ثقيلة هي الحياة. ما الجديد في ذلك؟ فلنحملها بكلتي يدينا. تبدو دعابةً سخيفة. لكن مع الوقت، يخفّ ثقلها أو ربما نعتاده. وقد لا نعرف ما الذي نعتاده بالضبط... أهو التقدم في السنّ أم المشاكل أم الألم أم الجمال؟ في كلّ مرة، نؤلّف تفاصيل جديدة ونؤمن أنّ الحياة جميلة، ثمّ نسأم لاحقاً من أنفسنا ومن هذه الكلمات. أطفالاً كنّا حين شاهدنا "سالي"، المسلسل الكرتوني. تقول أغنية الشارة: "أنا قصّة إنسان، أنا جرح الزمان، أنا سالي". شعرنا بتخمةٍ حتى قبل أن نبدأ الحياة نفسها، وكان المسلسل أثقل من الحياة.
نحن هنا اليوم. سالي وراءنا، وإن كانت قد ظفرت بنهاية سعيدة جداً. نحن هنا نشغل بالنا في تفسير الحياة والمواقف وردود الأفعال. وقبل السقوط، نحفظ عبارات من قبيل أنّ الحياة جميلة. ها نحن إذاً في هذه الحياة ولم نسقط. نبتسم ونقول: "تشييييز". صورنا على وسائل التواصل الاجتماعي. نقّدم عروضاً يُعجب بها كثيرون إلى درجةِ الوثوق في أنفسنا. هذه كلّها ردود أفعال.
نحن إذاً في عالم افتراضي. إن أغلقنا صفحاتنا وأبعدنا هواتفنا جانباً ربما ننساه. الأصحّ القول، إنه عالم افتراضي ثقيل. ننظر إلى الوجوه ولا نعرف التمييز بين الأحياء والأموات، ولا بين الصادقين والخبثاء. أحياناً، نقتل أشخاصاً كانوا يوماً أحياء، أو نحاكي آخرين يتنقلّون بين تراب وسماء. من يكون هؤلاء جميعاً؟ لماذا صودف أن نتعرّف إليهم؟ أليس لكلّ شيء سبب؟ إذاً يجب أن نفقهه.
من يُثقل على الآخر، الحياة أم الناس؟ لا بدّ من غالبٍ ومغلوب. نُؤلم ونتألّم ونسامِح ونُسامَح ونعود إلى نقطة البداية، وأخيراً نعتاد. الحياة عادة مثل أيّ شيء آخر. الناس عادة أيضاً. ربّما يكونون عادة سيّئة، لكنّنا نعتاد السيء كما الحسن.
في غرفِ العزل في المستشفيات، نخال أنّنا بعيدون عن كلّ أنواع الأمراض. عزل أو عزلة عن كلّ ما يمكن أن يجرحنا، وكثير من اللون الأبيض الذي يحيطنا. هي دقائق، قبل أن يتحوّل هذا المكان إلى مسبّب للاكتئاب. من قال إنّ الأبيض يعكس نقاءً أصلاً؟ الحياة مثل مستشفى تضمّ غرفاً كثيرة. قليلة هي غرف العزل. لا بدّ من أن نُجرح ونتألّم. وإذا ما ركضنا إلى غرف العزل، سنجد أنّ آخرين سبقونا إليها.
أغنية شارة أخرى: "كم رغبنا، كم حلمنا، كم تمنينا وشئنا.. وشاء الهوى، فامتثلنا. هي الحياة كلّ شيء فيها ممكن. ولا شيء فيها يمكن أن يكون..". ننسى سالي لنغنّي أغنية أخرى. وبعدُ "يا روح لا تحزني ويا قلب ظلّك هنيّ زوار جينا عالدني والعمر بحرو نهار".
وبعد كلّ هذا نكتة. نسخر من كلّ هذا الحزن وهذه الشارات. في النهايةِ، سنخرج من المستشفى.
اقــرأ أيضاً
نحن هنا اليوم. سالي وراءنا، وإن كانت قد ظفرت بنهاية سعيدة جداً. نحن هنا نشغل بالنا في تفسير الحياة والمواقف وردود الأفعال. وقبل السقوط، نحفظ عبارات من قبيل أنّ الحياة جميلة. ها نحن إذاً في هذه الحياة ولم نسقط. نبتسم ونقول: "تشييييز". صورنا على وسائل التواصل الاجتماعي. نقّدم عروضاً يُعجب بها كثيرون إلى درجةِ الوثوق في أنفسنا. هذه كلّها ردود أفعال.
نحن إذاً في عالم افتراضي. إن أغلقنا صفحاتنا وأبعدنا هواتفنا جانباً ربما ننساه. الأصحّ القول، إنه عالم افتراضي ثقيل. ننظر إلى الوجوه ولا نعرف التمييز بين الأحياء والأموات، ولا بين الصادقين والخبثاء. أحياناً، نقتل أشخاصاً كانوا يوماً أحياء، أو نحاكي آخرين يتنقلّون بين تراب وسماء. من يكون هؤلاء جميعاً؟ لماذا صودف أن نتعرّف إليهم؟ أليس لكلّ شيء سبب؟ إذاً يجب أن نفقهه.
من يُثقل على الآخر، الحياة أم الناس؟ لا بدّ من غالبٍ ومغلوب. نُؤلم ونتألّم ونسامِح ونُسامَح ونعود إلى نقطة البداية، وأخيراً نعتاد. الحياة عادة مثل أيّ شيء آخر. الناس عادة أيضاً. ربّما يكونون عادة سيّئة، لكنّنا نعتاد السيء كما الحسن.
في غرفِ العزل في المستشفيات، نخال أنّنا بعيدون عن كلّ أنواع الأمراض. عزل أو عزلة عن كلّ ما يمكن أن يجرحنا، وكثير من اللون الأبيض الذي يحيطنا. هي دقائق، قبل أن يتحوّل هذا المكان إلى مسبّب للاكتئاب. من قال إنّ الأبيض يعكس نقاءً أصلاً؟ الحياة مثل مستشفى تضمّ غرفاً كثيرة. قليلة هي غرف العزل. لا بدّ من أن نُجرح ونتألّم. وإذا ما ركضنا إلى غرف العزل، سنجد أنّ آخرين سبقونا إليها.
أغنية شارة أخرى: "كم رغبنا، كم حلمنا، كم تمنينا وشئنا.. وشاء الهوى، فامتثلنا. هي الحياة كلّ شيء فيها ممكن. ولا شيء فيها يمكن أن يكون..". ننسى سالي لنغنّي أغنية أخرى. وبعدُ "يا روح لا تحزني ويا قلب ظلّك هنيّ زوار جينا عالدني والعمر بحرو نهار".
وبعد كلّ هذا نكتة. نسخر من كلّ هذا الحزن وهذه الشارات. في النهايةِ، سنخرج من المستشفى.