بالتزامن مع عمليات التهجير القسري التي مارستها قوات النظام السوري وحلفاؤها بحق أهالي الغوطة الشرقية، والتي وثقت بتقنيات البث المباشر بأسلوب لا يخلو من المسرحة والدراما، كان هناك عرض درامي آخر يتناول الموضوع ذاته في مدينة بيروت، وهو عرض "7 دقائق" الذي استضافه مسرح المدينة. العرض المسرحي أفضل من الناحية الفنية، ولكنه لا يقل قسوةً عن المشاهد المفتعلة التي تبثها فضائيات إعلام النظام السوري؛ حيث نقل العرض جزءا من حياة هؤلاء الضحايا في مرحلة الحصار إلى قاعة القبو في مسرح المدينة من خلال عرض تجهيز أو "إنستليشن آرت". والعرض من إعداد وتقديم منظمة "دولتي" بالتعاون مع منظمة "النساء الآن".
التقى فريق "العربي الجديد" بالقائم على المشروع، اللبناني أحمد صالح، والذي تشارك بإعداد المشروع مع أعضاء آخرين من فريق منظمة "دولتي"، واستهل حديثه وتعريفه بالمشروع من خلال الحديث عن المنظمة حيث قال: "بدأت منظمة "دولتي" عملها سنة 2012 ومعظم كادرها كان من السوريين، الذين كانوا لا يزالون يعيشون داخل سورية، وبعضهم ممن انتقلوا إلى لبنان، وكان عمل المنظمة يتمحور حول دعم الناشطين السوريين غير العنفيين ودعم عمليات العصيان المدني، وكان من أهدافنا التخطيط لشكل سورية بعد رحيل النظام، حيث كنا نعتقد بأن هناك تغييرا جذريا سيحدث، ولذلك بدأنا بالعمل على مفهوم العدالة الانتقالية". ويضيف: "بعد 2012 أو 2013، أي بعد أن أصبح الصراع في سورية مسلحاً، تابعنا عملنا على العدالة الانتقالية مع زيادة الاهتمام بمشاركة الفئات المهمشة، وفي الوقت الحالي فإن تركيزنا أصبح ينصب على جيل الشباب وعلى النساء. سنة 2016 بدأنا بالعمل على مشروع التاريخ الشفوي، وهو مشروع اخترنا العمل عليه مع تطور الصراع على المدى الطويل، فنحن كنا نتساءل ماذا يمكن أن يحدث بعده؟ فآليات الصراع تغيرت، إذ كنا نعتقد بإمكانية التغيير الجذري، ولكن الآن لم نعد نؤمن بإمكانية تحقيق ذلك؛ لذا فإننا بدأنا بالتفكير بالبحث عن إمكانيات التغيير في مرحلة ما بعد الصراع، ولا سيما على مستوى البنى التحتية. واحدة من الأمور التي فكرنا باستثمارها هي مفهوم الذاكرة، فنحن نعرف من خلال التجارب التي حدثت بالعديد من الدول أن نوع الخطاب الذي ينتج بعد هذه المرحلة له دور هام بنوع العدالة التي سنطالب فيها؛ لذلك فإن الاستثمار بذاكرة الناس في ظل الصراع يساعد على تحديد شكل الخطاب، ويزيد من مشاركتهم المدنية والسياسية في المرحلة القادمة. ففي 2016 بدأنا بهذا المشروع، والذي يقوم على جمع شهادات من الناس في ظل الصر اع، أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، وذلك لأن هذه الأعمار عادة لا يتم استهدافها في المشاركات السياسية، وكذلك ركزنا على النساء اللواتي على صلة قربى بمعتقلين أو مخطوفين أو مغيبين، لأن هذه الفئة لديها الكثير من العوائق في تجاربها الشخصية، ولأن هذه الفئة تأثرت كثيراً بالصراع بسبب حالة الفقدان. طبقنا هذا المشروع على العديد من المناطق في سورية ونتطلع بالوقت الحالي إلى العمل مع أفراد في الخارج".
وفيما يتعلق بعرض التجهيز "7 دقائق" يقول: "بالنسبة للمعرض فهو أحد المخرجات المبنية على أرشيف مشروع التاريخ الشفوي الذي أقامته "دولتي"، وهو محاولة لاستثمار هذا الأرشيف لنخرج بمخرجات نستخدم فيها أصوات الأشخاص وبعض الشهادات، لنختبر إمكانيتها بترك أثر. والمعرض جاء بالوقت الحالي كنتيجة للوضع الحالي القائم في الغوطة، فمن جهة هو نتيجة لرغبتنا في تقديم أي شيء بالوقت الحالي، رغم إدراكنا صعوبة تقديم شيء فعلي بالوقت الحالي، وهو محاولة مبنية على الأرشيف تهدف لتغيير نوع الخطاب والرسائل التي تصلنا في الظرف الحالي، ومن جهة هو يهدف لتوثيق ما يحدث بالوقت الحالي وآثار ما يحدث على المدنيين، لنضيء على الجانب الإنساني الموجود في ظل الصراع السياسي والعسكري الدائر؛ فالصراع اليوم ليس صراعا سياسيا بحتا، بل له أبعاد إنسانية واجتماعية".
اقــرأ أيضاً
وعن أهمية نقل الوثائق للجمهور عن طريق المسرح والعروض الحية، ونوع الجمهور الذي يستهدفه العرض يقول صالح: "هذا يمثل السؤال الأكبر بالنسبة لنا. نحن بدأن بالعمل على التاريخ الشفوي سنة 2016، وجربنا أن نستفيد من تجارب باقي المنظمات التي تعمل على نفس الموضوع ونتعلم منها. في معظم هذه التجارب تكون وظيفة المشروع حفظ الذاكرة إلى ما بعد الصراع، في حين أننا نحاول أن نستثمر في تلك الذاكرة والصراع لا يزال مستمراً؛ وذلك خلق لدينا التساؤل: هل بإمكاننا أن نستخدم هذه الوثائق الآن؟ وإن كان بإمكاننا أن نستخدمها، كيف يتوجب علينا أن نستخدمها؟ فعلياً هناك العديد من المسارات التي من الممكن أن نسير بها، ومنها المسار السياسي، فمن الممكن أن نقيم نوعا من الحملات للمناصرة، ومن الممكن أيضاً أن نسير بمسار اجتماعي، وكذلك هناك المسار الفني الذي اخترناه، لأنه يخلق نوعاً من النقاش حول هذه الذاكرة. ولكن ما هي الآليات التي من الممكن أن نستخدمها؟ المسرح ومسرح التجهيز وغيرها، هي آليات فنية التي من الممكن أن نستخدمها، وبالنسبة لعرضنا فإن الفئة المستهدفة هي جمهور المسرح عموماً، وأي شخص يرغب بالدخول بتجربة هذه الجولة التي تمتد على سبع دقائق. هذه الفئة عادةً ما تحصل على معلوماتها عن طريق الإعلام، الذي يغيب عادةً جوانب من الحقيقة، ولا ينقل الصورة كما هي، لذلك فإن العرض يأتي كتكملة لما نعرفه عن الواقع؛ ولهذا اخترنا أن نقيم الـ"أنستليشن" في مسرح المدينة، لأننا شعرنا بأنه يناسب الرسالة التي نريد إيصالها".
التقى فريق "العربي الجديد" بالقائم على المشروع، اللبناني أحمد صالح، والذي تشارك بإعداد المشروع مع أعضاء آخرين من فريق منظمة "دولتي"، واستهل حديثه وتعريفه بالمشروع من خلال الحديث عن المنظمة حيث قال: "بدأت منظمة "دولتي" عملها سنة 2012 ومعظم كادرها كان من السوريين، الذين كانوا لا يزالون يعيشون داخل سورية، وبعضهم ممن انتقلوا إلى لبنان، وكان عمل المنظمة يتمحور حول دعم الناشطين السوريين غير العنفيين ودعم عمليات العصيان المدني، وكان من أهدافنا التخطيط لشكل سورية بعد رحيل النظام، حيث كنا نعتقد بأن هناك تغييرا جذريا سيحدث، ولذلك بدأنا بالعمل على مفهوم العدالة الانتقالية". ويضيف: "بعد 2012 أو 2013، أي بعد أن أصبح الصراع في سورية مسلحاً، تابعنا عملنا على العدالة الانتقالية مع زيادة الاهتمام بمشاركة الفئات المهمشة، وفي الوقت الحالي فإن تركيزنا أصبح ينصب على جيل الشباب وعلى النساء. سنة 2016 بدأنا بالعمل على مشروع التاريخ الشفوي، وهو مشروع اخترنا العمل عليه مع تطور الصراع على المدى الطويل، فنحن كنا نتساءل ماذا يمكن أن يحدث بعده؟ فآليات الصراع تغيرت، إذ كنا نعتقد بإمكانية التغيير الجذري، ولكن الآن لم نعد نؤمن بإمكانية تحقيق ذلك؛ لذا فإننا بدأنا بالتفكير بالبحث عن إمكانيات التغيير في مرحلة ما بعد الصراع، ولا سيما على مستوى البنى التحتية. واحدة من الأمور التي فكرنا باستثمارها هي مفهوم الذاكرة، فنحن نعرف من خلال التجارب التي حدثت بالعديد من الدول أن نوع الخطاب الذي ينتج بعد هذه المرحلة له دور هام بنوع العدالة التي سنطالب فيها؛ لذلك فإن الاستثمار بذاكرة الناس في ظل الصراع يساعد على تحديد شكل الخطاب، ويزيد من مشاركتهم المدنية والسياسية في المرحلة القادمة. ففي 2016 بدأنا بهذا المشروع، والذي يقوم على جمع شهادات من الناس في ظل الصر اع، أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، وذلك لأن هذه الأعمار عادة لا يتم استهدافها في المشاركات السياسية، وكذلك ركزنا على النساء اللواتي على صلة قربى بمعتقلين أو مخطوفين أو مغيبين، لأن هذه الفئة لديها الكثير من العوائق في تجاربها الشخصية، ولأن هذه الفئة تأثرت كثيراً بالصراع بسبب حالة الفقدان. طبقنا هذا المشروع على العديد من المناطق في سورية ونتطلع بالوقت الحالي إلى العمل مع أفراد في الخارج".
وفيما يتعلق بعرض التجهيز "7 دقائق" يقول: "بالنسبة للمعرض فهو أحد المخرجات المبنية على أرشيف مشروع التاريخ الشفوي الذي أقامته "دولتي"، وهو محاولة لاستثمار هذا الأرشيف لنخرج بمخرجات نستخدم فيها أصوات الأشخاص وبعض الشهادات، لنختبر إمكانيتها بترك أثر. والمعرض جاء بالوقت الحالي كنتيجة للوضع الحالي القائم في الغوطة، فمن جهة هو نتيجة لرغبتنا في تقديم أي شيء بالوقت الحالي، رغم إدراكنا صعوبة تقديم شيء فعلي بالوقت الحالي، وهو محاولة مبنية على الأرشيف تهدف لتغيير نوع الخطاب والرسائل التي تصلنا في الظرف الحالي، ومن جهة هو يهدف لتوثيق ما يحدث بالوقت الحالي وآثار ما يحدث على المدنيين، لنضيء على الجانب الإنساني الموجود في ظل الصراع السياسي والعسكري الدائر؛ فالصراع اليوم ليس صراعا سياسيا بحتا، بل له أبعاد إنسانية واجتماعية".
وعن أهمية نقل الوثائق للجمهور عن طريق المسرح والعروض الحية، ونوع الجمهور الذي يستهدفه العرض يقول صالح: "هذا يمثل السؤال الأكبر بالنسبة لنا. نحن بدأن بالعمل على التاريخ الشفوي سنة 2016، وجربنا أن نستفيد من تجارب باقي المنظمات التي تعمل على نفس الموضوع ونتعلم منها. في معظم هذه التجارب تكون وظيفة المشروع حفظ الذاكرة إلى ما بعد الصراع، في حين أننا نحاول أن نستثمر في تلك الذاكرة والصراع لا يزال مستمراً؛ وذلك خلق لدينا التساؤل: هل بإمكاننا أن نستخدم هذه الوثائق الآن؟ وإن كان بإمكاننا أن نستخدمها، كيف يتوجب علينا أن نستخدمها؟ فعلياً هناك العديد من المسارات التي من الممكن أن نسير بها، ومنها المسار السياسي، فمن الممكن أن نقيم نوعا من الحملات للمناصرة، ومن الممكن أيضاً أن نسير بمسار اجتماعي، وكذلك هناك المسار الفني الذي اخترناه، لأنه يخلق نوعاً من النقاش حول هذه الذاكرة. ولكن ما هي الآليات التي من الممكن أن نستخدمها؟ المسرح ومسرح التجهيز وغيرها، هي آليات فنية التي من الممكن أن نستخدمها، وبالنسبة لعرضنا فإن الفئة المستهدفة هي جمهور المسرح عموماً، وأي شخص يرغب بالدخول بتجربة هذه الجولة التي تمتد على سبع دقائق. هذه الفئة عادةً ما تحصل على معلوماتها عن طريق الإعلام، الذي يغيب عادةً جوانب من الحقيقة، ولا ينقل الصورة كما هي، لذلك فإن العرض يأتي كتكملة لما نعرفه عن الواقع؛ ولهذا اخترنا أن نقيم الـ"أنستليشن" في مسرح المدينة، لأننا شعرنا بأنه يناسب الرسالة التي نريد إيصالها".