شهدَت الحياة الفنية العربية، مجموعةً من الزيجات الخاصة، التي ربطت بين ممثّلين تعارفوا في أماكن التصوير، فأدى تقاربهم في العمل، إلى ارتباط وحب وزواج. في المقابل، لم يُكتَب لهذه الزيجات العمر الطويل، إذ إنَّ أغلبها كان ينتهي نهاية حزينة، تؤدي إلى الطلاق، لا بل أحياناً تتحوّل المودَّةُ بين الطرفين إلى حرب، وتبادل شتائم.
شهدت مرحلة الخمسينيات والستينيات حكايات كثيرة ربطت بين نجوم الفن. فالممثّل الراحل، رشدي أباظة، كان من أكثر الممثّلين المصريين ارتباطَاً بنجمات الفنّ في ذاك العصر. وبيّن مسلسل "تحية كاريوكا" كيفية تعارف أباظة على الراقصة والممثلة كاريوكا والارتباط بها. وكانت كاريوكا لا تزال راقصة في بداياتها تشق طريقها الفني، ما ساعده للدخول أكثر في عالم التمثيل، نظراً للعلاقات التي كانت تحيط بزوجته تحية كاريوكا. لكن أباظة لم يبتعد بعد طلاقه من كاريوكا كثيراً، أي عن الراقصات، في اختيار شريكات حياته، فأعاد الكرة وتزوج بالراقصة، سامية جمال، في الوقت الذي تحدثت معلومات عن عقد قرانه على المطربة اللبنانية، صباح، وهو متزوج من سامية جمال.
يُشكل التعاون الفنيّ بين الممثلين علاقة تتجه دائماً إلى الارتباط. هكذا أيضاً تعرّف الممثل الراحل، عماد حمدي، على الممثلة، ناديا الجندي، في أحد أفلامه. وعُرِف حمدي بأنه مُكتشِف موهبة نادية الجندي. فقرر الزواج منها، على الرغم من زواجه بامرأة ثانية. لكن الجندي استطاعت أن توفق بين ميولها الفنية، وبين زواجها من حمدي، خصوصاً أنّ فارق السن بينهما كان كبيراً، فأنجبت منه ولدها الوحيد هشام، قبل أن تقرر نهائياً التفرغ للتمثيل في بدايات الثمانينيات، وتعلن طلاقها من حمدي بعد 14 عاماً من الزواج.
وتزوَّجت الممثّلة الراحلة، فاتن حمامة، من المخرج، عزالدين ذو الفقار. وجسَّد زواجها مرحلة تاريخيّة من حياتها، إذ إنَّ أبرز الأفلام التي شاركت فيها حمامة، أشرف عليها زوجها المخرج. وعلى الرغم من انفصالها، التقت فاتن حمامة بالممثل العالمي الراحل، عمر الشريف، وتزوجته وأنجبت منه ابنهما طارق. لكن حمامة والشريف استفادا جيداً من فترة ارتباطهما الزوجية، كنوع من الترويج لأعمالهما السينمائية في ذلك الوقت. وكذلك ارتبطت المغنية، طروب، بالمطرب اللبناني محمد جمال. لكن زواجهما لم يستمر على الرغم من نجاحهما الفني، إذ إنَّه رغم الطلاق، تم بناء صداقة وطيدة، لا تزال تجمعهما حتى اليوم.
قبل أسبوعين، بدأ تداول قصة حب بين الممثل المصري، عمرو يوسف، والممثلة السورية، كندة علوش، والتي اقتربت من خواتيمها السعيدة. فعقد الممثلان قرانهما، ويستعدان قريباً للزواج. لكن الخبر المفاجأة أثار حفيظة المتابعين، ومنهم من كتب رافضاً هذا الزواج، وآخرون باركوا القصة كاملة. عمرو يوسف بدأ حياته المهنية ممثلاً محترفاً بمساندة الفنان الراحل نور الشريف، بعدما شارك في مسلسل "الدالي" إنتاج 2007، وارتبط بخطوبة مع مي نور الشريف، قبل أن يعلنا فسخ الخطوبة. لكنه اليوم، قرر الزواج من الممثلة السورية كندة علوش المقيمة في القاهرة، وبعد معلومات سابقة تناولت يوسف وعلوش، تحدثت عن علاقة ودّ بينهما. وعلى الرغم من النفي، قرّرا الزواج قريباً.
وكذلك، عاش الممثل، حسن الرداد، والممثلة، إيمي غانم، على إيقاع شائعات كثيرة، تحدثت عن علاقة تجمعهما، لكنهما كانا ينفيان ذلك، حتّى قررا الزواج منتصف الشهر الماضي في حفل زفاف كبير أقيم في القاهرة. إيمي وحسن الرداد كانا قد شاركا في أكثر من عمل تمثيلي، أدى إلى تناغم بينهما، ويبدو أن الجمهور شعر بهذا التقارب، لكنّهما غلبا النفي في الرد عن أي استفسار قبل ارتباطهما رسمياً هذه السنة.
زواج ايمي والرداد، وكندة علوش من عمرو يوسف، شكّلا مُفاجّأة للناس على الرغم من الأحاديث التي جزمت بعلاقة، وأكدت عن زواج في البداية. هذه الروايات ليست الأولى لممثلَيْن يعملان معاً، ويكتشفان في المقابل حالة حب تسكنهما. فالفنان الراحل نور الشريف، ارتبط بالممثلة بوسي في سبعينيات القرن الماضي، وكانا في عز نجاحهما الفني والتمثيلي. وكذلك فعل الممثل، محمود ياسين، الذي اختار زوجته الممثلة المعتزلة، شهيرة، وتزوجها بعد مجموعة من الأفلام السينمائية التي شكلت تقارباً بينهما. وتزوجت الممثلة المعتزلة نورا شقيقة بوسي من الفنان الراحل حاتم ذو الفقار، لسنوات قبل أن يُعلن عن انفصالهما. ومن الجيل نفسه، تزوَّج الممثّل فاروق الفيشاوي، من زميلته الممثلة، سمية الألفي، لكن زواجهما لم يُعمَّر طويلاً فانفصلا. وكذلك تزوجت الممثلة، ميمي جمال، من الفنان الراحل، حسن مصطفى، بعد أن قدما مجموعة من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات المشتركة. وكذلك ارتبط الفنان سمير غانم في تلك المرحلة، بالممثلة دلال عبد العزيز، واستمر زواجهما حتى اليوم.
اليوم، يواجِه زواج الفنانين ممانعة من قبل الفنانين أنفسهم، ولم يعد الأمر كما كان في السابق. ومعظم الزيجات "الصامدة" حتى اليوم قليلة جداً. أما عن الأسباب، الواضح أن الغيرة والمصلحة في العمل، قد تغلب العلاقة الزوجية لكلا الطرفين، وتفضل بعض المغنيات اللبنانيات الارتباط برجال أعمال على فنانين أو مغنين. وكذلك يهرب المغنون من الفنانات إلى امرأة أكثر هدوءاً من حياة الفن الصاخبة، وهذا كله أدى إلى تدني حكاية الزواج الفني في السنوات الأخيرة.