زيارة عائلات الأسرى في العيد: تقليد فلسطيني وحصانة اجتماعية

24 سبتمبر 2015
نشطاء يزورون أسرة أحد الأسرى في العيد (العربي الجديد)
+ الخط -
رغم الفرحة التي أضفاها طفل الأسير عبد الكريم الريماوي من سكان قرية بيت ريما، شمال رام الله وسط الضفة الغربية، والذي أسماه مجد، ورزق به قبل عامين من خلال نطفة مهربة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مجيء العيد من دون وجوده بين عائلته، يضفي الحزن والمعاناة على زوجته ليديا الريماوي وأطفاله.


وتنقل ليديا عن زوجها الأسير، الذي يقضي حكماً بالمؤبد 25 مرة بتهمة مقاومة الاحتلال، بعد اعتقاله قبل نحو 15 عاماً، فرحه حينما يزوره أصدقاؤه أو رفاق دربه ممن تحرروا من سجون الاحتلال، ويشعر بوجود من يقف إلى جانبه ويقدر تضحياته، ما يخفف عنه ألم البعد عن العائلة.

اقرأ أيضاً: عبد الكريم يعانق ابنه.. بقرار قضائي

ويعتبر النشطاء، وهم في الغالب منتمون للفصائل الفلسطينية، أن زيارة ذوي الأسرى واجب وطني وأخلاقي، لحاجة أهل الأسير للدعم المعنوي. وتقول الناشطة في مجال الأسرى تمارا حداد وهي من سكان مدينة رام الله، لـ"العربي الجديد" إن "الدعم المعنوي والنفسي سيرفع من همة ومعنويات أهالي الأسرى، ويسهم برفع روح التكافل والتضامن بين فئات المجتمع الفلسطيني".

بينما يرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان أن تلك الزيارات تعطي الأسرى وعائلاتهم نوعاً من الحصانة الاجتماعية، وتمنع استفزازات الاحتلال الأمنية من النيل من العمل الوطني، إذ إن كفالة الأسير ليست مادية فقط، بل معنوية وداعمة للأسرى وعائلاتهم.

اقرأ أيضاً: الاحتلال الإسرائيلي يجدد طرق التعذيب الوحشية للمعتقلين

ويستخدم ضباط المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" أسلوب الاستفزاز في التحقيق مع الأسرى، لثنيهم عن العمل الوطني عند خروجهم من السجن، والتأكيد لهم أن أحداً لن يسأل عنهم في سجنهم.

وأكد عدنان في حديث لـ"العربي الجديد"، على وجوب إشعار عائلات الأسرى بأن تضحيات أبنائهم لم تذهب سدى، مشدداً على أهمية زيارة الأسير ليس فقط عند تحريره من سجون الاحتلال، بل أثناء وجوده في السجن، ومعتبراً أنها ليست بالمستوى المطلوب بحجم تضحيات الأسرى.

ويدرك بعض النشطاء الفلسطينيين أهمية زيارة أهالي الأسرى، لأن كثيراً منهم جرب الاعتقال لدى الاحتلال أو لديه قريب أو صديق أسير، وخاصة أيام العيد، وفق ما يقول لـ"العربي الجديد"، عبد الله شتات، وهو ناشط في مؤسسة "أنين القيد" المختصة بشؤون الأسرى. وتعد زيارة عائلات الأسرى في العيد تقليداً وطنياً، بعد معايدة أسر الشهداء أثناء وجودهم بجانب قبور أبنائهم بعد صلاة العيد مباشرة. ثم يشكل النشطاء مجموعات بمختلف المحافظات الفلسطينية، تولي أهمية لزيارة أهالي الأسرى المحكومين بالمؤبد، ثم يتبعهم بقية الأسرى، ضمن برنامج معد مسبقاً.

اقرأ أيضاً: أسيرتان فلسطينيتان حرمهما الاحتلال من أبنائهما في عيد الأم

ويوضح منسق الهيئة القيادية العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمعتقلين في نابلس عماد الدين اشتيوي لـ"العربي الجديد" أن تلك الزيارات تتحول لعلاقات اجتماعية قوية تربط الناشط بالأسرى وعائلاتهم، وحتى بعد خروج الأسير من سجون الاحتلال، ينضم إلى النشطاء ويشاركهم في فعالياتهم.

وتخبر العائلة ابنها الأسير عن تلك الزيارة، ما يدخل إلى قلبه السرور والأمل بمن يهتم بقضيته، فيما يتم التواصل مع العائلة بشكل دوري ولو باتصال هاتفي من أجل الاطمئنان عليها.

لكن والدة الأسير إصرار البرغوثي من قرية كوبرن شمال رام الله، توضح أن الزيارات تتم بشكل عشوائي ومتباعد قد يصل لعدة سنوات، وهو ما أكدته كذلك خالدة مصلح زوجة الأسير محمد مصلح من سكان مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، لافتة إلى أن "الأسير حينما يتم الاهتمام بعائلته والسؤال عنه، يرفع ذلك من معنوياته كثيراً ويشعره بالأمل وعدم الإحباط لما قدمه من تضحية".

اقرأ أيضاً: أسرى فلسطينيون يعلنون تحدي ممارسات سجون إسرائيل