زياد عيتاني: حملت بيروت إلى المسرح ونجحت

07 مارس 2016
زياد عيتاني على المسرح (فيسبوك)
+ الخط -
قبل عامين ونصف العام، لم يكن زياد عيتاني يتوقع كل هذا النجاح الذي لقيته مسرحيته الأولى "بيروت/طريق الجديدة" التي لا تزال تعرض بشكل أسبوعي في "تياترو فردان"، وقد احتفلت قبل أسبوع بتحقيق 35 ألف متفرج للمرة الأولى في تاريخ المسرح اللبناني.. أسئلة كثيرة تُطرح اليوم حول المسرح اللبناني يجيب عنها عيتاني، في لقاء مع "العربي الجديد".

يقول الممثل اللبناني، إن مسرحه، أو دوره، ينتمي إلى الـ"مونودراما": "ألعب وحيداً على المسرح... ما حصل هو اقتراب نص وإخراج يحيى جابر من المشاهد اللبناني العادي بهذا الشكل وتلك الطريقة البسيطة التي تحاكي الناس كما يريدون".

للمرة الأولى، بحسب عيتاني، يحاكي المسرح العاصمة اللبنانية "بيروت". ويضيف: "هذه المدينة لا تقتصر على صخرة الروشة أو فندق السان جورج، على العكس فالمسرحية تدخل حواري وشوارع بيروت، ولو أنها تنقل واقع منطقة بيروتية اسمها "طريق الجديدة" لتفتح الباب على عادات وتقاليد أهلها، وتهرب باتجاه كوميدي واقعي هادف".

في الأشهر الأربعة الأولى للمسرحية، لم يكن الإقبال شديداً، على العكس، "كنّا خائفين حقيقة، لكن بعد عرضها لمدة أربعة أشهر بدأت الحجوزات تصلنا مسبقاً، حتى وصلنا إلى نفاد البطاقات لثلاثة أشهر مقبلة".

وحول دوره، وكيف لشخص واحد أن يقنع الناس، طيلة هذا الوقت، على المسرح من دون تعب أو ملل؟ يقول "الحقيقة والشفافية هما الأساس، أمدتانا بجرعة زائدة من النجاح والثقة من الناحيتين النفسية والاجتماعية، هناك بُعد نفسي وفكري في المسرحية استطعنا تقديمه بطريقة مبتكرة جدا، قدمنا المسرح الذي يحاكي الشارع من "المنقوشة إلى الحجة العجوز الطيبة" مع ما حمله ذلك من هواجس سياسية، إسقاطات نقلناها كما هي برؤية مواطن وممثل هو أنا، وكيف أصبحت التحولات السياسية بعد وخلال فترة الحرب اللبنانية.

اقرأ أيضاً: 6 فنانين عرب رحلوا باكراً

يتابع عيتاني: "عَرضنا هذا الخطاب بنوع من الفطرة التي اختزلتها بشفافية وعمق، نعم لست خريجاً من معهد الفنون ولست أكاديميًا، بل حاولت مع جابر كسر السائد والقول لرواد المسرح إن هذا النوع من المسرح "الكوميدي الخفيف" يستطيع العودة وإثبات نفسه عن طريق "بيروت/طريق الجديدة"، بعدما عانى المسرح لفترة طويلة من اقتباسات غير موفقة للمسرح اليومي أو تقليد غير هادف".

بعد "بيروت/طريق الجديدة" بدأنا نرى هوية للعاصمة مسرحيًا، نشطت الحركة المسرحية، وهذا دليل عافية. المسرحية كسرت الرتابة، وشاهدنا في الموسم السابق سلسلة من الأعمال التي يُشهد لها، مثل "ألاقي زيك فين يا علي". وعاد أيضاً جاك مارون بفينوس مع بديع أبو شقرا وريتا حايك، التي برأيي الشخصي هي أهم ممثلة اليوم، وعاد أيضاً كميل سلامة وعايدة صبرا، وهو ما أعطى زخما للحركة المسرحية في العاصمة بيروت تحديداً، وكسر الحاجز بين المسرحيين والمواطنين العاديين لجهة التماس اليومي.

يحاول زياد عيتاني اليوم التوفيق بين عمله واكتساب المعلومات المسرحية الكاملة، "لم أعد مجرد هاو بعد كل هذا النجاح الذي لمسته من قبل الناس، وقررت خوض غمار التجربة إلى الآخر، وليس فقط في الاتكال على الموهبة.. لذلك تأخرت المسرحية الثانية "بيروت فوق الشجرة" عامين، لأنني كنت أتعلم فن المسرح من خلال ورشات تدريبية مع مجموعة من الأسماء التي ساهمت في تأسيسي ممثلاً ودراسة المسرح بكافة تقنياته".

وحول اتجاهه إلى عالم الدراما، بعدما دخل التمثيل من بوابة الكوميديا الساخرة، يقول عيتاني: "أعتقد أن الدراسة التي قمت بها وبعض المواقف التي ظهرت في المسرحيتين كفيلة بأن تضعني داخل دائرة الدراما السليمة... في العملين هناك بعض المشاهد الدرامية المؤثرة جدا. لو أخذنا مثلا شخصية "الترك" في "بيروت/الطريق الجديدة" يكون المشهد الأخير درامياً، وهو الشخصية الأكثر كوميدية في العمل بشكل عام، كذلك في "بيروت فوق الشجرة" هناك إسقاطات على الدراما بطريقة تقبلها الناس، وسأحاول استغلالها لمشاريعي المقبلة".

وحول استمرار عرض المسرحيتين معًا، يقول عيتاني: "طالما هناك تقبل وإقبال من الجمهور فنحن باقون في عرض العملين معا، وربما ستحدد وجهة العمل الثالث قريباً، وهو عبارة عن تتابع للمسرحيتين series عن بيروت... وجهتنا المقبلة "بيروتية" من دون الوقوع في فخ التكرار، وربما لن أكون وحدي في العمل الثالث، الأهم أن نحترم عقول الناس وتفاعلها".

وعن الدراما اللبنانية، يقول: "نحن لا نعاني من غياب المواهب أو القدرات التمثيلية، الأزمة هي في النص والإنتاج بالدرجة الأولى، وهي لا تلامس الواقع المعيشي للجمهور نفسه، لكن وفي السنوات الأخيرة وبعد موجة ما سُمي بالدراما المشتركة شكلت الدراما نقطة لقاء بين الممثلين من مختلف الجنسيات، فعمل المنتج أو الكاتب على الفكرة الواجب أن تجمّع الممثلين، ولم ينجح بعضهم في المضمون، وهذا بالطبع أضاع بوصلة بعض الممثلين".

يؤكد عيتاني أن الدراما السورية قبل الثورة كانت في المرتبة الأولى، لكن بعض الممثلين السوريين تحولوا إلى "مستعرضين" في بعض الأعمال المشتركة التي ذكرها سابقًا، وهي التي شاهدناها في السنوات الأخيرة عبر ما سُمي بالدراما المشتركة "أذكر منهم تيم حسن الذي جسد دور الملك فاروق، وفي اعتقادي من أجمل الأدوار التي قدمها حسن، ليعود إلينا بمسلسل لا أعتقد أنه بمستوى الأعمال التي قدمها، وكذلك عابد فهد".

يختم عيتاني أخيراً بأنه سينضم إلى مجموعة من الممثلين اللبنانيين في عمل تلفزيوني خفيف (ثلاثين حلقة)، سيكون ضمن باقة الأعمال الرمضانية ويحاكي أيضاً واقع الشباب من خلال أربعة ممثلين هو من ضمنهم.


اقرأ أيضاً: 10 نجوم ظهروا في إعلانات قبل اتساع شهرتهم
المساهمون