زياد دويري.. التطبيع وأفلامه المسمومة

14 سبتمبر 2017
(دويري في "مهرجان القدس" الإسرائيلي عام 2013)
+ الخط -

"أفريقيا ترفض التطبيع"، تحولت هذه العبارة إلى وسم على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وكان مطلقوها ينادون بإيقاف ومقاطعة "القمة الأفريقية الإسرائيلية" التي تقام في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل في توغو.

البيان الذي أطلقه الناشطون في حركة المقاطعة من أفريقيا، حذّر من معنى أن تملأ "إسرائيل" فراغ الغياب العربي في المشهد الأفريقي، وكيف سيؤثّر ذلك على القضية الفلسطينية.

حدث ذلك بينما وقف المخرج اللبناني زياد دويري وقال للكاميرا "أنا مجروح جداً"، ومستغرب كيف أنه أتى إلى بيروت ممتطياً أسد "البندقية"، فاستقبل بإحالته إلى محكمة عسكرية. بل إنه دويري يملك من الوقاحة على الإجابة عن سؤال أمام المحكمة قائلاً: "أنا لم أطبّع مع إسرائيل، أنا ناضلت من أجل القضية الفلسطينية". فكيف كان شكل هذا النضال؟ بالتطبيع مع الاحتلال والإقرار بأن لا مشكلة لديه مع استعمار إحلالي أسّس نظام فصل عنصري.

علينا أن نعترف نحن من نعتبر قضية فلسطين بارومتر إنسانيتنا أن منسوب التطبيع يرتفع، يريد أن يغرقنا تحته، فتارة يربط التطبيع الديني، زوراً، (زيارة الأماكن المقدسة المسلمة والمسيحية في الأراضي المحتلة) بنصرة فلسطين، وتارة يأتي من يرى في التطبيع الأكاديمي والثقافي والفني (الظهور في قنوات العدو أو المشاركة في مسابقاته أو مسابقات ينافس فيها) بحرية التعبير والإبداع.

منسوب التطبيع يرتفع، وفي حين تأخذ تكتلات ثقافية وأكاديمية وعمالية (مثال ذلك "جمعية الأنثروبولوجيين الأميركيين"، و"اتحاد عمال كندا"، وغيرها) قرارات صارمة لمقاطعة الكيان الصهيوني، نجد محاكمات مريرة وخلطاً للأوراق السياسية لكل من تسوّل له نفسه محاسبة المطبّع، سنقرأ لشرفاء سابقين يدافعون عن أمين معلوف، وسنجد عنصريين مخضرمين يهتفون لزياد دويري.

ما الفرق بين هؤلاء وبين التكتلات الصهيونية في أوروبا وأميركا التي لا تتسامح البتة مع المدافعين عن القضية الفلسطينية؟ ما الفرق بينهم وبين اللوبي الصهيوني في نيويورك الذي يكافح لإصدار قانون يجرّم "حركة مقاطعة إسرائيل"؟

الموجة ترتفع، وزياد دويري "مجروح" ويريد أن يحاسب من تسبّب في جرحه... فعلاً!

المساهمون