23 يونيو 2017
زلزال حلب وتوابعه
أحمد القثامي (السعودية)
حينما تُدّمر مدينة فوق رؤوس ساكنيها، وتحصد آلة القتل الغادرة أرواح آلاف الأبرياء من قاطنيها، وترمي عشرات الآلاف منهم إلى جحيم اللجوء في رحلة تهجير قسري مُذلة، لتسحق كرامتهم وتهدر إنسانيتهم، حيث تسكن المرارة أعماق النفس، ولا تنمحي ذكراها، مهما تطاول الزمان، وتعاقبت فيه الأحداث، ليخرج القتلة محتفين بنصرهم المزعوم رقصاً على جثث الأطفال والنساء والرجال العزل، إلا من قليل من سلاح في مواجهة حمم حارقة من أحدث الأسلحة، معتقدين أنّ وصمة العار بما تلطخت أيديهم القذرة به من بربرية الجرم، لن تلاحقهم إذا ما زيّفوا الواقع بشعارات واهية، هم أنفسهم يعلمون أنّها ضرب من الدجل المتخم بالكذب المفرط حين يسمون الإرهاب مكافحة له.
رغبة الروس والإيرانيين بحسم أمر حلب كبيرة جدا، لِما لها من قيمةٍ معنوية وسياسية وعسكرية، قبل بداية الفترة الرئاسية لدونالد ترامب في الولايات المتحدة، حيث الضبابية المُقلقة إزاء ما سيتخذ من سياسة خارجية، ما جعل الجريمة مع الطغيان بلا رادع، ليعقبها ترويج تسوية سياسية لحلّ الأزمة، يصوغها مجرمو الحرب إضافة إلى تركيا التي دفعتها متغيّرات السياسة إلى إمساك العصا من المنتصف، فبدت هذه الدعاية فجّة ومليئة بالوقاحة، حين يدّعي القاتل أنه سينصف الضحية ويحقّق لها العدالة، لتبقى حقيقة الأمر أنّه ليس أكثر من رسالة لواشنطن والقوى الغربية الأخرى، تفيد بأنّ التسوية السياسية للأزمة السورية تمر عبر موسكو وطهران.
كارثة حلب بالنسبة للشعب السوري المثخن بآلامه فصل من حكاية الدم والموت المتخبّط بعبثيّة مفزعة ينهش في جسد وطن مختطف من طاغية أجير، استورد أراذل القتلة المأجورين من شتى بقاع الدنيا، تحت إمرة سادته في موسكو وطهران اللتتن تحركهما عقلية المستعمر الذي يدفعه الغرور بآلة بطشه ليمارس وحشية الإبادة بشكل هستيري مأفون، متوهماً أنَّ الشعب ضحية الاحتلال، سيخضع ويخنع لرغباته، في غفلةٍ منه عن منطق التاريخ الذي يحكي أنَّ الغزاة دوماً يندحرون، مهما طال غيهم الذي فيه يعمهون.
تتبدّى توابع زلزال حلب في انجراف المنطقة التي تموج بالفوضى إلى مزيد من الهدم وتأجج الصراع بين قواه الإقليمية والدولية في معركة كسر عظم، ثمنها فواجع لا تنتهي، حيث التغييب المتعمّد للغة العقل وتسعير النار المضطرمة بحطبٍ يدفع بالحرائق للاشتعال أكثر.
في مناخ مأزوم كهذا، يزدهر الإرهاب، والذي يظهر جلياً في ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية بعد تلقيه ضربات موجعة، سيدشن مرحلةً أكثر بشاعةً لإرهابه في الإقليم والعالم، محاولاً الهروب إلى الأمام، ومستثمراً مأساة حلب عاطفياً، ومتطلّعاً إلى تعويض ما يخسر من مقاتلين بأتباع جدد، يقعون في شركه، حينما يقود الإحباط إلى التطرّف، وذلك في ظل تقاطع أهداف التنظيم المتطرّف مع دول، كإيران وكيان الاحتلال الصهيوني، في تفكيك عرى الدول العربية وإيقاعها في مستنقع التشظَّي لدويلات أكثر عجزاً وضعفاً مما هي عليه.
المحرقة في سورية وامتهان حياة الشعب الثائر الرافض لحكم سفاح دمشق الوضيع، هي إعلان وفاة للنظام السياسي العربي، وأبلغ مؤشرعلى ذلك أنّ العرب في حسابات القوى الدولية لم يعد لهم وزن يذكر، فليسو أكثر من أدواتٍ تستهلك في لعبةٍ سياسيةٍ تتكشف ملامحها كل يوم أكثر فأكثر، بأن خارطة تُرسم ومسارات جديدة لمعالجة قضايا المنطقة جديدها وقديمها تُعدّ لفرض واقع يُراد له أن يكون، فما بعد حلب هو أكثر سوءًا مما قبلها، فمن ترك حلب تباد وتذبح سيدرك فداحة خطيئته ولو بعد حين.
رغبة الروس والإيرانيين بحسم أمر حلب كبيرة جدا، لِما لها من قيمةٍ معنوية وسياسية وعسكرية، قبل بداية الفترة الرئاسية لدونالد ترامب في الولايات المتحدة، حيث الضبابية المُقلقة إزاء ما سيتخذ من سياسة خارجية، ما جعل الجريمة مع الطغيان بلا رادع، ليعقبها ترويج تسوية سياسية لحلّ الأزمة، يصوغها مجرمو الحرب إضافة إلى تركيا التي دفعتها متغيّرات السياسة إلى إمساك العصا من المنتصف، فبدت هذه الدعاية فجّة ومليئة بالوقاحة، حين يدّعي القاتل أنه سينصف الضحية ويحقّق لها العدالة، لتبقى حقيقة الأمر أنّه ليس أكثر من رسالة لواشنطن والقوى الغربية الأخرى، تفيد بأنّ التسوية السياسية للأزمة السورية تمر عبر موسكو وطهران.
كارثة حلب بالنسبة للشعب السوري المثخن بآلامه فصل من حكاية الدم والموت المتخبّط بعبثيّة مفزعة ينهش في جسد وطن مختطف من طاغية أجير، استورد أراذل القتلة المأجورين من شتى بقاع الدنيا، تحت إمرة سادته في موسكو وطهران اللتتن تحركهما عقلية المستعمر الذي يدفعه الغرور بآلة بطشه ليمارس وحشية الإبادة بشكل هستيري مأفون، متوهماً أنَّ الشعب ضحية الاحتلال، سيخضع ويخنع لرغباته، في غفلةٍ منه عن منطق التاريخ الذي يحكي أنَّ الغزاة دوماً يندحرون، مهما طال غيهم الذي فيه يعمهون.
تتبدّى توابع زلزال حلب في انجراف المنطقة التي تموج بالفوضى إلى مزيد من الهدم وتأجج الصراع بين قواه الإقليمية والدولية في معركة كسر عظم، ثمنها فواجع لا تنتهي، حيث التغييب المتعمّد للغة العقل وتسعير النار المضطرمة بحطبٍ يدفع بالحرائق للاشتعال أكثر.
في مناخ مأزوم كهذا، يزدهر الإرهاب، والذي يظهر جلياً في ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية بعد تلقيه ضربات موجعة، سيدشن مرحلةً أكثر بشاعةً لإرهابه في الإقليم والعالم، محاولاً الهروب إلى الأمام، ومستثمراً مأساة حلب عاطفياً، ومتطلّعاً إلى تعويض ما يخسر من مقاتلين بأتباع جدد، يقعون في شركه، حينما يقود الإحباط إلى التطرّف، وذلك في ظل تقاطع أهداف التنظيم المتطرّف مع دول، كإيران وكيان الاحتلال الصهيوني، في تفكيك عرى الدول العربية وإيقاعها في مستنقع التشظَّي لدويلات أكثر عجزاً وضعفاً مما هي عليه.
المحرقة في سورية وامتهان حياة الشعب الثائر الرافض لحكم سفاح دمشق الوضيع، هي إعلان وفاة للنظام السياسي العربي، وأبلغ مؤشرعلى ذلك أنّ العرب في حسابات القوى الدولية لم يعد لهم وزن يذكر، فليسو أكثر من أدواتٍ تستهلك في لعبةٍ سياسيةٍ تتكشف ملامحها كل يوم أكثر فأكثر، بأن خارطة تُرسم ومسارات جديدة لمعالجة قضايا المنطقة جديدها وقديمها تُعدّ لفرض واقع يُراد له أن يكون، فما بعد حلب هو أكثر سوءًا مما قبلها، فمن ترك حلب تباد وتذبح سيدرك فداحة خطيئته ولو بعد حين.
مقالات أخرى
21 مارس 2017
13 نوفمبر 2016
16 أكتوبر 2016