زهر الحنون... من الأرض وإليها

31 مارس 2017
شهد المعرض حضوراً جماهيراً واسعاً (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
ينجذب الزائر إلى معرض "زهر الحنون" بقرية الفنون والحرف في مدينة غزة، إلى الأعمال التراثية والفلاحية الفلسطينية القديمة التي تحاكي الأزياء التي تشكل مخزوناً ثقافياً للفلسطينيين منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.

ويضم المعرض الذي تقيمه بلدية غزة، إحياءً لذكرى يوم الأرض، أعمالاً ومنتجات لأكثر من 40 مشاركاً في مجالات الأعمال والمشغولات اليدوية التي تنوعت بين الأزياء التراثية الفلسطينية والإكسسوارات الموشحة بالطابع الفلسطيني.

وشهد المعرض التراثي حضوراً جماهيراً واسعاً من قبل الغزيين الذين ارتادوه، والذين حرصوا جميعهم على مشاهدة جديد الأعمال التراثية التي أدخلها المشاركون في المعرض على الأزياء التراثية الفلسطينية القديمة، ومحاولة المزج بينها وبين الملابس العصرية.

وعلى الرغم من مرور نحو 7 عقود على الاحتلال، ما تزال الفلسطينية، أم محمد الغماري، تحتفظ بالزي التراثي القديم الذي كانت سيدات مدينة المجدل المحتلة عام 1948 يرتدينه، أملاً في توريثه للأجيال القادمة، للمحافظة على بقاء الهوية الفلسطينية حاضرة.

ولم يمنع التقدم في العمر، الغماري، من العمل في مجال الأعمال المطرزة التي تتنوع بين معالم فلسطينية، كالمسجد الأقصى وخريطة فلسطين التاريخية التي تضم المدن والقرى والبلدات المحتلة عام 1948، بعد أن تعلمتها من إحدى جاراتها بعد تهجيرها من قريتها.
وتقول الغماري (70 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إن توجهها للعمل في مجال الأعمال التراثية "جاء بهدف إبقائه منتشراً في صفوف الأجيال الصاعدة والإبقاء عليه حاضراً في وجه كل المحاولات التي يبذلها الاحتلال من أجل طمس معالم الهوية الفلسطينية".

في حين اختارت الفلسطينية إيناس سكيك ومجموعة من الغزيات اللواتي تخرجن من الجامعات والكليات المحلية ولم يجدوا فرص عمل، التوجه نحو تعزيز ثقافة الزي الفلاحي عبر إنتاجه في مختلف الأعمال، كالملابس والإكسسوار والمنتوجات الخشبية.
وتوضح سكيك لـ"العربي الجديد"، أنها ومجموعتها استغلوا تخرجهم من الجامعات دون أن يتمكنوا من الحصول على أي فرصة عمل، للاتجاه للعمل في مجال الأزياء التراثية ومشتقاتها، وتخصصوا في الأعمال التراثية الفلاحية التي ترسم معالم كل قرية فلسطينية على كل عمل.

وتضيف أن مشروعهنّ الذي انطلق قبل أكثر من 4 سنوات، تمكن من النجاح بالرغم من الصعوبات التي اعترضتهن وعدم وجود مكان خاصة بهن، إلا أن الانتشار الذي حققه المشروع والاهتمام الموجود بالأعمال التراثية بمختلف مجالاتها ساهم في استمرارهن.

في الأثناء، يقول مدير عام الشؤون الثقافية والمراكز ببلدية غزة، عماد صيام، لـ"العربي الجديد"، إن الرسالة الأساسية للمعرض هي استمرار حالة التمسك بالهوية الفلسطينية بالرغم من السنوات الطويلة التي مرت على احتلال الأراضي الفلسطينية. ويشدد على أهمية المقاومة الثقافية من خلال الفن والمسرح، بالإضافة إلى العمل على إبقاء التراث الفلسطيني حاضراً في مختلف المحافل والأيام الوطنية.

المساهمون