(ساري وأليغري-سوزا ومانشيني).. حرب تكتيكية تجبرك على مشاهدة الكالتشو

23 يناير 2016
(منافسة رباعية/ غيتي/ العربي الجديد)
+ الخط -

يقبع فيورنتينا في المركز الرابع بالكالتشيو، ورغم تفوق الفريق في بداية الموسم ومنافسته على الصدارة، إلا أنه تراجع بوضوح في الآونة الأخيرة، ليهبط قليلا إلى الخلف، لكنه لا يزال برفقة ركب المتصدرين، تحت قيادة فنية للمدرب الرائع باولو سوزا، المدرب الذي أضاف الكثير إلى الكرة الإيطالية في فترة زمنية قصيرة، بعد قدومه من بازل السويسري.


المرونة التكتيكية
من الصعب تحديد خطة واحدة للفيولا، صحيح 3-4-2-1 هي الأساس، بالرهان على ثلاثي دفاعي صريح رفقة ثنائي الأجنحة على الخط، لكن يمتاز فارس فلورانسا بتنوع تكتيكي مبهر، بعودة واحد من ثنائي الارتكاز إلى الخلف، فيتشينو أو سواريز هما الأفضل للقيام بهذا الدور، مع الضرب من الأطراف بالثنائي ألونسو وبيرنارديسكي.

فاجأ سوزا الجميع هذا الموسم بالمهاجم الرائع كالينيتش، رقم 9 حقيقي، هداف ومتحرك، ويلعب خلفه ثنائي متنوع، ليليتش المميز بالكرة، وفاليرو صاحب الأداء المباشر، لكن الفريق يعاني من بعض السلبيات، أهمها ضعف الدكة مع انخفاض مستوى روسي نتيجة كثرة الإصابات، وبالتالي كلما تعقدت الأمور، لا يقدر أبدا سوزا على العودة، كما حدث أمام ميلان في سان سيرو.

صحيح أن باولو مدرب رائع، وهناك أسماء مميزة في التشكيلة بوجه عام، لكن لا يوجد أيضا لاعب يستطيع حمل المجموعة في الأوقات المعقدة، أو إنهاء الأمور بشكل غير متوقع، كما يفعل ديبالا في يوفنتوس، أو هيغواين مع نابولي، لذلك من الممكن أن يظل الفيولا داخل دائرة الضوء، لكن دون سكوديتو في النهاية.


كاتيناتشو جديد
"هدف واحد يكفي"، هكذا كان شعار الإنتر هذا الموسم في الدوري الإيطالي، فالفريق يفوز بشق الأنفس في مباريات عديدة، ولا يقدم أبدا أداء فنيا رفيع المستوى، ورغم أنه حقق الأهم بخطف الثلاث نقاط في أكثر من مواجهة، إلا أنه سقط في فخ السلبية خلال المواجهات الأخيرة، ليتنازل عن المركز الأول إلى نابولي، ويخطف يوفنتوس المركز الثاني من بعيد.

يملك مانشيني خبرة عريضة في الكرة الإيطالية، رجل له ثقل حقيقي سواء كلاعب أو كمدرب، هو "براغماتي" واقعي في المطلق، لا يغامر ولا يبتكر، فقط يفتش عن الفوز ولا شيء غيره، لذلك ينتقد بشدة المدربين الهجوميين، ويصر على تطبيق أفكاره التي تجعله يستعبد كوندوبيا في بعض المباريات من أجل فيبلي ميلو، الغاية تبرر الوسيلة بالنسبة لقائد الأفاعي.

عمق الإنتر ليس بالضعيف بالنسبة لبقية المنافسين، أسماء مثل يوفيتيتش، إيكاردي، بروزوفيتش تستطيع المنافسة حتى النهاية في المباريات المعقدة، لكن فريق مانشيني ليس بالشجاع عندما يلزم الأمر ذلك، وكأنه يلعب الكرة الحديثة وفق قواعد انتهت منذ فترة، يطلب المرتدات في زمن "الكونتر برسينج"، لذلك تحدث الفجوة كلما اشتدت المنافسة.

يلعب الفريق الآخر في ميلانو بمقامرة واضحة، الأداء التجاري يساعده في بعض المباريات، لكن يخذله أيضا في مباريات أخرى، ليظهر بصورة منافس على اللقب لا بطل يريد انتزاع الدوري، وهنا الفارق الرئيسي بينه وبين المتصدرين، الإنتر سعيد بالمنافسة وغيره يريد فقط البطولة.


شخصية البطل
عاد يوفنتوس من بعيد، من المراكز المتأخرة بسلم الترتيب إلى المركز الثاني في يناير/ كانون الثاني، عمل كبير يُحسب للطاقم الفني بقيادة المتمرس ماسيمو أليغري، الرجل الهادئ الذي يحسب خطواته جيدا، ويسير بثبات نحو القمة، رغم النتائج الكارثية في الأسابيع الأولى.

رحل بيرلو إلى أميركا، وتأثرت طريقة يوفنتوس بغياب النجم الكبير لبعض الوقت، كذلك تيفيز الذي قرر العودة إلى موطنه في الأرجنتين، لكن إدارة يوفنتوس تعرف دائما ما تريد، لذلك جلبت مجموعة من الأسماء التي تسمح للمدرب باستخدام أكثر من تكتيك خلال المباراة الواحدة، وهذا ما ساعد السيدة العجوز على إعادة ترتيب الأوراق مؤخرا.

ديبالا نصف مهاجم ونصف صانع لعب، ساندرو ظهير وجناح، سامي خضيرة لاعب ارتكاز مساند وبوكس تو بوكس، وهكذا معظم الأسماء الجديدة، ليلعب أليغري بأكثر من خطة، 3-5-2، 4-4-2، 4-3-3، ويستفيد أيضا من دكة بدلاء قوية لا تتوافر مع كل منافسيه، فأسماء بقيمة كوادرادو، موراتا، هيرنانديز، كفيلة بترجيح كفة فريقها مهما كانت التعقيدات.

شخصية يوفنتوس هي الأساس، هي من أعادته إلى سباق الصدارة، وهي من سترجح كفته في نهاية المشوار، لأن الفريق يمتاز بسياسة "النفس الطويل"، النغمة الأساسية في تكتيكه، و"النشاز" بالنسبة لمعظم منافسيه، في سباق مختلف هذه المرة.


جنون الجنوب
نابولي ماوريزيو ساري، أمتع فريق إيطالي هذا الموسم، قليل جدا من يهتم بزوايا التمرير وأهمية اللعب الجريء في إيطاليا، الفريق الهجومي يجب أن يملك أكبر عدد ممكن من زوايا التمرير، حامل الكرة حوله 4 لاعبين في موضع مميز، مع ثنائي آخر بالهجوم أمام منطقة جزاء الخصم، زوايا أفضل، تمريرات أنجح، فرص أخطر، وبالطبع أهداف أغزر.

يسجل هيغواين أهدافاً عديدة، هو الهداف الأول في الدوريات الكبرى، ويقدم الثنائي ألان وهامسيك أداء استثنائيا في الوسط، كذلك أعاد ساري اكتشاف جورجينيو في خانة الارتكاز، ليلعب فرسان الجنوب بخطة 4-3-3، مع متعة مستمرة أمام كل المنافسين، ورغم الخروج في الكأس أمام إنتر، إلا أن نابولي له فرصة كبيرة حتى الآن في الدوري.

يمتاز الفريق الجنوبي بقوة أسمائه، الميزة التي يتفوق بها على فريق مثل فيورنتينا، كذلك يقوده مدرب شجاع بأفكار جديدة، وهذا ما يساعده في مباريات عديدة، من أجل محاولة إعادة أمجاد مارادونا وجلب اللقب إلى المدينة المتمردة، لكن هذا الحلم بعيد المنال يحتاج إلى مواصلة الأداء القوي في مباريات الدور الثاني.

يحتاج ساري إلى مجهود مضاعف من هيغواين وبقية النجوم، شريطة ابتعاد الإصابات، لأن مباراة الكأس أكدت أن بدلاء نابولي أقل بكثير من الأساسي، لذلك يتفوق يوفنتوس في ورقة الدكة القوية، وخصوصا أن الدوري طويل ومستمر، ورغم صدارة الجنوب في الفترة الماضية، إلا أن المنافسة لن تكون سهلة على الإطلاق، في انتظار مواصلة التحدي.

 

المساهمون