تسير الأندية الإسبانية بثبات واضح هذا الموسم أوروبياً، لدرجة إمكانية مشاهدة نهائي إسباني خالص في بطولتي الشامبيونزليغ واليوروباليغ، لتؤكد الليغا علو كعبها على الجميع، قبل فترة بسيطة من انطلاق يورو 2016 في فرنسا، وسط توقعات قوية ببطولة مفتوحة أمام الجميع، في ظل عدم وجود مرشح واحد للظفر باللقب بالصيف المقبل.
الجناح الإسباني
تستحق خطة 4-4-2 أن تكون الطريقة التكتيكية الأشمل في ملاعب أوروبا خلال السنوات الأخيرة، فمعظم الفرق التي تراهن على هذا الرسم الخططي، تقدم مستويات مبهرة على الصعيدين المحلي والقاري، فيوفنتوس كمثال وصل إلى نهائي عصبة الأبطال في الموسم الماضي بأكثر من تكتيك قائم على رباعي الوسط في مباريات عديدة، وحصل بول بوغبا على شهرة إضافية، نتيجة إجادته اللعب بين الوسط والأطراف، كريشة متحركة وفق احتياجات فريقه خلال المباريات الحاسمة.
كذلك وصل كلاوديو رانييري إلى حافة المجد مع ليستر هذا الموسم، بطريقة لعب واقعية ومباشرة، عن طريق رباعي دفاعي وثنائي هجومي، وبينهما رباعي وسط متحرك وديناميكي، ينقسم إلى ثنائي محوري يدافع ويهاجم معاً، مع ثنائي من الأجنحة، يتمركز على الرواق في الورق، لكنه يتحرك باستمرار إلى العمق أثناء الحيازة والسيطرة على الكرة.
وفي إسبانيا، تحصل هذه الخطة على صدى أكبر، فأتليتكو مدريد يطبقها بطريقة مثالية منذ أعوام، ووصل سيميوني إلى أفضل نسخة من تضييق الفراغات أمام خصومه، وغلق كافة الطرق في وبين الخطوط، بسبب اعتماده على مجموعة تجيد اللعب في مختلف المراكز. ويسير مارسيلينو تورال على خطاه مع الغواصات الصفراء، بنفس التكتيك المتوازن ليقترب من نهائي الدوري الأوروبي على حساب ليفربول.
ساؤول نيغويز
أساس خطة 4-4-2 في الكرة الحديثة هو الجناح الداخلي الذي يعرف تكتيكياً بالـ Interiores، أي الأجنحة التي تتجول بأريحية بين العمق والخط الجانبي، وتلعب في مركزين داخل المستطيل الأخضر، لتصبح نصف لاعب طرف أثناء الدفاع، ونصف صانع لعب مع الهجوم في التحولات، وهؤلاء الأسماء هي من تصنع الإضافة المرجوة للفرق التي تطمح في تغطية أكبر قدر ممكن من المساحات.
ولاعب مثل ساؤول نيغويز يستحق أن يكون نجم الربع الأخير من هذا الموسم، نظراً لمستواه الكبير مع أتليتكو، وقيادته لفريق سيميوني إلى الفوز أمام بارسا ثم بايرن. والمتابع لمسيرة هذا النجم الصاعد، سيجد أنه بدأ مع ناشئي ريال مدريد، قبل أن يتحول إلى أكاديمية أتليتكو ليصعد سريعاً إلى الفريق الأول قبل أن يذهب إعارة مع فريق رايو فاليكانو.
تعلم ساؤول مع فاليكانو أسلوب الحفاظ على الكرة، والتمرير السريع في أضيق الفراغات، والغريب أنه لعب مباريات عديدة في مركز المدافع الصريح، الذي يستلم أمام مرماه، ويبدأ في إخراج الكرة ببراعة إلى لاعبي الوسط والهجوم، ليحصل على ميزة "الرؤية" التي ساعدته فيما بعد، عندما لعب كجناح وساعد هجومي في أتليتكو.
يقول أريجو ساكي أن لعب الناشئين في عدة مراكز خلال الصغر، يساعدهم على التكيف الخططي في الفرق الكبيرة، وهذا ما حدث فعلياً مع نيغويز، لأنه وجد الأمور سلسة في مركز الجناح، لأنه يعرف كيف يتعامل بالكرة في الفراغات، بالإضافة إلى سابق لعبه في عمق الملعب، ليصبح لاعب ارتكاز إضافي عند الحاجة في الحالة الدفاعية، إنه اللاعب الأكثر تطوراً في النصف الأخير من عمر الموسم حتى هذه اللحظة.
دينيس سواريز
يقدم دينيس سواريز أداء استثنائياً مع فياريال، ويعيد بشدة مراحل تطور ساؤول رفقة الأتليتي، فاللاعب الصغير صار اللاعب الأهم في خطة مارسيلينو، نتيجة قدرته على شغل مركزي لاعب الوسط والجناح، مع تمتعه بقدرات إضافية تجعله عنصراً أساسياً في الحالة الدفاعية، من خلال قطع الكرات وافتكاكها، والعودة المستمرة لمساندة اللاعب الظهير أمام مرماه.
سواريز هو النسخة الأحدث من دافيد سيلفا نجم مان سيتي، يلعب أكثر بين الخطوط، بالتحديد في المركز رقم 10 بخطة 4-2-3-1، ليتحول إلى منطقة الوسط كمحور ثالث، أو مهاجم آخر بالتبادل مع الرقم 9، وخلال فترة لعبه في إشبيلية، حصل اللاعب الشاب على مركز الجناح الصريح في نفس الطريقة، لكي يقطع بالكرة من الرواق إلى قلب الثلث الهجومي.
لكن هذا الموسم تطور دينيس بشكل واضح، ليتحول إلى دور الجناح الداخلي على طريقة نيغويز، من خلال لعبه في مركزي الوسط والجناح مع فياريال، وضغطه المستمر على مدافعي الخصوم طلباً للكرة من أجل تنفيذ المرتدة القاتلة، بالإضافة إلى انطلاقه بالكرة من وضع الثبات إلى الحركة، من قلب الارتكاز إلى حافة منطقة الجزاء، كما فعل في لقطة "الأسيست" خلال مباراة ليفربول بالمدريجال.
يورو 2016
تنطلق مسابقة يورو 2016 بعد فترة وجيزة، وتوجد علامات استفهام كبيرة على الشيخ الإسباني فيستني ديل بوسكي، بسبب انخفاض مستوى الماتدور، وقلة نجاعته الهجومية مقارنة بالسنوات السابقة، لذلك لا مفر من مواكبة التيار، والتحول شيئاً فشيئاً إلى طريقة لعب 4-4-2، لعدم وجود مهاجم متحرك بقيمة دافيد فيا في الأمام كالسابق، وبالطبع بعد اعتزال تشافي هيرنانديز، وانخفاض مستوى الثنائي إنيستا وسيلفا، نظراً لأحكام السن والإصابات.
ومع تألق المواهب الشابة مثل ساؤول ودينيس سواريز، يجب مشاهدة هذه النوعية من اللاعبين في بطولة أوروبا، والانتقال إلى خطة قريبة من 4-4-2، بسبب تواجد عدد كبير من الأسماء التي تجيد اللعب في هذه الخطة، على رأسهم ساؤول، دينيس سواريز، وحتى إيسكو، سيرجي روبرتو، وكوكي.
سئل فرناندو توريس بعد تألقه عن إمكانية عودته إلى المنتخب، فأجاب بدبلوماسية يُحسد عليها، "لا أفكر في هذا الأمر، ساؤول وهؤلاء الشباب أولى مني ومن غيري"، وكلمات النينو أصابت كبد الحقيقة دون تأويل، لأن الماتدور يحتاج إلى دماء جديدة، والفرصة مواتية بقوة بعد هذا الموسم الناجح محلياً على كافة الأصعدة.
اقــرأ أيضاً
الجناح الإسباني
تستحق خطة 4-4-2 أن تكون الطريقة التكتيكية الأشمل في ملاعب أوروبا خلال السنوات الأخيرة، فمعظم الفرق التي تراهن على هذا الرسم الخططي، تقدم مستويات مبهرة على الصعيدين المحلي والقاري، فيوفنتوس كمثال وصل إلى نهائي عصبة الأبطال في الموسم الماضي بأكثر من تكتيك قائم على رباعي الوسط في مباريات عديدة، وحصل بول بوغبا على شهرة إضافية، نتيجة إجادته اللعب بين الوسط والأطراف، كريشة متحركة وفق احتياجات فريقه خلال المباريات الحاسمة.
كذلك وصل كلاوديو رانييري إلى حافة المجد مع ليستر هذا الموسم، بطريقة لعب واقعية ومباشرة، عن طريق رباعي دفاعي وثنائي هجومي، وبينهما رباعي وسط متحرك وديناميكي، ينقسم إلى ثنائي محوري يدافع ويهاجم معاً، مع ثنائي من الأجنحة، يتمركز على الرواق في الورق، لكنه يتحرك باستمرار إلى العمق أثناء الحيازة والسيطرة على الكرة.
وفي إسبانيا، تحصل هذه الخطة على صدى أكبر، فأتليتكو مدريد يطبقها بطريقة مثالية منذ أعوام، ووصل سيميوني إلى أفضل نسخة من تضييق الفراغات أمام خصومه، وغلق كافة الطرق في وبين الخطوط، بسبب اعتماده على مجموعة تجيد اللعب في مختلف المراكز. ويسير مارسيلينو تورال على خطاه مع الغواصات الصفراء، بنفس التكتيك المتوازن ليقترب من نهائي الدوري الأوروبي على حساب ليفربول.
ساؤول نيغويز
أساس خطة 4-4-2 في الكرة الحديثة هو الجناح الداخلي الذي يعرف تكتيكياً بالـ Interiores، أي الأجنحة التي تتجول بأريحية بين العمق والخط الجانبي، وتلعب في مركزين داخل المستطيل الأخضر، لتصبح نصف لاعب طرف أثناء الدفاع، ونصف صانع لعب مع الهجوم في التحولات، وهؤلاء الأسماء هي من تصنع الإضافة المرجوة للفرق التي تطمح في تغطية أكبر قدر ممكن من المساحات.
ولاعب مثل ساؤول نيغويز يستحق أن يكون نجم الربع الأخير من هذا الموسم، نظراً لمستواه الكبير مع أتليتكو، وقيادته لفريق سيميوني إلى الفوز أمام بارسا ثم بايرن. والمتابع لمسيرة هذا النجم الصاعد، سيجد أنه بدأ مع ناشئي ريال مدريد، قبل أن يتحول إلى أكاديمية أتليتكو ليصعد سريعاً إلى الفريق الأول قبل أن يذهب إعارة مع فريق رايو فاليكانو.
تعلم ساؤول مع فاليكانو أسلوب الحفاظ على الكرة، والتمرير السريع في أضيق الفراغات، والغريب أنه لعب مباريات عديدة في مركز المدافع الصريح، الذي يستلم أمام مرماه، ويبدأ في إخراج الكرة ببراعة إلى لاعبي الوسط والهجوم، ليحصل على ميزة "الرؤية" التي ساعدته فيما بعد، عندما لعب كجناح وساعد هجومي في أتليتكو.
يقول أريجو ساكي أن لعب الناشئين في عدة مراكز خلال الصغر، يساعدهم على التكيف الخططي في الفرق الكبيرة، وهذا ما حدث فعلياً مع نيغويز، لأنه وجد الأمور سلسة في مركز الجناح، لأنه يعرف كيف يتعامل بالكرة في الفراغات، بالإضافة إلى سابق لعبه في عمق الملعب، ليصبح لاعب ارتكاز إضافي عند الحاجة في الحالة الدفاعية، إنه اللاعب الأكثر تطوراً في النصف الأخير من عمر الموسم حتى هذه اللحظة.
دينيس سواريز
يقدم دينيس سواريز أداء استثنائياً مع فياريال، ويعيد بشدة مراحل تطور ساؤول رفقة الأتليتي، فاللاعب الصغير صار اللاعب الأهم في خطة مارسيلينو، نتيجة قدرته على شغل مركزي لاعب الوسط والجناح، مع تمتعه بقدرات إضافية تجعله عنصراً أساسياً في الحالة الدفاعية، من خلال قطع الكرات وافتكاكها، والعودة المستمرة لمساندة اللاعب الظهير أمام مرماه.
سواريز هو النسخة الأحدث من دافيد سيلفا نجم مان سيتي، يلعب أكثر بين الخطوط، بالتحديد في المركز رقم 10 بخطة 4-2-3-1، ليتحول إلى منطقة الوسط كمحور ثالث، أو مهاجم آخر بالتبادل مع الرقم 9، وخلال فترة لعبه في إشبيلية، حصل اللاعب الشاب على مركز الجناح الصريح في نفس الطريقة، لكي يقطع بالكرة من الرواق إلى قلب الثلث الهجومي.
لكن هذا الموسم تطور دينيس بشكل واضح، ليتحول إلى دور الجناح الداخلي على طريقة نيغويز، من خلال لعبه في مركزي الوسط والجناح مع فياريال، وضغطه المستمر على مدافعي الخصوم طلباً للكرة من أجل تنفيذ المرتدة القاتلة، بالإضافة إلى انطلاقه بالكرة من وضع الثبات إلى الحركة، من قلب الارتكاز إلى حافة منطقة الجزاء، كما فعل في لقطة "الأسيست" خلال مباراة ليفربول بالمدريجال.
يورو 2016
تنطلق مسابقة يورو 2016 بعد فترة وجيزة، وتوجد علامات استفهام كبيرة على الشيخ الإسباني فيستني ديل بوسكي، بسبب انخفاض مستوى الماتدور، وقلة نجاعته الهجومية مقارنة بالسنوات السابقة، لذلك لا مفر من مواكبة التيار، والتحول شيئاً فشيئاً إلى طريقة لعب 4-4-2، لعدم وجود مهاجم متحرك بقيمة دافيد فيا في الأمام كالسابق، وبالطبع بعد اعتزال تشافي هيرنانديز، وانخفاض مستوى الثنائي إنيستا وسيلفا، نظراً لأحكام السن والإصابات.
ومع تألق المواهب الشابة مثل ساؤول ودينيس سواريز، يجب مشاهدة هذه النوعية من اللاعبين في بطولة أوروبا، والانتقال إلى خطة قريبة من 4-4-2، بسبب تواجد عدد كبير من الأسماء التي تجيد اللعب في هذه الخطة، على رأسهم ساؤول، دينيس سواريز، وحتى إيسكو، سيرجي روبرتو، وكوكي.
سئل فرناندو توريس بعد تألقه عن إمكانية عودته إلى المنتخب، فأجاب بدبلوماسية يُحسد عليها، "لا أفكر في هذا الأمر، ساؤول وهؤلاء الشباب أولى مني ومن غيري"، وكلمات النينو أصابت كبد الحقيقة دون تأويل، لأن الماتدور يحتاج إلى دماء جديدة، والفرصة مواتية بقوة بعد هذا الموسم الناجح محلياً على كافة الأصعدة.