يوفرون خدمة النقل بين المدن. ويضمنون لملايين العمال والموظفين من الفئات الهشة والمتوسطة خدمات الربط بين سكنهم ومقار عملهم. قدرهم الالتصاق بمقود سيارة أجرة، أو حافلة، ووسائل أخرى يبدعون في تحويلها إلى مركبات للنقل. أغلبهم لا يملك وسيلة النقل التي يعمل بها. هم سائقون يشتكون في مجموعة من الدول العربية من معوقات كثيرة تصادف عملهم اليومي. زحمة الطرقات، غياب محطات منظمة، بنية طرقية هشة، وصراع يومي مع شرطة المرور، بالإضافة إلى غياب الغطاء الاجتماعي، الذي يفرض عليهم الاستمرار في العمل، بعد سن التقاعد بسنوات، إن أرادوا الحفاظ على دخلهم اليومي.
ويقول عضو الاتحاد العالمي لنقابات النقل، عبد العالي خافي، في تصريح إلى "العربي الجديد"، إن واقع النقل في الدول العربية، يرتبط بشكل مباشر بواقع المهنيين الذين يشتعلون فيه. حيث يرى المتحدث ذاته، أن غياب تأهيل وتأطير هذه الفئة، التي تعتمد بالأساس على إمكاناتها الذاتية في تنظيم وتدبير القطاع، يفرض عليها الاشتغال في ظروف وشروط تجعل من القطاع أقرب إلى "القطاعات غير المهيكلة".
اقرأ أيضا: كلفة الجريمة.. الانفلات الأمني يرهق الاقتصادات العربية بالأعباء
ويؤكد أن الوضعية المتأزمة لعمال النقل في الدول العربية، سببها الرئيسي غياب التنسيق النقابي بين ممثليهم. ويوضح أن واقع الريع في منح الرخص، وتحكم لوبيات الاستثمار في النقل البعيدة عن القطاع، يفرض على السائقين المهنيين، العمل لساعات طويلة، من أجل توفير الأجرة اليومية التي يحصل عليها أصحاب الرخص وعربات النقل، بالإضافة إلى مصاريف الصيانة والوقود، ما يجعل دخلهم اليومي ضعيف جداً.
ويوضح خافي، أن أكثر من 80% من المهنيين في المجال، لا يملكون العربات التي يشتغلون عليها، ويمكن الاستغناء عنهم من طرف مشغليهم في أي وقت، ويمكن أن تجد عربة واحدة يعيش من مدخولها اليومي أكثر من أسرة.
وكشفت الأرقام التي استقاها مراسلو الملحق في مجموعة من الدول العربية، أن الدخل اليومي لسائقي سيارة الأجرة، لا يتجاوز في بعض الدول الحد الأدنى للأجور. فبالنسبة إلى مصر، يصل مدخول سائق سيارة الأجرة بعد تسديد جميع التكاليف إلى 8 دولارات في اليوم، أي يبلغ دخله الشهري في المتوسط 240 دولاراً، إذا اشتغل طيلة أيام الشهر من دون إجازة، وعمل على سيارته لأزيد من 12 ساعة في اليوم.
اقرأ أيضا: المياومون العرب.. رواتب هزيلة وغياب للضمانات الاجتماعية
أما في الجزائر، فيصل المدخول اليومي للمهنيين في سيارة الأجرة إلى 36 دولاراً في اليوم، من دون احتساب مصاريف الصيانة والبنزين ومصاريف تأمين السيارة ونصيب صاحبها. كما يرتفع متوسط دخل نفس الفئة في فلسطين المحتلة لكن تتقلص أهميته، بعدما يؤدي المهني أقساط التأمين وضريبة الرخصة الباهظة، بالإضافة إلى تعبئة سيارته بالبنزين، الذي يصل ثمن اللتر الواحد منه في فلسطين المحتلة إلى أكثر من دولارين، مع الأخذ بالاعتبار، أن شراء السيارات يكلف صاحبها ضعف ثمنها الأصلي في السوق، بسبب فرض ضريبة من الجمارك تصل إلى 100% عن إدخال سيارة إلى الأراضي الفلسطينية.
ويتراوح الدخل اليومي لسائق سيارة الأجرة في تونس ما بين 10 و15 دولاراً كحد أقصى، هذا إن كان أجيراً على السيارة وليست ملكه. أما إن كانت ملكه فالمداخيل اليومية تتراوح بين 35 و50 دولاراً، ولكن الوضع العام رديء بالنسبة للمهنيين في القطاع، نظراً لكثرة الضرائب المفروضة على سيارات الأجرة، وغلاء قطع الغيار والصيانة، بالإضافة إلى غلاء البنزين، ما يجعل من الدخل الفردي بعد طرح التكاليف المختلفة لا يتجاوز في المتوسط بالنسبة للملاك والأجراء الـ 20 دولاراً.
ويعمل أغلبية المهنيين في النقل بالمغرب على سيارات ليست ملكهم، إذ يصل نصيب صاحب سيارة الأجرة في اليوم الواحد إلى 25 دولاراً، ويقع على عاتق السائق مصاريف البنزين والصيانة وتعويض الخسائر في حال وقوع حادثة سير، حيث يصل دخل السائق إلى 15 دولاراً في اليوم كحد أقصى.
اقرأ أيضا: الأمن الغذائي.. تحالف المناخ والحروب والهجرة يهدد العرب
ويصف الأمين العام للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين حسين بورابة، واقع مهنة النقل في حديثه لـ "العربي الجديد" بالقول: "لم يعد العمل في النقل بالشكل الذي كان به من قبل، الناقلون حالياً يعيشون بطالة مقنعة". ويرى أن خطوط النقل أصحبت تعيش حالة تشبع غير مسبوقة، بل أصبح هناك فائض في الحافلات منذ عام 2009، ما دفع مجموعة من المهنيين للتفكير في البحث عن مهنة أخرى بسبب انحصار المداخيل.
ويكشف الأمين العام للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، أن المنظمة عقدت عام 2013 جلسات مع المهنيين والفاعلين في القطاع تحت إشراف الوزير الأول الجزائري ووزير النقل، قدموا خللها مقترحات استعجالية لحل مشاكل المهنيين، لكن لم يتم الاستجابة لأي توصية من توصيات الجلسات على حد قوله.
مخططات، وتوصيات، وندوات وفي أكثر من دولة عربية لتحسين شروط عمل المهنيين حسب ما وقفت عليه "العربي الجديد" عبر تقارير رسمية ومستقلة، وحسب المعطيات التي استقصاها مراسلو الملحق، تنتهي كما انتهت الجلسات الوطنية في الجزائر، بلا تنفيذ.
ويقول عضو الاتحاد العالمي لنقابات النقل، عبد العالي خافي، في تصريح إلى "العربي الجديد"، إن واقع النقل في الدول العربية، يرتبط بشكل مباشر بواقع المهنيين الذين يشتعلون فيه. حيث يرى المتحدث ذاته، أن غياب تأهيل وتأطير هذه الفئة، التي تعتمد بالأساس على إمكاناتها الذاتية في تنظيم وتدبير القطاع، يفرض عليها الاشتغال في ظروف وشروط تجعل من القطاع أقرب إلى "القطاعات غير المهيكلة".
اقرأ أيضا: كلفة الجريمة.. الانفلات الأمني يرهق الاقتصادات العربية بالأعباء
ويؤكد أن الوضعية المتأزمة لعمال النقل في الدول العربية، سببها الرئيسي غياب التنسيق النقابي بين ممثليهم. ويوضح أن واقع الريع في منح الرخص، وتحكم لوبيات الاستثمار في النقل البعيدة عن القطاع، يفرض على السائقين المهنيين، العمل لساعات طويلة، من أجل توفير الأجرة اليومية التي يحصل عليها أصحاب الرخص وعربات النقل، بالإضافة إلى مصاريف الصيانة والوقود، ما يجعل دخلهم اليومي ضعيف جداً.
ويوضح خافي، أن أكثر من 80% من المهنيين في المجال، لا يملكون العربات التي يشتغلون عليها، ويمكن الاستغناء عنهم من طرف مشغليهم في أي وقت، ويمكن أن تجد عربة واحدة يعيش من مدخولها اليومي أكثر من أسرة.
وكشفت الأرقام التي استقاها مراسلو الملحق في مجموعة من الدول العربية، أن الدخل اليومي لسائقي سيارة الأجرة، لا يتجاوز في بعض الدول الحد الأدنى للأجور. فبالنسبة إلى مصر، يصل مدخول سائق سيارة الأجرة بعد تسديد جميع التكاليف إلى 8 دولارات في اليوم، أي يبلغ دخله الشهري في المتوسط 240 دولاراً، إذا اشتغل طيلة أيام الشهر من دون إجازة، وعمل على سيارته لأزيد من 12 ساعة في اليوم.
اقرأ أيضا: المياومون العرب.. رواتب هزيلة وغياب للضمانات الاجتماعية
أما في الجزائر، فيصل المدخول اليومي للمهنيين في سيارة الأجرة إلى 36 دولاراً في اليوم، من دون احتساب مصاريف الصيانة والبنزين ومصاريف تأمين السيارة ونصيب صاحبها. كما يرتفع متوسط دخل نفس الفئة في فلسطين المحتلة لكن تتقلص أهميته، بعدما يؤدي المهني أقساط التأمين وضريبة الرخصة الباهظة، بالإضافة إلى تعبئة سيارته بالبنزين، الذي يصل ثمن اللتر الواحد منه في فلسطين المحتلة إلى أكثر من دولارين، مع الأخذ بالاعتبار، أن شراء السيارات يكلف صاحبها ضعف ثمنها الأصلي في السوق، بسبب فرض ضريبة من الجمارك تصل إلى 100% عن إدخال سيارة إلى الأراضي الفلسطينية.
ويتراوح الدخل اليومي لسائق سيارة الأجرة في تونس ما بين 10 و15 دولاراً كحد أقصى، هذا إن كان أجيراً على السيارة وليست ملكه. أما إن كانت ملكه فالمداخيل اليومية تتراوح بين 35 و50 دولاراً، ولكن الوضع العام رديء بالنسبة للمهنيين في القطاع، نظراً لكثرة الضرائب المفروضة على سيارات الأجرة، وغلاء قطع الغيار والصيانة، بالإضافة إلى غلاء البنزين، ما يجعل من الدخل الفردي بعد طرح التكاليف المختلفة لا يتجاوز في المتوسط بالنسبة للملاك والأجراء الـ 20 دولاراً.
ويعمل أغلبية المهنيين في النقل بالمغرب على سيارات ليست ملكهم، إذ يصل نصيب صاحب سيارة الأجرة في اليوم الواحد إلى 25 دولاراً، ويقع على عاتق السائق مصاريف البنزين والصيانة وتعويض الخسائر في حال وقوع حادثة سير، حيث يصل دخل السائق إلى 15 دولاراً في اليوم كحد أقصى.
اقرأ أيضا: الأمن الغذائي.. تحالف المناخ والحروب والهجرة يهدد العرب
ويصف الأمين العام للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين حسين بورابة، واقع مهنة النقل في حديثه لـ "العربي الجديد" بالقول: "لم يعد العمل في النقل بالشكل الذي كان به من قبل، الناقلون حالياً يعيشون بطالة مقنعة". ويرى أن خطوط النقل أصحبت تعيش حالة تشبع غير مسبوقة، بل أصبح هناك فائض في الحافلات منذ عام 2009، ما دفع مجموعة من المهنيين للتفكير في البحث عن مهنة أخرى بسبب انحصار المداخيل.
ويكشف الأمين العام للمنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، أن المنظمة عقدت عام 2013 جلسات مع المهنيين والفاعلين في القطاع تحت إشراف الوزير الأول الجزائري ووزير النقل، قدموا خللها مقترحات استعجالية لحل مشاكل المهنيين، لكن لم يتم الاستجابة لأي توصية من توصيات الجلسات على حد قوله.
مخططات، وتوصيات، وندوات وفي أكثر من دولة عربية لتحسين شروط عمل المهنيين حسب ما وقفت عليه "العربي الجديد" عبر تقارير رسمية ومستقلة، وحسب المعطيات التي استقصاها مراسلو الملحق، تنتهي كما انتهت الجلسات الوطنية في الجزائر، بلا تنفيذ.