وكتبت مديرة صحيفة "الفجر" حدة حازم، منشوراً على صفحتها في "فيسبوك" جاء فيه: "بن سلمان جاء يوزع دم أطفال اليمن على الحكام ويورطهم في جرائمه، فهل سيرحب به رئيس الحكومة أحمد أويحيى ويشتمنا بعدما انهار سعر البرميل؟"، في إشارة إلى أن زيادة السعودية حجم الإنتاج تسببت في خفض أسعار النفط، وهو أمر يتعارض مع مصالح الجزائر.
بدوره، نشر الناشط الحقوقي سعيد بودور صورة مركبة على حسابه في "فيسبوك"، يظهر فيها ولي العهد السعودي محملاً بسكاكين حين استقباله المفترض من قبل رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، كتب عليها "بن سلمان قريبا في الجزائر، أيها الصحفيون اختبئوا سريعا".
أما الإعلامي البارز زين الدين بوعشة، الذي يعمل في التلفزيون الحكومي، فكتب في صفحته: "قبل ثلاثة أيام، كتبت في هذا الفضاء: رُبّ خاشقجي يحيي ضمير أمة آمنت بالجريمة عقيدة، لماذا اختار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجزائر ضمن جولته لستة بلدان عربية؟ لا أعتقد أن الزيارة جاءت لمواجهة العاصفة الدبلوماسية التي أثارتها قضية خاشقجي في العالم، لأن الجزائر لم يصدر منها موقف على المستوى الرسمي بهذا الشأن".
واعتبر بوعشة أن "رد فعل الجزائريين في مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الخاصة كان عنيفا، وقد يكون له تأثير على العلاقات بين البلدين، على هذين المستويين"، لافتاً إلى أنه لاحظ حملة مضادة منذ إعلان زيارة الأمير المتهم بن سلمان.
وكتب الكاتب الصحافي بشير جقبوب تعليقا جاء فيه: "ترى ماذا سيقول ابن سلمان للجزائريين بعد إعلان ترامب أن السعودية وافقت على رفع إنتاج البترول؟ وبماذا ستبرر السعودية تراجعها وتكسيرها اتفاق منظمة أوبك بخفض إنتاج البترول والذي انعقد في الجزائر منذ شهرين؟ الأمير السعودي سيحل بالجزائر وهو يعلم أن الجزائر رفضت المشاركة في حلف عاصفة الحزم ضد اليمن الذي تقوده السعودية".
وأضاف جقبوب: "يدرك الأمير كذلك أن الجزائر تقيم علاقات توصف بأنها مميزة مع إيران. كما أن الجزائر تقف إلى جانب النظام السوري ولم تقطع علاقاتها مع دمشق كما فعلت السعودية ودول الخليج".
وتابع قائلاً: "الجزائر تعارض الحلف المصري السعودي الإماراتي في الجامعة العربية، أكيد أن الزيارة تدخل في إطار طلب الدعم العربي والتضامن مع السعودية بعد حادثة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا والأزمة التي دخلت فيها الرياض بعد الحصار الدولي عليها، لكن الاقتصاد سيكون له نصيب في برنامج زيارة الأمير المثير للجدل".
وعلق الكاتب دحماني يعقوب على مشروع الزيارة، قائلا إن "استثناء المغرب من جولة محمد بن سلمان واختيار الجزائر دلالة قوية على ثقة المملكة في الدور الدبلوماسي الذي قد تلعبه الجزائر في فك رقبة بن سلمان من مقصلة ابتزاز ترامب".
فيما كتب الناشط سبتي سعيد زوقاري: "أبو منشار يزور الديار لرفع الحصار"، وعلق في تدوينة أخرى: "بعد أن أفشلت الجزائر مخطط الأفريكوم، ابن سلمان يبحث لنفسه عن قشة نجاة، من خلال إعادة الدفء في العلاقات بين الدول المغاربية وأميركا".
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصل مساء الخميس إلى الإمارات، في أول محطة له ضمن جولة خارجية تشمل دولاً عربية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وكان الديوان الملكي السعودي قد أصدر بياناً عصر أمس، أشار فيه إلى أن جولة ولي العهد "تقرّرت بناءً على توجيه" من الملك سلمان بن عبد العزيز، من دون أن يسمي الدول التي سيزورها بن سلمان، قبل أن يصل إلى الإمارات في أولى محطاته.