سان لورينزو عرف نصف الإجابة.. فأعاد راموس نفس السؤال

21 ديسمبر 2014
مشاهد من المباراة النهائية لمونديال الأندية (العربي الجديد)
+ الخط -

انتهى العام 2014 بالبطولة المونديالية، وفاز ريال مدريد بالكأس الرابعة له في أفضل سنة عاشها جمهوره خلال الألفية الأخيرة، فالإيطالي كارلو أنشيلوتي نجح في قيادة الفريق إلى بطولة الكأس، ثم دوري أبطال أوروبا، فالسوبر الأوروبي، وأخيراً بطولة العالم للأندية، ليكتب اسمه وسط سجلات العمالقة على جدران ملعب "سانتياجو برنابيو".

# تجربة استوديانتس
اكسب قبل أن تلعب، مثل شهير استخدمه فريق استوديانتس خلال النصف الثاني من القرن العشرين، لعب تجاري وإغلاق كامل لمنافذ الملعب، عدم الصعود للهجوم والاعتماد على أخطاء المنافس واستفزازه لإخراجه بعيداً عن جو المباراة، مع الضرب تحت الحزام والاستفزاز بالكلام والأفعال حتى يسيطروا تماماً على المباراة من البداية إلى النهاية.

وبصفته بطل أميركا الجنوبية فكان يلعب مباريات دولية مع الأندية الأوروبية في الإنتركونتيننتال، وبعد هزيمته أمام ميلان، خرج ثلاثة لاعبين من الفريق الإيطالي في سيارة الإسعاف نتيجة عنف لاعبي استوديانتس، مما دفع بعض الأندية الأوروبية في ما بعد لعدم المشاركة في المباريات القارية خشية التعرض لإصابات.

وفاز الفريق اللاتيني ببطولات عديدة لكنه ترك سمعة سيئة بين منافسيه، الواقعية في أصعب صورة لها، لا يهم كيف تفوز بل المهم أن تفوز. هذه الطريقة في الأداء سيطرت على الأوساط الكروية الرياضية في الأرجنتين خلال فترة ما قبل ظهور المدرب الحالم سيزار لويس مينوتي، الرجل الذي قاد راقصي التانجو إلى ذهب مونديال 74.

# شرف المحاولة
تلعب أندية أميركا الجنوبية باستراتيجية واحدة خلال مونديال الأندية، البداية بصعوبة بالغة وتحقيق فوز بشق الأنفس مع توفير كل الطاقات للمباراة النهائية، التي تُلعب في الغالب أمام فريق أوروبي منتشي بفوزه بدوري الأبطال، وهذا ما فعله فريق سان لورينزو حرفياً خلال البطولة الحالية بالمغرب، لكنه فشل بالنهاية في خطف اللقب من فم الفريق الملكي المدريدي.

إدواردو باوزا، المدرب صاحب الصيت الكبير في القارة المنسية، وذلك بسبب فوزه ببطولتي ليبرتادوريس مع كويتو وسان لورينزو، حاول خنق المباراة من البدايات بخطة لعب (4-3-2-1)، التي تتحول في معظم الأوقات إلى (4-5-1) صريحة، بوجود خطّي دفاع أمام مرمى من أجل إغلاق كافة المساحات في الخطوط وبينها، ومحاصرة الأسماء القادرة على صنع الفارق كإيسكو ورودريجيز.

أما الثلاثي بنزيما، رونالدو، بيل، فدائماً يحتاج إلى الفراغات للحركة وضرب الخصوم، وهذا الأمر لم يكن متوافراً أمام فريق البابا، وبالتالي توتّرت المباراة في أغلب الوقت خصوصاً في الشوط الأول، وسارت وفق ما يريد باوزا حتى جاء الحل عن طريق كلمة السر، راموس بالتخصص.

# متلازمة راموس
قدّم راموس أداءً عادياً في المباراة الأولى وتسبب في ركلة جزاء حصل بسببها على بطاقة صفراء، وكان من الممكن تحولها إلى حمراء في حالة وجود حكم يطبق قوانين اللعبة بحذافيرها، لكن روح القانون كفلت للمدافع الخبير التواجد في النهائي، لينقذ ريال مدريد مرة أخرى ويحرز الهدف الذي فتح المباراة وجعل فريقه في وضع أفضل بين الشوطين.

من الممكن أن تُخطئ وتتسبب في كوارث حقيقية، لكن تسجيل هدف واحد يعطيك الأريحية الكاملة، وهذا ما أوجده راموس في مونديال الأندية لهذا العام، فالفريق الأرجنتيني بنى كل خطته على استفزاز لاعبي الريال وتضييق المساحات عليهم والخروج بالتعادل حتى أقصى درجة ممكنة، لكن هدف الكابتن الثاني في مدريد أنهى التوليفة اللاتينية مبكراً.

وكما سجل راموس في لشبونة، كرر العمل من جديد في المغرب، ليؤكد أن الرأسيات سر من أسرار تفوّق الملكي خلال عام 2014، وبكل تأكيد تحسن الفريق بشكل واضح على مستوى بناء الهجمة وتواجد مهارات قادرة على التلاعب بالكرات، لكن وقت الأزمات التي ينخفض فيها مستوى النجوم الكبار، يأتي الحل دائماً من ضربة ركنية أو لعبة ثابتة، ليكون هذا الموسم أبيض مدريدي بامتياز.

# نظام صارم
وضع كارلو أنشيلوتي نظاماً تكتيكياً مميزاً ومتحركاً، ومهما كانت الغيابات فإن ريال مدريد يقدم عروضاً مقبولة ويستمر في الفوز بالمباريات، سواء في الدوري الإسباني أو مونديال الأندية ورغم إصابة نجم كبير بقيمة مودريتش إلا أن الميرينجي توصل إلى خلطة جديدة سهّلت عليه حل كافة المشاكل خلال مباراتي كروز أزول وسان لورينزو.

في المقابل يمتاز إيسكو بكونه لاعباً شاملاً، يجيد اللعب في كافة مراكز الوسط والهجوم، ويتمتع كروس بنزعة تكتيكية تقوده إلى شغل مركزي الارتكاز الصريح وصانع اللعب المتأخر في آن واحد، لذلك، كما اعتمد ساكي في الماضي على ثنائي وسط ضد التخصص، يحاول تلميذه كارلو إعادة الكرة مرة أخرى من خلال الدفع بمجموعة لاعبين تمثل فكرة العالمية في اللعبة.

لكن تبقى المشكلة الرئيسية بدون الكرة، خصوصاً إذا فقدها الريال بشكل كبير، لأن المنطقة بين خط الوسط والدفاع من الممكن أن تسبب أخطاء معقّدة أمام أنشيلوتي، ويبقى الفوز هو العنوان الأهم الذي يقضي على أي انتقادات قد تطول أداء الفريق، لأن شعار المرحلة الحالية يكمن في كلمتين، عاش الفائز.

المساهمون