذين قضوا في حريق برج غريفيل السكني في لندن، إذ أعلنت وزارة الخارجية المغربية أنه تم التعرف على هويات ستة ضحايا، بعد أن أعلنت في وقت سابق سقوط سبعة قتلى، في حين قدّر مرصد التواصل والهجرة عددهم بأكثر من 15 ضحية.

يأتي ذلك وسط ارتفاع عدد المفقودين إلى 58 شخصاً، بحسب آخر إحصاءات السلطات البريطانية، فيما تواصلت التجمعات الغاضبة التي تحمل الحكومة البريطانية مسؤولية التقاعس في حماية السكان قبل وقوع الحريق.

ووفقاً لبيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية، فقد تم التعرف على هويات ستة على الأقل من رعاياها هم بين ضحايا الحريق الذي التهم برج "غرينفل" السكني في لندن وأسفر عن عشرات القتلى والمفقودين.

وأفاد بيان صادر عن الوزارة السبت، أنه على إثر تحديد الهويات رسمياً "لستة مواطنين مغاربة توفوا في الحريق الدامي أعطى الملك محمد السادس تعليماته إلى السلطات المغربية المعنية للتكفل بمصاريف نقل الجثامين وتقديم كل المساعدة والدعم اللازمين لأسر الضحايا".

وكانت الوزارة رجحت في وقت سابق وجود سبعة مغاربة في عداد قتلى الحريق، مضيفة أن المصالح الدبلوماسية  والقنصلية للمملكة المغربية بلندن ستقوم السبت "بتنسيق مع السلطات البريطانية، بالإجراءات اللازمة لتحديد هوية الضحايا".

وفي تعليقه على هذا الرقم، قال رئيس مرصد التواصل والهجرة (منظمة غير حكومية)، والذي يتابع الملف عبر خلية عمل في لندن، إن عدد الضحايا المغاربة يفوق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية.

وقال في تصريح لـ"العربي الجديد": "أستغرب من بيان وزارة الخارجية الذي حدد عدد الضحايا في 7 فقط، في حين أن الرقم أكبر من ذلك، كما أن المفقودين يفوق عددهم الـ 10 أغلبهم يتحدرون من مدينة العرائش (شمال غرب المغرب)، وقد وجّهت عائلاتهم رسائل استفسار إلى السفارة المغربية دون أن تتلقى أي رد".


وأوضح ريان وجود مغاربة جرحى موزعين على ستة مستشفيات بلندن، يتلقون العلاج من الحروق التي تعرضوا لها بعد أن تم إنقاذهم، غير أنهم لا يملكون أي وثائق إثبات، وهم مسجلون كمجهولي الهوية.

وانتقد المتحدث ما وصفه بتقصير وزارتي الخارجية والجالية في التعاطي مع هذه الكارثة، برغم توجيهات العاهل المغربي للسفارة والقنصلية العامة للمغرب بلندن، من أجل تتبع الوضع عن قرب وتقديم كافة الدعم والمساعدة اللازمين للمهاجرين المغاربة الذين يوجدون من بين الضحايا.

ضحايا مفقودون من برج غرينفيل المحترق (كريس راتكليف/ فرانس برس) 


وأكد عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وجود مفقودين مغاربة يعيشون في المبنى الذي يسميه بعضهم "عمارة المغاربة" لوجود نسبة كبيرة من القاطنين به يحملون الجنسية المغربية.

فيما دعا آخرون للقتلى بالرحمة والمغفرة في هذا الشهر، وقالت ربى المغربية، "نسألكم الدعاء لإخواننا المغاربة والمسلمين الذين ماتوا بسبب الحريق الذي هزّ عمارة في لندن، اللهم ارحمهم واغفر لهم في هذا الشهر العظيم".


من جهة ثانية، تستمر التجمعات المعارضة لما يعتبرونه تقصيراً حكومياً في المنطقة المحيطة بالبرج المحترق، ويبدي المتجمعون تساؤلاتهم عن أسباب عدم إلقاء القبض على أي مشتبه به في حادث الحريق حتى الآن.

كذلك حمّل بعضهم مسؤولية بقاء بعض الضحايا في منازلهم أثناء الحريق، نتيجة تعليمات أطلقها رجال الإطفاء بعدم مغادرة الشقق السكنية، وانتظار وصول المساعدة إليهم. ومنهم من يتساءل عن أسباب إغفال الحقائق والتقليل من أعداد الضحايا، خصوصاً أن عائلات لا تزال مفقودة ولم تبلغ السلطات أية معلومات عنها.



وانتشرت على مواقع التواصل تعليقات وتغريدات تشير إلى أن الفقراء تتجاهلهم الحكومة دوماً، وأن حادثاً على هذا المستوى من الخطورة والضخامة يستحق وقفة من الحكومة، وأن ما جرى هو جريمة لا تقل فداحة عن الأحداث السابقة التي حصلت في لندن، والتي استقطبت اهتمام الدولة على أعلى مستوى، قاصدين بذلك الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها في الأسابيع الماضية.

وترافقت مع كارثة البرج حالة واسعة من الدعم الإنساني، شملت التبرعات المالية والعينية، والتي حددت لها مقار وضعت فيها. كذلك تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لكميات التبرعات العينية، إضافة إلى فيديوهات تشكر المتبرعين وتؤكد عدم الحاجة إلى المزيد منها، قبل أن يصار إلى توزيع الموجود حتى الآن.



وأكدت الإدارة الملكية لكينغستون وشيلسي، أن سكان البرج الذين طلبوا المساعدة حجزت لهم أماكن إقامة مؤقتة في الفنادق، ريثما يتم تأمين مساكن بديلة، وأوضحت أنها ملتزمة بتوفير المساعدات الآنية والبعيدة الأجل لسكان البرج المتضررين، وإعادة إسكانهم في منازل جيدة بأسرع وقت ممكن.

دلالات