في الصيف تزداد الزيارات العائلية في الجزائر وتشمل الإقامة أياماً. هي زيارات تبادلية للاستفادة من الإجازة بأقل كلفة
بعض العائلات الجزائرية ما زالت تحافظ على روابط اجتماعية تتيح لها تبادل الإجازات ما يتيح لها تقاسم الكلفة المالية. تتوجه عائلات تقيم في الشمال إلى الجنوب والسهوب (الداخل) لتحلّ ضيفة على أقاربها. وفي المقابل، تتوجه عائلات من الجنوب نحو الشمال لقضاء عطلتها عند الأهل على الشواطئ.
هذا دأب كثير من العائلات الجزائرية خصوصاً في عز الأزمة الخانقة التي تعيشها السياحة. تقول نورية، وهي من منطقة أدرار (980 كيلومتراً إلى الجنوب من الجزائر العاصمة)، لـ"االعربي الجديد"، إنّها تعرف أزمة السياحة بالنسبة لأهل الداخل الجزائري: "عندما يتبادر إلى ذهنك قضاء عطلة صيفية مريحة على شاطئ من شواطئ الشمال عليك أن تفكر مرتين في كلفة الفندق إن وجد، أو كلفة استئجار مسكن، خصوصاً إن كنت برفقة العائلة".
هذه السيدة هي أم لأربعة أطفال اعتادت على استقبال أحد أقاربها الذي يقطن في منطقة بومرداس الساحلية في بيتها في احتفالات أعياد تاغيت الصحراوية، في فصل الربيع، وهو ما يمنع عنها الحرج في الطلب من عائلته استضافتها في الصيف لأسبوع أو اثنين. تقول إنّها لا تثقل على المضيفين: "نشتري لوازم البيت وأطبخ لأبنائي وزوجي من دون أن أكلف العائلة المضيفة شيئاً. وبذلك، أرفع الحرج عن أسرتي وعن أقاربي في الوقت نفسه". بالنسبة لهذه السيدة ، يمكن لها أن تقضي مع أبنائها وزوجها العطلة الصيفية في مكان أفضل، لكنّها تتحمل لاحقاً في فصل الصيف استضافة أقربائها من الجنوب أيضاً في ضيافتها هروباً من الحرّ الشديد في الصحراء.
ليست كلّ العائلات التي تقيم في مناطق السهوب والجنوب لها أقارب في الشمال، لكنّ بعضها يحاول أيضاً أن يجد روابط تتيح له ذلك. عدد من الموظفين وهم في الأصل من الجنوب أتيحت لهم فرصة الحصول على عمل في مدن الساحل أو بالقرب منها، وبذلك، يستقدمون عائلاتهم في فصل الصيف إليهم. خالد رحماني، أحد هؤلاء. جاء رحماني من منطقة المشرية في جنوب غرب الجزائر، وتمكن من الحصول على شهادة الماجستير، ما أتاح له العمل أستاذاً جامعياً والإقامة في مدينة زرالدة. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّه يستقدم كلّ صيف عائلته إلى بيته فتمضي معه الإجازة هرباً من الحر الشديد في منطقة مشرية.
اقــرأ أيضاً
لكنّ ظروف كثيرين لا تسمح بقضاء الإجازة الصيفية على البحر ودفع تكاليفها، لهذا تصبح العائلات التي تقطن في الشمال أفضل وجهة للأقارب القاطنين في المدن الداخلية. البعض يرى في ذلك "إزعاجاً"، كما تقول سعيدة، التي تسكن في منطقة حسين داي بقلب العاصمة الجزائرية: "هم لديهم إجازة ونحن أيضاً لديناً إجازة كي نرتاح فيها. فمن في إمكانه أن يستضيف عائلة كاملة في فصل الصيف مع غلاء المعيشة ومتطلبات الإجازة أيضاً؟".
مع ذلك، تستأنس بعض العائلات باستقبال أقاربها. العمة موني تستقبل أبناء إخوتها وأقاربها في منزلها في مدينة عنابة الساحلية (510 كيلومترات إلى الشرق من العاصمة الجزائرية). هي كبيرة في السن وتحتاج دوماً لمن يكون إلى جانبها من أقاربها وأحبائها. تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ بيتها الكبير نادراً ما يفرغ من الزائرين، وغالباً ما تحتفل فيه بأعراس الأقارب وختان الأطفال، مرددة أنّها تحب أن تظل هكذا حتى الموت: "لماذا يعيش في هذه الدنيا من ليس لديه أحباء؟".
كذلك، يرى البعض في الإجازة الصيفية وزيارات الأقارب فرصة لإقامة الحفلات والأفراح وأجواء المرح والسعادة بين الأقارب مثلما يردد كثيرون، فالجو العائلي بات مفقوداً مع تبدّل الحياة اليومية لدى العائلات الجزائرية ولهاث كثيرين خلف العمل اليومي وإمضاء الوقت الطويل في وسائل النقل. لذلك، فإنّ "الصيف بات مرادفاً للضيف لدى العائلات الجزائرية التي تنتظر ضيوفها وأقاربها من مختلف أنحاء الوطن وخارجه"، بحسب ليلى صاولي. تقول لـ"العربي الجديد": "كلّ سنة أنتظر أبناء وبنات خالتي، وأحضّر لهم أجواء بهيجة، فيمضون بعض الوقت على شاطئ بني صاف (غرب العاصمة الجزائرية)".
من جهته، يقول عبد القادر مخلوفي، لـ"العربي الجديد": "من الطبيعي أن تكون العائلة التي تقطن بالقرب من البحر قبلة لأفراد العائلات الأخرى من أقاربها وحتى أصدقائها". هو يعتقد أنّها "ظاهرة صحية"، لأنّ الجميع يلتقون في مكان واحد، وهو ما يقوّي أواصر المحبة بين الجميع، ويعزز الروابط الأسرية ويتيح لهم الاستمتاع بوقت جميل، واستغلال هذه الفرصة الذهبية التي "لا يمكن أيّ شخص أن يضمن عيشها في أوقات أخرى".
اقــرأ أيضاً
بعض العائلات الجزائرية ما زالت تحافظ على روابط اجتماعية تتيح لها تبادل الإجازات ما يتيح لها تقاسم الكلفة المالية. تتوجه عائلات تقيم في الشمال إلى الجنوب والسهوب (الداخل) لتحلّ ضيفة على أقاربها. وفي المقابل، تتوجه عائلات من الجنوب نحو الشمال لقضاء عطلتها عند الأهل على الشواطئ.
هذا دأب كثير من العائلات الجزائرية خصوصاً في عز الأزمة الخانقة التي تعيشها السياحة. تقول نورية، وهي من منطقة أدرار (980 كيلومتراً إلى الجنوب من الجزائر العاصمة)، لـ"االعربي الجديد"، إنّها تعرف أزمة السياحة بالنسبة لأهل الداخل الجزائري: "عندما يتبادر إلى ذهنك قضاء عطلة صيفية مريحة على شاطئ من شواطئ الشمال عليك أن تفكر مرتين في كلفة الفندق إن وجد، أو كلفة استئجار مسكن، خصوصاً إن كنت برفقة العائلة".
هذه السيدة هي أم لأربعة أطفال اعتادت على استقبال أحد أقاربها الذي يقطن في منطقة بومرداس الساحلية في بيتها في احتفالات أعياد تاغيت الصحراوية، في فصل الربيع، وهو ما يمنع عنها الحرج في الطلب من عائلته استضافتها في الصيف لأسبوع أو اثنين. تقول إنّها لا تثقل على المضيفين: "نشتري لوازم البيت وأطبخ لأبنائي وزوجي من دون أن أكلف العائلة المضيفة شيئاً. وبذلك، أرفع الحرج عن أسرتي وعن أقاربي في الوقت نفسه". بالنسبة لهذه السيدة ، يمكن لها أن تقضي مع أبنائها وزوجها العطلة الصيفية في مكان أفضل، لكنّها تتحمل لاحقاً في فصل الصيف استضافة أقربائها من الجنوب أيضاً في ضيافتها هروباً من الحرّ الشديد في الصحراء.
ليست كلّ العائلات التي تقيم في مناطق السهوب والجنوب لها أقارب في الشمال، لكنّ بعضها يحاول أيضاً أن يجد روابط تتيح له ذلك. عدد من الموظفين وهم في الأصل من الجنوب أتيحت لهم فرصة الحصول على عمل في مدن الساحل أو بالقرب منها، وبذلك، يستقدمون عائلاتهم في فصل الصيف إليهم. خالد رحماني، أحد هؤلاء. جاء رحماني من منطقة المشرية في جنوب غرب الجزائر، وتمكن من الحصول على شهادة الماجستير، ما أتاح له العمل أستاذاً جامعياً والإقامة في مدينة زرالدة. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّه يستقدم كلّ صيف عائلته إلى بيته فتمضي معه الإجازة هرباً من الحر الشديد في منطقة مشرية.
مع ذلك، تستأنس بعض العائلات باستقبال أقاربها. العمة موني تستقبل أبناء إخوتها وأقاربها في منزلها في مدينة عنابة الساحلية (510 كيلومترات إلى الشرق من العاصمة الجزائرية). هي كبيرة في السن وتحتاج دوماً لمن يكون إلى جانبها من أقاربها وأحبائها. تقول لـ"العربي الجديد"، إنّ بيتها الكبير نادراً ما يفرغ من الزائرين، وغالباً ما تحتفل فيه بأعراس الأقارب وختان الأطفال، مرددة أنّها تحب أن تظل هكذا حتى الموت: "لماذا يعيش في هذه الدنيا من ليس لديه أحباء؟".
كذلك، يرى البعض في الإجازة الصيفية وزيارات الأقارب فرصة لإقامة الحفلات والأفراح وأجواء المرح والسعادة بين الأقارب مثلما يردد كثيرون، فالجو العائلي بات مفقوداً مع تبدّل الحياة اليومية لدى العائلات الجزائرية ولهاث كثيرين خلف العمل اليومي وإمضاء الوقت الطويل في وسائل النقل. لذلك، فإنّ "الصيف بات مرادفاً للضيف لدى العائلات الجزائرية التي تنتظر ضيوفها وأقاربها من مختلف أنحاء الوطن وخارجه"، بحسب ليلى صاولي. تقول لـ"العربي الجديد": "كلّ سنة أنتظر أبناء وبنات خالتي، وأحضّر لهم أجواء بهيجة، فيمضون بعض الوقت على شاطئ بني صاف (غرب العاصمة الجزائرية)".
من جهته، يقول عبد القادر مخلوفي، لـ"العربي الجديد": "من الطبيعي أن تكون العائلة التي تقطن بالقرب من البحر قبلة لأفراد العائلات الأخرى من أقاربها وحتى أصدقائها". هو يعتقد أنّها "ظاهرة صحية"، لأنّ الجميع يلتقون في مكان واحد، وهو ما يقوّي أواصر المحبة بين الجميع، ويعزز الروابط الأسرية ويتيح لهم الاستمتاع بوقت جميل، واستغلال هذه الفرصة الذهبية التي "لا يمكن أيّ شخص أن يضمن عيشها في أوقات أخرى".