ساعات تفصل اسكتلندا عن مستقبلها

18 سبتمبر 2014
أصوات المترددين تحسم مستقبل اسكتلندا (مارك روناكلز/getty)
+ الخط -

بدأ العد العكسي لتحديد مستقبل اسكتلندا ومعها بريطانيا العظمى، منذ بزوغ فجر اليوم، وانطلاق التصويت على انفصال البلاد؛ ساعات قليلة، وتكشف صناديق الاقتراع عن أي مستقبل اختاره الاسكتلنديون: الانفصال عن بريطانيا أو البقاء في عرينها.

وانتظم منذ الساعات الباكرة من صباح اليوم، الآلاف من الاسكتلنديين أمام مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً، لتستقبل المقترعين في كافة أنحاء اسكتلندا حتى تمام الساعة العاشرة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي.

ويتوقع أن يشارك في الاستفتاء حوالى 4.29 مليون شخص من الاسكتلنديين وغيرهم من المقيمين الحاصلين على حق التصويت، بما في ذلك حوالى نصف مليون شخص مقيمين في اسكتلندا وينحدرون من إنجلترا، شمال إيرلندا، وويلز.

ويتوقع أن تتجاوز نسبة الإقبال الـ97 في المئة من المقترعين المسجلين، والذين تتجاوز أعمارهم الـ16 عاماً.

وتحمل بطاقات الاستفتاء سؤالاً مباشراً يتعلق بالموافقة أو عدم الموافقة على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.

ورغم أن استطلاعات الرأي التي أُجريت في الساعات القليلة الماضية، أظهرت تقدماً طفيفاً لصالح المعارضين للانفصال، غير أن الصحافة البريطانية أجمعت صباح اليوم، على ألا شيء واضح بعد، بل إن صحيفة "مايل أون لاين" كتبت على موقعها الإلكتروني، أن نتائج الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن "مستقبل الاتحاد البريطاني معلق في الهواء".

وأظهر آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "ابسوس موري" أن معسكر المعارضين للانفصال يتقدم بنسبة 51 في المائة، غير بعيد عن معسكر المؤيدين للاستقلال الذي حقق ما نسبته 48 في المائة.

ولا تبتعد نتائج استطلاع "أبسوس موري" عن نتائج آخر استطلاعين للرأي أجرتهما مؤسستا "آي.سي.إم" و"سارفيشن" لحساب صحيفتي "سكوتسمان" و"ديلي ميل الاسكتلندية" على التوالي، واللذين أظهرا أن نسبة المؤيدين لبقاء اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة ارتفعت إلى 52 في المائة مقابل 48 في المائة يؤيدون الاستقلال.

وأجمعت الصحافة البريطانية صباح اليوم، على أنّ الفارق البسيط بين معسكري المؤيدين للانفصال والمعارضين له سيبقى رهن الناخبين الذي لم يحسموا موقفهم حتى اللحظة. وحسب صحيفتي "ذا غارديان" و"ذا دايلي ميل"، فإن حوالي 170 ألف شخص من المسجلين للاقتراع لم يحسموا موقفهم حتى صباح اليوم.

وقد صعد الحزب القومي الاسكتلندي خلال الساعات الأخيرة من وتيرة حملته الدعائية، داعياً الاسكتلنديين إلى التصويت بـ"نعم" خلال الاستفتاء الذي وصفه زعيمه أليكس سالموند بالفرصة التي قد لا تتكرر.

وقالت حملة "نعم لاستقلال اسكتلندا" إنّها وزعت خلال اليومين الماضيين 2.6 مليون منشور دعائي، ورفعت 300 لوحة دعائية في معظم الشوارع الرئيسية في كل المدن الاسكتلندية، مع الرفع من وتيرة الحملات الإعلانية في الصحف المحلية، بالإضافة الى توجيه 1.2 مليون رسالة بالبريد تستهدف المتقاعدين.

أما حملة "معاً أفضل" المعارضة لاستقلال اسكتلندا، فاعترفت أن جهودها الدعائية كانت أقل مستوى، بحيث اقتصرت على 200 لوحة دعائية في الشوارع والساحات العامة، و1.5 مليون منشور دعائي.

يذكر أن اللجنة المنظمة للاستفتاء اشترطت على الحملات الدعائية سقف إنفاق لا يتعدى 1.5 مليون جنيه استرليني طيلة فترة الحملات الدعائية التي امتدت على مدار 16 أسبوعاً.

وامتازت الساعات الأخيرة من الحملات الدعائية بارتفاع حدّة الاتهامات المتبادلة بين قيادات الأحزاب البريطانية من جهة، وقيادة الحزب القومي الاسكتلندي، من جهة ثانية.

وفيما وصف رئيس الوزراء الأسبق، جوردن براون، زعماء الحزب القومي الاسكتلندي بـ"الكاذبين"، قال رئيس حزب العمال البريطاني المعارض، إيد ميليباند: إن الحزب القومي يقود حملة تعبئة "بشعة".

في المقابل، اتهم قادة الحزب القومي الاسكتلندي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأعضاء حملة "معاً أفضل" المعارضة للانفصال باستخدام أساليب بشعة من الترغيب والترهيب لدفع المقترعين للتصويت ضدّ الاستقلال.

غير أن استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" كشف أنّ 46 في المائة من أنصار حملة "لا" قالوا إنهم شعروا بالتهديد الشخصي من قبل أنصار حملة "نعم". في المقابل قال 24 في المائة من أنصار "نعم" إنهم شعروا بالخوف والتهديد الشخصي من قبل أنصار حملة "لا".

كما قال 49 في المائة من أنصار "نعم" إنهم شعروا بعدم القدرة على التعبير عن آرائهم بحرية خلال الحملات الدعائية، في المقابل قال 76 من أنصار حملة "نعم" إنهم تمكنوا من التعبير عن آرائهم بحرية تامة خلال الحملات الانتخابية.

المساهمون