زيارة أمير قطر المرتقبة للأردن: تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري

21 فبراير 2020
الشيخ تميم يبحث العديد من الملفات في عمّان (الأناضول)
+ الخط -
يبدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد غد الأحد، زيارة رسمية، إلى العاصمة الأردنية عمان، تلبية لدعوة رسمية من العاهل الأردني عبدالله الثاني، وهي الثانية للأمير منذ توليه مقاليد الحكم في 25 يونيو/حزيران 2013، بعد زيارة أولى في مارس/آذار عام 2014.

وتركّز الزيارة التي ستشهد عقد قمة قطرية أردنية، على العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثمارات، إلى جانب القضايا السياسية وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.

وقال مسؤول أردني رفيع المستوى، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ زيارة أمير قطر "ستحفل بأجندة اقتصادية تستهدف تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف مجالات التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات وغيرها".

وأضاف المسؤول الأردني، في تصريح خاص، أنّ "الملفات الاقتصادية التي ستتطرق إليها القمة التي ستجمع بين الملك عبدالله الثاني والشيخ تميم ستركز على زيادة حجم التجارة البينية، وتحفيز القطاع الخاص ورجال الأعمال في كلا البلدين، لإقامة مشاريع استثمارية مشتركة في ضوء الفرص والمزايا المتاحة في الأردن وقطر".

ورجّح أن تتناول المباحثات خطوات متقدمة للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال إقامة مشاريع كبرى بخاصة في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن ملفات أخرى سيتم التطرق إليها وتعلن تفاصيلها في حينه.

ولم ترشح معلومات كافية عن الملفات الاقتصادية التي سيتم بحثها خلال الزيارة، بما في ذلك إمكانية الإعلان عن مساعدات قطرية جديدة للأردن لمساعدته على تجاوز الظروف الراهنة، وكذلك التعاون في مجال الطاقة.

وتوسعت العلاقات الأردنية القطرية في المجالات الاقتصادية والتجارية، في ظل الدعم القطري للاقتصاد الأردني، من خلال الاستثمارات القطرية، وتوفير فرص العمل للأردنيين في قطر.

وأعلنت دولة قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 500 مليون دولار للأردن منتصف عام 2018، تشمل استثمارات بمشاريع البنية التحتية والسياحة، وتمويل مشاريع، وفرصاً لتوظيف أردنيين، بالإضافة إلى تعهد قطر بتوفير 10 آلاف فرصة للأردنيين في السوق القطري.

واستضافت الدوحة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، نسختين من معرض الصناعات الأردنية بمشاركة أكثر من 100 شركة صناعية أردنية عرضت منتجاتها أمام التجار والصناعيين القطريين، وأبرمت العديد من العقود التجارية بين الجانبين.

وحقق التبادل التجاري بين قطر والأردن، نمواً لافتاً في العام 2018 بنسبة 18%، إذ بلغ نحو 1.3 مليار ريال (نحو 200 مليون دولار)، مقابل 1.1 مليار ريال في 2017، وفقاً لرئيس غرفة تجارة وصناعة قطر خليفة بن جاسم آل ثاني.

ودخلت السوق القطري نحو 175 شركة أردنية جديدة، خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 عبر شراكات وتحالفات مع شركات قطرية، وبلغ عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة في السوق القطري 1725 شركة، مقابل 1550 شركة بنهاية العام 2018، ويتجاوز تعداد الجالية الأردنية في قطر 60 ألف شخص.

ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في الأردن زهاء 1.2 مليار دولار، بحسب السفير الأردني بالدوحة زيد مفلح اللوزي، وتتركز هذه الاستثمارات في قطاعات مختلفة، ومنها البنوك والخدمات المالية، والتعليم والجامعات، والطاقة المتجددة، والنقل والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، والصناعات الدوائية، وتوليد الطاقة الكهربائية، ومعالجة المياه العادمة.

أما حجم الاستثمار القطري في البورصة الأردنية، فقد بلغ 737 مليون دينار أردني، أي ما يعادل مليار دولار أميركي، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، وحل بالمركز الثالث في قائمة أعلى الاستثمارات العربية في البورصة الأردنية، من حيث ملكية الأوراق المالية حسب الجنسية.

ومن المتوقع أن تؤدي زيارة أمير قطر المرتقبة إلى الأردن، إلى رفع مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية، الذي تجسد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وفي مختلف المجالات، وصولاً إلى شراكة اقتصادية حقيقية تعكس قوة ومتانة العلاقات.

ويتطلع القطاع الخاص ورجال الأعمال، إلى عقد شراكات أردنية قطرية، خلال الفترة المقبلة، وخاصة في قطاعات الإنشاءات والمقاولات والاتصالات والخدمات، إلى جانب الفرص الاستثمارية الواعدة في الأردن في السياحة العلاجية والضيافة وشركات النقل السياحي والتطوير العقاري.

وحققت العلاقات الاقتصادية بين قطر والأردن، تطوراً متسارعاً وتنامياً ملحوظاً، لا سيما بعد رفع التمثيل الدبلوماسي وعودة سفيري البلدين إلى الدوحة وعمّان، في سبتمبر/أيلول 2019، بعد أن خفضت المملكة الأردنية مستوى تمثيلها الدبلوماسي، في أعقاب الأزمة الخليجية وإعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة الدوحة وفرض حصار بري وجوي وبحري عليها، منذ 5 يونيو/حزيران 2017.

وخلال مجلس الأعمال القطري الأردني المشترك، الذي استضافته عمان، أشاد رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، بحرص القطاع الخاص الأردني على الاستمرار في مد السوق القطري بالسلع الغذائية منذ بدء الحصار الجائر، مشيراً إلى أنّ المنتجات والسلع الزراعية والغذائية الأردنية واصلت تدفقها الى السوق القطري جواً وبحراً وبكل الطرق الممكنة، مما ساهم بشكل إيجابي في كسر الحصار، وعكس في الوقت ذاته حجم العلاقة الوطيدة بين رجال الأعمال في البلدين.

وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، افتتحت الخطوط الجوية القطرية مكاتبها الجديدة في العاصمة عمّان، وتسيّر القطرية ثلاث رحلات يومياً إلى عمّان بمعدل 21 رحلة أسبوعياً بين العاصمتين.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد في الدوحة مجلس الأعمال القطري الأردني المشترك، وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع، خلال الاجتماع، على سعي الطرفين إلى تفعيل أعمال المجلس بما يعزز آفاق التعاون المشترك في المجالات الاستثمارية في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها قطاعات الطاقة، والعقارات، والبنوك، والقطاع السياحي والرعاية الصحية، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والتعليم.

وتأسس مجلس الأعمال الأردني القطري المشترك في الدوحة بتاريخ 28 مارس/آذار عام 2005، بين جمعية رجال الأعمال الأردنيين ورابطة رجال الأعمال القطريين، ليكون الإطار المؤسسي لعلاقة متينة بين مجتمعي الأعمال من كلا الجانبين.
المساهمون