لم تنجح مساعي لوي اليو، النائب الثاني لرئيس حزب "الجبهة الوطنية" في إخماد النار التي اشتعلت منذ أيام بين مؤسس الحزب جان-ماري لوبان وابنته، رئيسة الحزب الحالية مارين لوبان، بعد التصريحات التي أطلقها والدها حول غرف الغاز وعدم خيانة الماريشال بيتان، إضافةً إلى وصفه لمانويل فالس رئيس الحكومة الفرنسية الحالي بالـ "نازح، والفرنسي منذ ثلاثين سنة فقط".
شكّلت "حرب الكلمات الساخنة" بين الوالد وابنته مادة جدل واسعة أحسنت الصحافة الفرنسية استغلالها، لتصوّر خلافاً عائلياً - سياسياً بشكل هزلي. هذا الأمر، أزعج مناصري "الجبهة الوطنية" الذين أظهر استطلاع للرأي نهار السبت الفائت رغبة 67 بالمائة منهم في خروج مؤسس الحزب جان ماري من عضوية الحزب. ويعتبر هؤلاء أنه في الوقت الذي تسعى فيه مارين إلى تلميع صورة الحزب تأتي تصريحات والدها لتقضي على أي فرصة في التغيير الإيجابي.
في مقابلة أجرتها صحيفة "ريفارول" الأسبوعية اليمينية التي أُدينت أخيراً بالتحريض على معاداة السامية، ردّ لوبان الأب على تنديدات ابنته وأعضاء آخرين في الحزب بتعليقاته، بقوله عن نفسه "أنت تتعرض للخيانة من جانب ذويك فقط". وأضاف لوبان: "السيدة لوبان باتت تخضع للنظام السياسي رغم انتقادها له وعندما تتغير سياستها يعني أنها لم تحافظ على خصوصية الحزب وصورته".
كذلك انتقد لوبان القياديين الذين اختارتهم ابنته في أعلى مراتب الجبهة الوطنية، معتبراً أن بينهم "مثليي جنس يوحون بلوبي بألوان قوس قزح" (رمز المثليين) وقال: "هذا يسيء إلى الجبهة وتاريخها".
كذلك انتقد لوبان القياديين الذين اختارتهم ابنته في أعلى مراتب الجبهة الوطنية، معتبراً أن بينهم "مثليي جنس يوحون بلوبي بألوان قوس قزح" (رمز المثليين) وقال: "هذا يسيء إلى الجبهة وتاريخها".
صحيفة Ouest France عنونت على صفحتها الأولى: "الجبهة الوطنية: حرب مفتوحة بين الوالد وابنته". وفي مقال مطوّل شرح تيري ريشار أسباب التباعد بين الأب "الفوضوي" والابنة "الضعيفة". وأضاف: "منذ أن سلّم رئاسة الحزب لابنته سنة 2011، أصبح جان-ماري يهوى الانزلاق، هفواته التي تشبه صوت البجع في موسم الهجرة ستجعل من الحفيدة ماريون أكثر قدرة على كسب الترشيح في الانتخابات المحلية".
أما Le Figaro، يمينية الهوى، فقد كتبت عن الموضوع قائلة: "الجبهة الوطنية تعيش أياماً عصيبة: القطيعة العائلية تعصف بالحزب".
وكان ايڤ تريار الصحافي في الجريدة، قد غرّد على "تويتر" بعد اشتعال الخلاف مساء الخميس الماضي، قائلاً: "بإمكان الجبهة الوطنية أن تقدم نفس المشهد الذي تقدمه بقية الأحزاب مع فارق بسيط أنّ العرض الحالي فيه هزل كبير لأن الخلاف حاصل بين أب وابنته".
على مقلب آخر، رأت Libération اليسارية، أنّ الخلاف مضحك ولا يتعدى كونه تدرّجاً بيولوجياً طبيعياً يحكمه صراع الأجيال وأشياء أخرى. وقال لوران جوفرين صحافي "ليبراسيون" حول الخلاف الحاصل: "إذا كانت معاداة السامية مرفوضة عند الجبهة الوطنية فإنّ نهج الحزب لم يتغيّر أبداً.. الأحكام المسبقة والعنصرية تجاه غير الفرنسي أو الفرنسي المجنّس ما زالت أوضح صورة عن حزب لوبان".
على مواقع التواصل الاجتماعي، اصطفّ محازبو الجبهة خلف رئيسة الحزب واعتبروا أنّ تصريحات جان-ماري تسيء إلى مبادئ الجمهورية الخامسة قبل أن تسيء إلى الحزب، فيما عبّر جيل من "القدماء" في الحزب عن دعمهم للمؤسس.
وكتب رئيس قطاع الشباب في الحزب في باريس على صفحته على "فيسبوك": "جان-ماري هو المؤسس وهو يحظى بشعبية كبيرة لدى المناضلين، لست مع قرار فصله لكنني أرى تصريحاته متسرعة نوعاً ما".
وكان المكتب التنفيذي للجبهة قد انعقد بدعوة من مارين لوبان وحدّد يوم 17 الجاري موعداً لاستنطاق لوبان الأب أمام هيئة تأديبية قد تفضي إلى قرار فصله نهائياً من الحزب.
اقرأ أيضاً: يمين فرنسا ويسارها يرتبان الداخل بعد انتخابات الأقاليم
وكتب رئيس قطاع الشباب في الحزب في باريس على صفحته على "فيسبوك": "جان-ماري هو المؤسس وهو يحظى بشعبية كبيرة لدى المناضلين، لست مع قرار فصله لكنني أرى تصريحاته متسرعة نوعاً ما".
وكان المكتب التنفيذي للجبهة قد انعقد بدعوة من مارين لوبان وحدّد يوم 17 الجاري موعداً لاستنطاق لوبان الأب أمام هيئة تأديبية قد تفضي إلى قرار فصله نهائياً من الحزب.
اقرأ أيضاً: يمين فرنسا ويسارها يرتبان الداخل بعد انتخابات الأقاليم