نقلت صحيفة "ميرور" البريطانية، وعدد من وسائل الإعلام الدنماركية، طلباً تقدم به رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلادمير جيرينوفسكي، لرئيسه فلاديمير بوتين، مفاده "إظهار قوة روسيا العسكرية بإلقاء قنبلة نووية على جزيرة يقطنها 200 ألف مواطن في بحر البلطيق".
ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن حديث جيرينوفسكي لوسائل إعلام روسية كقناة "روسيا 1"، فإن السياسي الروسي، أخطأ حسب ما يبدو بين بحر البلطيق وبحر الشمال، فليس في البلطيق جزيرة يقطنها 200 ألف نسمة.
وقادت الاستنتاجات التي وصل إليها بعض الصحفيين الدنماركيين والبريطانيين، إلى أن الحديث يدور عن جزر الفارو، التابعة للدنمارك، والتي تتمتع بحكم ذاتي مقابل السواحل الاسكتلندية.
وأثار طلب جيرينوفسكي من بوتين، جدلاً كبيراً بين المحللين والمراقبين، وفزعاً من هذا التوجه الروسي القومي المتشدد بحق سكان جزر الفارو، رغم أنه لم يذكرها بالاسم، لكن الخلاصة التي وصلت إليها الصحافة الدنماركية وصحيفة "ميرور" البريطانية، وفقا للرقم الذي تحدث عنه جيرينوفسكي فإن المقصود ضمنياً تلك الجزر.
وقال مراقبون إن حديث رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، بعني قصفاً نووياً للدنمارك، كون الجزر تتبع لها مثلما هي غرينلاند. وبحسب ما نقل عن جيرينوفسكي حرفياً فإنه، قال، إن "هناك بلداً صغيراً كجزيرة في البلطيق تحتوي على 200 ألف مواطن وعلى بروكسل أن ترى بنفسها. لقد كان هناك جزيرة...الآن لم يعد هناك هذه الجزيرة...هذا البلد انتهى".
وجاءت هذه التصريحات، بعد الإصرار الأميركي على نشر الدرع الصاروخي وتفعيله في رومانيا. وبحسب "ميرور" البريطانية، فإن "ذلك الدرع هو لحماية أوروبا الغربية من صواريخ قد تطلق من الشرق الأوسط في المستقبل".
لكن في المقابل، للروس رأي مخالف، فهم يعارضون نظام الدرع الصاروخي ويعتبرونه "عملاً عدوانياً" ضد بلادهم، وهو ما دعا الرئيس الروسي إلى مطالب بتعديل الموازنة العسكرية للبلاد لمواجهته.
إلى ذلك، ذهب بعض المراقبين إلى وضع تصريحات جيرينوفسكي في سياق الخط التصاعدي للخطاب الروسي المتشدد، وخصوصاً في شهر مايو/أيار، ويرون أنها "تعود لحالة غضب واحباط من المشاريع الغربية والرسائل العسكرية والسياسية الموجهة في البلطيق ودول وسط وشرق أوروبا". بينما يحذر بعض السياسيين من يسار الوسط من "التمادي في حشر الروس في الزاوية وضرورة فتح قنوات حوار وتفاوض معهم".